معضلة غياب الملاعب بطنجة سبب تدهور مستوى الفرق المحلية 1 / 2
جريدة طنجة – حوار مع : سعيد مساعد ( .حوار السبت. )
الثلاثاء 29 شتنبر 2015 – 13:07:03
يعيشُ شَباب وداد طنجة لكرة القدم تَوهُجــًا كبيرًا في مُنافَسات بطولة القسم الثاني للهواة رغم حداثة عهد الفريق بهذا القسم. وتمكن الممثل الوحيد لمدينة طنجة بالقسم الثاني هواة من فرض نفسه وتحقيق نتائج رائعة رغم الإكراهات التي يعاني منها على كافة المستويات. ومن خلال هذا الحوار المطول الذي أجريناه مع سعيد مساعد، رئيس الفريق، ننشره في جزءين سيقربنا من المحطات السابقة والحالية للفريق، والإنجازات ومعها المعاناة والأهداف كما سنتابع في ( حوار السبت) وهذا نص الجزء الأول منه:
كمسيّر رياضي، ما رأيك في مستوى كرّة القدم بطنجة ؟
ألا تكون أزمة الملاعب سبب غياب أندية طنجة عن أقسام الهواة؟
أكيد، مشكل انعدام الملاعب هو السبب الأول لغياب فرق المدينة عن أقسام الهواة. والدليل أن مدينة فاس تتوفر على أربعة فرق بمجموعتنا في بطولة القسم الثاني هواة لوجود أكثر من ستة ملاعب معشوشبة بملاعب السعديين فقط، بالإضافة إلى ملعب الحسن الثاني ومركب فاس وغيرها من الملاعب بمختلف أحياء المدينة. هذه مقارنة بسيطة توضح لنا أن طنجة رغم مكانتها وإمكانياتها لا تضاهي باقي المدن على مستوى الملاعب.
هناك مشاريع أنجزت بخصوص ملاعب القرب بطنجة. هل هذه الملاعب لم تقم بدور ملاعب فاس مثلا؟
ملاعب القرب هي في الأساس ملاعب لكرة القدم المصغرة وتهدف إلى تنشيط الأطفال داخل الأحياء المهمشة، ولا يمكن بتاتا الاعتماد عليها لتدريب وتكوين الفئات الصغرى. كما أن معظمها هو عبارة عن أرضيات صلبة قد تسبب أخطار على الممارسين.
ما هو الحل إذن في نظرك ؟
يجب التفكير في إحداث ملاعب تحترم المعايير القانونية والمقاييس المعتمدة، حيث لا يجب أن تقل مساحة المستطيل الأخضر بالملعب عن 60 متر في العرض و95 متر في الطول لتفادي كل إشكال في مطابقة الملاعب وفق المساطر القانونية، وذلك على الأقل في المرحلة الحالية وتكون هذه الملاعب موزعة على المقاطعات المكونة للمدينة، كما يجب التفكير مستقبلا في ضرورة إنشاء ملاعب ضمن الأحياء الجديدة، وإعادة تأهيل ملعب مرشان بالعشب الاصطناعي وتهييء ملعب ابن خلدون أيضا بالعشب الاصطناعي، بالإضافة إلى الملاعب المبرمجة في إطار مشروع القرية الرياضية، آذاك يمكننا الحديث عن تطوير كرة القدم بالمدينة، كما يجب على الفرق العمل على تكوين الأطر التقنية لتأهيلها للإشراف على الناشئة وتكوينه تكوينا علميا يجنبنا مستقبلا جلب لاعبين يكلفون مبالغ مالية كبيرة، كما هو الشأن اليوم بالنسبة للفريق الأول للمدينة اتحاد طنجة.
ماذا عن فريقكم وداد طنجة لكرة القدم ؟
كما تعلمون، هو ذاكرة لكرة القدم الطنجاوية بالرجوع إلى تاريخ تأسيسه ليتضح أنه من أقدم الفرق على الصعيد الوطني، وعلى العكس من ما هو متعارف عليه، فالفريق تأسس سنة 1947 تحت اسم نادي الوداد الرياضي لطنجة، وليس سنة 1950، ليتحول إلى اسم شباب وداد طنجة لكرة القدم والسبب يعود إلى عدم حصول الفريق على التصريح القانوني من أجل المشاركة في المنافسات الرسمية من طرف السلطات الدولية التي كانت تحكم مدينة طنجة بنفس الاسم وبالتالي فالفريق يمتد إلى أكثر من 67 سنة تقريبا وهو تاريخ طويل حمل مجموعة من الأسماء والأشخاص الذين ضحوا في سبيل الرياضة المحلية بصفة عامة.
