هل أتاك حديث جرائم مستشفى القرطبي
جريدة طنجة – محمد العمراني ( مستشفى القرطبي )
الثلاثاء 08 شتنبر 2015 – 12:05:14
يكفي زيارة بسيطة للمستشفى لتكتشف بالأدلة القاطعة أن الخدمات الاستشفائية بالقرطبي تعرف انهيارا متواصلا منذ أن تحملت السيدة بقال مسؤولية إدارة المستشفى خلفا للدكتور الجناتي.
من أبرز عناوين هذا الانهيار وضعية المركب الجراحي للمستشفى، الذي صار نموذجا صارخا للفشل، والنتيجة أن المواطنين هم من يؤدوا ضريبته من أغلة ما يملكون، أي صحتهم.
هل يعقل أن يصبح المركب الجراحي مثله مثل أي إدارة عادية، يفتح أبوابه في وجه المرضى فقط خلال أوقات العمل الإدارية، من الثامنة والنصف صباحا حتى الثالثة بعد الزوال، في حين يغلق أبوابه طيلة أيام السبت والآحاد؟!.
هل استوعبت السيدة المديرة مدى الانعكاسات الخطيرة لهكذا قرار على صحة المواطنين؟…
بالتأكيد لا..
هل تعلم السيدة أمال بقال مديرة المستشفى أن بقرارها هذا تكون قد تسببت في مآسي للعشرات من المواطنين، الذين فقدوا بصرهم جراء قرارها الأخرق؟…
قد يعتقد البعض أن هذا الكلام يفتقد للجدية، ويدخل في باب التضخيم…
إليكم التفاصيل:
يعلم الجميع أن إصابة قرنية العين تستوجب، من الناحية العلمية، تدخلا جراحيا لا يجب أن يتجاوز ست ساعات من توقيت الإصابة، وأي تأخر تكون العين مهددة بالتلف…
طيب،
هل تمتلك السيدة المديرة الجرأة للكشف عن الإحصائيات المتعلقة بالذين تعرضوا لإصابات في قرنية العين، ترد إلى المستشفى خارج أوقات العمل أو عند نهاية الأسبوع، وحيث أنهم ولم يستفيدوا من التدخل الجراحي في الوقت المناسب، بسبب عدم تأمين اشتغال المركب الجراحي على مدار 24 ساعة كما هول الحال بمستشفى محمد الخامس، فإن مصيرهم المحتوم هو فقدان نعمة البصر!…
خاصة و الجميع يعلم أن مستشفى محمد الخامس لا يتوفر على التجهيزات الطبية الخاصة بجراحة العين، وأن جميع العمليات من هذا التخصص تجرى حصريا بمستشفى القرطبي أو بالمؤسسات الصحية الخاصة!…
دليل آخر على انهيار الخدمات الاستشفائية بهذا المستشفى ويتعلق بعقد مقارنة بسيطة بين عدد عمليات الجلالة التي كانت تجرى به في عهد المدير السابق، وبين التي تجرى في عهد المديرة الجديدة…
فسنة 2013 تم إجراء ما يناهز 1100 عملية لإزالة الجلالة، بينما انخفض العدد في 2014 إلى حوالي 600 عملية!…
بالتأكيد الأرقام تتحدث عن نفسها ولا تحتاج إلى تعليق…
وهنا نطرح السؤال:
لماذا كان المركب الجراحي في عهد المدير الجناتي يشتغل على مدار 24 ساعة، واليوم تم التراجع عن الأمر في عهد المديرة الحالية، علما أن الموارد البشرية هي نفسها.
نحن لا ندافع عن حصيلة المدير السابق، فتدبيره لم يكن مثاليا، لكن يجب الاعتراف أنه رغم كل الإكراهات إن على مستوى الموارد البشرية أو على مستوى المعدات فإن مستوى الخدمات التي كان يقدمها المستشفى كانت أفضل بكثير مما هو عليه الوضع اليوم…
الأفظع من كل ذلك أن السيدة المديرة يبدو وكأنها مصرة على توتير الأوضاع بالمستشفى، وإشعال الاحتجاجات عبر اتذخــاذها لقــــرارات لا يقبَلهــــا عـاقــل…
هل يعقل أن يتم منْع المرضى مثَلاً من اقتِنـــــاء مُعدّات العمليات، على أساس أن المستشفى هو من سيقوم بتوفيرها، لكن النتيجة هي أن المرضى يفرض عليهم الانتظار إلى أجل مسمّى، أو عليهم البحث عن مستشفيات القطــــاع الخاص!…
معظم الانتِقـــــادات التي كانت توجه لقطاع الصحة العمومية كانت تنصب على مستشفى محمد الخامس، لكونه المستشفى الإقليمي، وهو الذي يقصده المواطنون في الحالات الاستعجالية، و فيه تجرى معظم العمليات الجراحية، لكن الحقيقة هي أن الإجرام الذي يمارس في حق المواطنين مستشفى القرطبي بطنجة يكاد يفوق ما يرتكب في مستشفى محمد الخامس، بل هو أخطر منه، لسبب بسيط هو أن مستشفى محمد الخامس يشتغل فوق طاقته، بينما القرطبي لا يستغل أكثر من 40 في المائة من طاقته….
وهذا ليس له من توصيف سوى انعدام المسؤولية والاستخفاف بأرواح المواطنين…!!! ….