جمعية “قُدماء أساتذة وتلاميذ ثـانوية مولاي رشيد” في أوّل نَشاطاتها
جريدة طنجة – متابعة (أساتذة وتلاميذ ثاوية مولاي رشيد)
الجمعة 15 يناير 2016 – 13:37:54
وفي معرض حديثه، تناول مصطفى الغاشي، نائب عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان، وجود مشكلة ثقافية في تحديد مفهوم البطالة التي لايمكن حلها في اعتقاد الطلبة، إلا من خلال ولوجهم باب الوظيفة العمومية، وليس بمزاولتهم عملا بمعناه الواسع والفسيح، مشيرا إلى أن صعوبة العثور على فرصة عمل بالقطاع العام، تخلق مشكلة نفسية لدى الطلبة المغاربة، وبالتالي يتولد لديهم نوع من الاقتناع بأن التعليم الجامعي لن يوصلهم إلى النتائج المرجوة، مما قد يرمي بهم في براثن المغامرة والضياع، من قبيل خيار الهجرة السرية وعواقبهاأوالتعاطي لتجارة المخدرات، بدلا من تكوين ذواتهم أكاديميا.!
من جانبها، أشارت ذ.سعيدة العثماني، الأستاذة الجامعية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة إلى كون نظام التعليم والتكوينتفتقر سياسته إلى أهداف واضحة، فالطفل في رأيها، منذ التحاقه بالمدرسة، فالجامعة، إلى تخرجه، يبقى تائها، حيث لايعرف الهدف من تعلمه، مشيرة إلى ضرورة أن تحدد الدولة، منذ البداية، كم هو عدد الخريجين الذين سيتوجهون للعمل بالوظيفة العمومية وعدد الخريجين الذين سيعملون بالقطاع الخاص وهكذا. بينما أشار عبد الله أبو عوض، الأستاذ الجامعي لعلم الاجتماع، إلى أن داء البطالة يكمن في سوء تشخيصه، على اعتبارأنه يتم إسقاط حلول مستوردة من الخارج، لاتنسجم تماما مع الواقع المغربي، حيث لم يتفق المتحدث مع ما ذهب إليه لحسن الداودي، وزير التعليم العالي، عندما بخس قيمة خريجي كلية الآداب والفنون، في الوقت الذي اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة العلوم الإنسانية والآداب، رغم أن هذا البلد يعتبرغولا في مجال الصناعة والاقتصاد.
ومن جهته، ذكرعبد الله الدامون، مدير نشر جريدة المساء، أنه بحكم عمله تابع احتجاجات الخريجين لسنوات، فتبين له أن هذه الاحتجاجات تم تسييسها، منذ البداية، حيث كانت تعبر عن رفضها السياسات الرسمية والطبقية.وكثيرا ما وقف وتعاطف الإعلام المكتوب مع “المعطلين” في غياب الإعلام الرسمي عنهم، من تلفزة وإذاعة.ومع مرور السنوات ـ يوضح الدامون ـ بدأت تفقد احتجاجات المعطلين إثارتها، قبل أن تعود من جديد، وبشكل أكثر إثارة، عندما بدأ المعطلون يحرقون ذواتهم، راسمين صورا مأساوية، في وجه إصرار الدولة على سد باب التوظيف المباشر.
ذ.إشراقالحنيني، الخبيرة في التدبير الذاتي، من جهتها وفي تدخلها حول “التنمية البشرية ودورها في التقليص من آثار البطالة” دعت الشباب المتعلم إلى اكتشاف قدراته ومهاراته، بناء على توجهاته العلمية، مع تقوية ثقته في نفسه، بهدف مواجهته شبح البطالة.
وللإشارة، فإن جمعية “قدماء أساتذة وتلاميذ ثانوية مولاي رشيد” المنظمة لهذه الندوة، بشراكة مع جريدة “المساء” ومجلة “سيدتي”، تأسست ـ مؤخرا ـ إذ كانت عملية التأسيس حلما يراود العديد من تلاميذها القدامى الذين أصروا على أن ينضم إليهم كذلك أساتذتهم القدامى، اعترافا ببركتهم وفضلهم وجميلهم عليهم، لما بذلوه من تضحية وتفان، كان من ثمارهما، بعد الله تعالى، ما وصل إليه تلاميذ أمسها البعيد، وهم يبرهنون، اليوم، على نجاحاتهم المهنية والحياتية في مجالات متنوعة.
وتسعى الجمعية إلى خدمة القضايا التربوية والثقافية وخلق جسر للتواصل والتعاون مع المؤسسات التعليمية، ولاسيما مع الأجيال الحالية لمؤسسة ثانوية مولاي رشيد، هذه المؤسسة التي لايمكن وصف مدى الحب والحنين اللذين يشدانتلاميذها القدامى إلى أطرها ومرافقها وترابها وهوائها….