ماذا أنجزتم خلال فترة رئاستكم للنادي؟
التجربة انطلقت سنة 2008، يمكن تقسيمها على مرحلتين، الأولى كان الفريق يعاني فيها على غرار باقي فرق مدينة طنجة من غياب الدعم المادي وملعب للتداريب وضعف المنح العمومية، وبالتالي ركزنا العمل على تكوين اللاعبين وفتح الآفاق أمامهم للالتحاق بأندية القسم الأول واعتماد سياسة الشراكة مع بعض فرق الصفوة، نظير الجيش الملكي والفتح الرباطي، كما ركزنا الاهتمام بالفئات الصغرى ومنافستها على ألقاب بطولات عصبة الشمال. من أبرز توجهاتنا العامة وبالأرقام يمكنني أن أعطيك الحصيلة التقنية لهذه الفترة، فقد توج فريق الفتيان سنة 2009 ببطولة الشمال وشارك بالبطولة الوطنية لأبطال العصب ووصلنا لنصف النهاية بعد أن انهزمنا مع المغرب الفاسي.
وكان الفريق من أنجح الفرق حيث ضم لاعبين متألقين كان أبرزهم اللاعب أسامة الحلفي الذي رصدته عدة أندية وطنية لينتقل إلى فريق الفتح الرباطي بمبلغ 20 مليون سنتيم وهي أعلى صفقة ينتقل بها لاعب من هذه الفئة على الصعيد الوطني، أما موسم 2010 فقد لعب الفريق نهاية البطولة في نفس الفئة وانهزم بصعوبة أمام المغرب التطواني في حين عرف موسم 2011 فوز فئة الشبان ببطولة عصبة الشمال وفي السنة الموالية 2012 فازت نفس الفئة بلقب بطولة الشمال للمرة الثانية على التوالي، موسم 2013 فازت فئة الفتيان بلقب بطولة عصبة الشمال، أما سنة 2014 فيمكن اعتبارها جزء من المرحلة الثانية حيث التقطنا إشارات واضحة بأنه سيكون هناك دعم للرياضة في شخص السيد الوالي وأيضا المنح التي ستخصصها الجامعة الملكية المغربية لفرق الهواة، و بـالتّـالي فقد غيّرنا من أهدافنا المُسطّـرة وقـرّرنا بعـدَ الجمع العــام اللّعـب على ورقة الصُعــود للهــُواة، الشيء الذي تحقق بتوفيق من الله ومجهودات جميع مكونات الفريق، مع حصدنا لبطولات الشمال لفئتي الصِغار والفتيان وانسحبنا من بطولة الشبان لتزامنها مع انطلاق التحضيرات للموسم الحالي.
فريقكم يركز على التكوين والعمل القاعدي، ماذا عن هذا الجانب؟
نحن في فريق وداد طنجة نؤمن بالتكوين ولا شيء غير التكوين لأنه هو الأساس والقاعدة وفريقنا يتشكل من 90 في المائة من اللاعبين مروا في جميع فئات النادي، ولنا استراتيجية واضحة مبنية عن التنقيب ومتابعة المواهب الصغيرة منذ البداية وفي هذا الاتجاه فقد قررنا المشاركة في البطولة الوطنية لفئة الصغار وهي بطولة تجمع فرق القسم الأول والثاني والهواة والبطولة الجهوية في فئتي البراعم والكتاكيب، وكما ذكرت أننا في الموسم الماضي فزنا بلقبي فئتي الفتيان والصغار وصعود الفريق الأول لقسم الهواة وانسحبنا من بطولة الشبان نظرا لتأخر برمجتها بسبب غياب الملاعب، وتزامنها مع استعدادات الفريق الأول بداية هذا الموسم لبطولة الهواة، وبالتالي الموسم الماضي كان موسم وداد طنجة بامتياز وهنا لا بد من شكر عصبة الشمال على تنظيمها الجيد ومجهوداتها الجبارة رغم إكراهات البرمجة في انعدام البنيات التحتية التي تؤثر بشكل كبير على مستوى كرة القدم المحلية، كما أخص بالشكر المؤطرين المشرفين على الفئات العمرية للفريق وكذلك المكتب المسير والإدارة التقنية .
مواضيع ذات صلة :
*بطولة الموسم القادم لكرة القدم ستكون “حارقة”
*الانضباط أولية في عَملنا مع اتّحـاد طنجة
*من أولويات شُروطي تـوفر زاد بَشري ثـري بـالإمكانيات
*اتّحـاد طنجة يتوفر على فريق جيّد
*ضمان نجاح الفئات الصغرى رهين بمكتب مصغر وميزانية مستقلة
*خطأ ملعب العبدي مفيد في مساري الرياضي