الشغب الرياضي … بين التعصب و الفوضى
جريدة طنجة – ل.السلاوي ( الشغب الرياضي)
الأربعاء 06 يناير 2016 – 17:14:47
هناك من يعتبر ” أن العنف الذي نشاهده في الملاعب الرياضية هو تعبير عفوي عن الغريزة وردة فعل إزاء الإحباط الناتج عن الخسارة “، كما يعتبر البعض الآخر ” أن الإنسان يولد ولديه استعداد مسبق للعدوان ، والذي قد يظهر بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق التنفيس في المواقف المقبولة اجتماعياً مثل المنافسات الرياضية ، فالعنف والشغب ما هما إلا نتيجة الإحباط الذي يؤدي دائماً إلى القيام بالسلوك العدواني “.
وعلى الرغم من وضع قانون لمحاربة الشغب في الملاعب الرياضية بالمغرب الذي يمنع على الخصوص القاصرين (ذوي الأعمار التي تقل من 16 سنة) من دخول الملعب و إقرار عقوبات حبسية في ارتكاب أفعال مخلة بالأمن أو الاعتداء أو إتلاف الممتلكات ، فإن نسبة حالات الشغب تفاقمت في الآونة الأخيرة وبشكل لافت. حيث إن المشاكل الاجتماعية والنفسية التي يعيشها المشجعون تدفع بهم إلى القيام بأفعال عدوانية داخل الملاعب وخارجها.
هذه الأفعال التي يقوم بها مشجعو الفرق الرياضية تخرج عن سياق الفرجة الرياضية والمتعة ، وتفقد الأنشطة الرياضية قيمها الرائعة وخصائصها في الفرجة والترفيه عن النفس ، كما تؤدي إلى تحطيم القيم التي تعمل الرياضة على إكسابها للفرد والمجتمع ..
وبالمناسبة نستحدث حادثة تدعو للاستنكار، شهدتها مباراة الديربي 119 بين الرجاء الرياضي و الوداد البيضاوي قبل أيام قليلة مضت ، حيث خلفت أحداث الشغب التي امتدت إلى الأزقة والشوارع المحيطة بالملعب، تخريب بعض الممتلكات الخاصة والعامة، وإصابات متفاوتة الخطورة بين رجال الأمن وأفراد من جمهور الفريقين، حين بدأت المناوشات بنزاع بسيط بين أطراف من جمهوري الفريقين حين حاول أحد محبي الفريقين انتزاع أعلام مناصري الفريق الآخر، على سطح الملعب، وذلك قبل نهاية المباراة ببضع دقائق.
واستغرق رجال الأمن الذين طلبوا تعزيزات إضافية أزيد من نصف ساعة قبل إخلاء الملعب من المشاغبين، لكن بالموازاة مع ذلك كانت المواجهات تندلع في أنحاء متفرقة بين الملعب ، لذلك لا يفوتنا في هذا الصدد، أن ندعو السلطات العمومية والمحلية والجمعيات الرياضية لتكثيف جهودها من أجل القضاء على ظاهرة العنف والشغب في المجال الرياضي ، ولا بد من مساعدة الشباب على تنمية روحهم الرياضية وتعليمهم الأهداف والقيم الاجتماعية النبيلة للرياضة و تشجيعهم على التعبير عن آرائهم من خلال السلوك الحضاري و ليس اللجوء إلى الفعل العدواني.
كما أن وسائل الإعلام أيضا يمكن أن تؤدي دورا مهما في التخفيف من ظاهرة الشغب الرياضي و تغيير سلوكيات الشباب مشجعي الفرق الرياضية، وتهذيب سلوكهم حتى لا يصير عدوانيا ، والسيطرة على انفعالهم الناتج عن الخسارة أو الانتصار.

















