الوحدة المغربية فوق كل الاعتبارات الطائفية
جريدة طنجة – عبد العزيز الحليمي ( الوحدة المغربية )
الأربعاء 13 يناير 2016 – 11:33:42
إنَّ التّسامحَ الإداري سمح لحروف “تيفيناغ” أن توضع إلى جانب العربية عناوين للمؤسسات التربوية، وبعض المؤسسات العمومية كمقدمة للمطالبة بوضعها في المطبوعات الإدارية، والعملة، وجميع مظاهر التداول في الحياة الاجتماعية، ووضع ترجمة للمتدخلين في البرلمان، وهذا ما بشر به رئيس مجلس المستشارين، الريفي الجذور حكيم بنشماس…
هُنــا نتحسس بأن هناك أطرافـًا نــافذة تَسير في هذا المنحى، أطرافـًا تتذرع بأن هُنــاك ضَغْطــًا أمريكيًا، وقد وجدت أمريكا في بعض ضعاف النفوس من يسير وفق مخططاتها لتخريب وحدة المغرب الشعبية.
يتبجج البعض من هؤلاء أتباع حُروف “تيفيناغ” بأن الدستور يضم الاعتراف بالأمازيغية كلغة، رغم أنها تفتقد مقومات اللغة، ولكن الدستور كذلك يضم اللغة العبرية والحسانية، مع العلم أن من يتكلم اللهجة الأمازيغية لا يتعدى 13% من الشعب المغربي، فلماذا الإلحاح على اللهجة الأمازيغية بالذات؟؟
في المجال الانتخابي يلوحون هذه المرة بنزول “بعبع” من ورق اسمه “الحزب الأمازيغي الكبير” حتى يحركوا الناخبين، وأكيدا سيكون الفشل مصيره، لأنه وسائر الأحزاب العنصرية والطائفية المفترضة ستجد أمامها ناخبين عركتهم التجربة، وأن رموزهم سوف لا تصوت عليهم عوائلهم، لأن طبيعة الأسرة المغربية نتيجة اختلاط كل مكونات الشعب المغربي أبا عن جد.
إن تقديم مشاريع القوانين قبل نهاية ولاية البرلمان لمؤشر أن هناك اندفـاعـًا نحو التصديق عليها وسيكون امتحانا عسيرا لكل أعضاء البرلمان لأن من انتخبهم مغاربة أولا من طنجة إلى الكويرة حتى وجدة يتكلمون عدة لهجات.
أعتقد أن صرف أموال طائلة في إقحام حروف “تيفيناغ” في المطبوعات والعملة، والجريدة الرسمية، وتخصيص ترجمة في البرلمان، وبعدها في المجالس المنتخبة، يعد هذا هذرا للمال العام وللوقت وغرس حساسية للمكون الشعبي الواحد، قد تكون نتائجه سلبية.
إن أمريكا بعد أن نجحت في تعميق الهوة بين الشيعة والسنة في العراق في إطار الشرق الأوسط الكبير، ها هي الآن تريد تفتيت شعبنا لغة ولهجات وبعدها أرضا بدافع من طرف بعض الرموز أدى بها الأمر للذهاب إلى إسرائيل لكنهم فشلوا فلتتحمل الأحزاب مسؤولياتها، ومكونات المجتمع المدني والبرلمان المنتخب من طرف كل المغاربة المتكلمين لغة ولهجات.