بن يسّف يتكلّم
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( بن يسّف ضيف الشرف بالصالون الأدبي “دائرة الفنون” )
الجمعة 11 شتنبر 2015 – 16:25:14
إنّه أحمد بن يسّف، الفنان الذي يعيش عقده السابع بسعادة طفوليَّة قلّما تتحقق في مثل من هم في عمره.. هو من تخرج من مرسمه إبداعات تشكيليّة يتطلع إليها المغاربة عبر الأوراق المالية والقطع النقديّة الصادرة عن بنك المغرب.. تطوانيّ النشأة وإسبانيّ التكوين والخبرة، يعيش مراكما الماضي ولا فخر له إلاّ بما سيحققه في حلمه المستمرّ بالمستقبل.
أحمد بن يسّف كان ضيف الشرف يوم الخميس بالصالون الأدبي ” دائرة الفنون ” بطنجة ،تحت ادارة السيدة ليلى أبعقيل ، العاشقة للأدب و الفن ، حيث خصّص لقـــاء مفتوح حول أعماله التشكيلية العالمية، و الكتاب الغني الذي يتناول المشوار الفني الحافل بمنجزات هذا الفنان و سلسلة حواراته التي أجراها معه الصحفي و الكاتب العبقري حسن بريش ، الصحفي الذي استطاع بفضل حنكته المهنية أن يخرج الى الوجود كتابا ثمينا تحت عنوان ” بن يسّف يتكلم” .
و أدار اللقاء الاستاذ الصحفي خالد مشبال، بحضور الشاعرة الرقيقة وداد بن موسى والزجال مصطفى مشبال والعديد من الفعاليات الثقافية والفنية بطنجة، بالإضافة إلى أصدقاء الفنان القادمين من كل فج عميق.

و في كلمة للأستاذ خالد مشبال ، اعتبر فيها أن طنجة اكتسبت فنانا مرموقا على المستوى العالمي، حين قرر أن تكون مدينة البوغاز مقرّه الدائم ، و أشاد بالمناسبة بروعة غلاف الكتاب الذي صممته ابنة الفنان بن سيّف ، نور ، و تفوقها بذلك على أبيها بتشكيلها لصورة هي عبارة عن عين و نظارة العملاق بن يسّف بشكل احترافي عال.
و أشاد خالد مشبال بالفنان العالمي باعتباره من القلائل ببلادنا الذين اهتموا بعدة قضايا وطنية و اقتصادية و اجتماعية بنفس الآن ن و ذكر لوحة الفحام على سبيل المثال و التي تجسد حياة بسطاء الناس و قضايا المناضلين في ثوراتهم، و لوحات عديدة تتعدد أسبابها و ظروفها و يبقى الفن التشكيلي الروحي هو عنوانها البارز .
و في كلمة للصحفي الكاتب ، حسب بريش، تكلم فيها عن فكرة الكتاب التي بدأت داخل مكتب “جريدة الشمال” بطنجة و تبلورت الى أن ترجمت الى هذا العمل الذي تضمن سيرة حياة أحمد بن يسّف عبر تقنية سؤال جواب ، و صرح بريش ، بأنه ستتم ترجمته اللغة الروسية بعد أن تم اللقاء بمستشرق روسي اتفق الطرفان من خلاله على الترجمة .
و من جهتها عبرت الشاعرة وداد بن موسى في كلمة مؤثرة عن العلاقة المميزة التي تربطها بالفنان بن يسّف و اعجابها به و تقديرها له، و أهدته و أهدت الحضور عبارات راقية كرقيّ حضورها في كل المناسبات الأدبية و الفنية .
و لن ننسى أن نذكر أنه، بعد المسيرة الخضراء، ارتأى الملك الحسن الثاني رحمة الله عليه، تخليد الحدث بمنطوق تشكيليّ، وذلك في ظل وجود منتجات أدبية وفنية خلدت للحدث.. وارتأى ملك المغرب، وقتها، اللجوء لوسطاء اتصلوا بتلميذ لبن يسف من أجل اقتراح لوحة في الموضوع و نالت اللوحة إعجاب الملك الذي رآها موفقة وأمر بطباعتها على الأوراق المالية”.

وكان هذا التعاطي من القصر الملكي مع لوحة “المسيرة الخضراء” للفنان التشكيلي أحمد بن يسّف سابقة جعلت ذات الفنان أول تشكيليّ مغربي ومغاربيّ وعربيّ تبرز لوحة له على الأوراق الماليّة وهو على قيد الحياة، بل أضحى، وفقا لجريدة “إلبايّيس” الإسبانيّة، ثالث فنان تشكيليّ، على المستوى العالميّ، يشاهد رسوماته على أوراق نقديّة وهو على قيد الحياة.. فكان بذلك استحسان الحسن الثاني منطلقا لتعامل بن يسّف مع بنك المغرب الذي يمتدّ حتّى الحين.




















