سكانه يلتمسون من الجهات المعنية عدم تشريدهم دون أخذ ظروفهم الاجتماعية بعين الاعتبار.!
جريدة طنجة – متابعة (م.إمغران) ( باطيو بينطو )
الخميس 28 يناير 2016 – 16:47:26
وكانت الشركة الأجنبية، المالكة لهذا العَقــــار، أشارت في دعوتها إلى أن السكان استولوا على أرض عارية، بينما الأمر غير ذلك،فالعقارهو عبارة عن بناء قديم جدا، بل وتاريخي(انظر الصور) يسكنه المعنيون، منذ عشرات السنين، كما هو حال المرحوم محمد البغيل، المزداد بـ:”الباطيو”، منذ سنة 1930، حيث ترك به أبناءه وأحفاده، وحال المرحوم أحمد الثقي، المزداد بهذا “الباطيو” سنة 1936، ترك به، هو الآخر، أبناءه وأحفاده الذين هم على قيد الحياة، اطلع موقع الجريدة على وثـائـق تثبتُ ذَلك، وكــــانوا يؤدّون واجبات الكراء، مثلهم مثـل بـاقــي السُكـــان، لمدّة سنين، حيث كان يتسلمها منهم، مقابل مَدّهم بـ:”الوصول” المسمّى قيد حياته، عبد السلام الوريــــاغلي، المعروف بـ:”يوما” نيابة عن الشركة، قبل أن يتوفى، ويترك المهمة لابنه المسمى، قيد حياته محمد الورياغلي”يوما” كي ينوب عن الشركة ذاتها في تسلم الواجب أداؤه شهريا، مقابل إعطاء “وصل” لكل مكترٍ، قبل أن يتوفى، هو الآخر، ليبقى أمر السكان معلقا، يحيط به الاستفهام والغموض، حيث ظلت الشركة، بدون ممثل لها، علما أن آخرواجبات الكراء التي أدوها ـ يشير السكان ـ كانت برسم سنة 1993.
وقبل هذه الفترة بسنوات، كانت الشركة المذكورة راسلت السكان سنة 1987،يتوفر موقع الجريدة على نسخة منها، تطالبهم من خلالها بإفراغهمالعقارالمشار إليه، بهدف إصلاحه، ثم يمكنهم ـ بعد ذلك ـ العودة إليه، والسكن به، وهو الأمرالذي فطن إليه السكان، إذ تبين لهم أن ذلك كان محاولة ـ فقط ـمن الشركة للتحايل عليهم وتشريدهم.!
حاليا، يقطن بـ:”باطيو بينطو”مئـــات العديد من السكان، رجالا ونساء، شبـــابا وشيوخا وأطفالا، ليس لهم مأوى غير هذا العقار الذي يقطنونه، أبــًا عن جد.!
وأما ظُروفهم الاجتماعية والاقتصادية، فهي صعبة للغاية.وحسب تصريح السكان ـ دائما ـ فإن بعض الأسر، شقيت كثيرا، وضمتالسنتيم إلى السنتيم، واضعة الحزام على بطنها، لتقوم بإصلاح محل سكناها، حتى أصبح لائقا بالشكل الذي هو عليه الآن، مما يعني أن “الباطيو” ليس به فقط ـ السكن الصفيحي، بل توجد به منازل، شيّدها ساكنوها بعناية واهتمام، في الوقت الذي لم تستطع أسر أخرى إصلاح سكناها، نظرا لعدم توفرها على قدرة مادية، تسمح لها القيام بهذا الغرض، ذلك أن ما يشغلها هو البحث عن لقمة العيش، وإعالة الأبناء، بالصراع مع “القفة” وما يتبعها من تكاليف العيش اليومي، من مأكل ومشرب وملبس.
وكان السكان قد تمّ استدعاؤهم، مؤخرا، من طرف مصالح الشرطة بالمدينة، للاستماع إليهم، حيث أدلوا بمعلومات مستفيضة حول نسبة عددهم وحول ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية.
وكان موقع جريدة طنجة، قد حَلّ بعين المكان، مساء الاثنين الماضي، وسَجّل تصريحــات العديد من السُّكـان، بخصوص قَضية الإفــــراغ هاته التي قالوا بشأنها إنّهـا بـاتــــت تذهب النوم من جفونهم، وتشوّش على صفاء ذهنهم، وتسلب منهم راحتهم النفسية والبَدنية، مضيفين أنه لايهمهم من يَكون وراء هذا العَقـــــار(الله يجيبلو التيسير) ولكن لابد من معرفة أن”باطيو بينطو” سكنته وتسكنه عشرات الأسر، منذ القدم، وبعقود كراء، ومنها من اقترضت وقامت بإصلاح سكنها، فلايمكن أن تتعرض هذه الأسرللطرد والتشريد، بنوع من اللامبالاة،ودون أن يكون هناك مقابل “محترم” يحفظ لها كرامتها، وينقذها من التشرد والضياع.