طنجة ليست للبيع !!

مَحلات طنجة بمطاعمها و مقاهيها و مقشداتها التي لا تعدّ و لا تحصى أصبحت تستحل لنفسها بطريقة مستفزة الملك العام، ضاربة عرض الحائط سلامة المواطنين و جمالية المدينة ، و كيف تهمهم جمالية مدينة لا ينتمون اليها لا من قريب و لا من بعيد ، فبالتالي لا يكنّون لها أي احترام و لا عرفان .

الفوضى التي باتت تجتاح شوارع طنجة و أزقتها من ترام على الملك العام و استغلاله بأبشع الطرق و الأشكال، لم تعُد مقبولة من الساكنة و لا من زوارها ، من يدفع المال يمينًا و شِمــالا يحقّ له بهذه المدينة أن يرتع فيها كما يشاء ، أن يدمّرها و يقلب موازينها .

لم يَعُــد مُـلاك المقاهي و المطاعم و حتى مَحــلات البقــــالة ، لم يعد يجدون أدنى حرج في تسييج الطُرُقـــات و الممرات لضمها الى ملكهم الخاص ، متسببين في تضييق الشوارع و الأزقة و أحيانا غلقها في وجه الراجلين الذين لا يجدون الا ممر السيارات ليغامروا فيه بأرواحهم ، و كيف لا و هم مضطرون للسير جنبا الى جنب مع سيارات و دراجات نارية تتفنّن في طريقة القيادة لتفزعهم و تبت الرعب في قلوبهم.

مدينتنا مدينة تسير ببركة الرحمان، لا قانون و لا نزاهة و لا حتى حياء من هؤلاء، القنوات التلفزية و الاعلام الداخلي و الخارجي يروّجون جميعهم لطنجة الكبرى ، و لا يعلمون أن كبر المدينة هو كبر همومها و كثرة مدمّريها، المدينة التي تنظر الى المستقبل و تحظى باهتمام و رعاية خاصة من صاحب الجلالة ، يسمع الناس هذا الكلام و يصدقوه ، و ما ان تطأ أرجلهم هذه المدينة حتى يكتشفوا هذه الفوضى العارمة التي تشل حركة المرور و التجول ، فتصيبهم الدهشة و يحسون و كأن أحدا خدعهم ، سرقهم و سرق أملهم في التغيير.

طنجة ليست للبيع ، شوارعها و أزقتها ليست من بقية أملاك ذويكم ، هي ليست متاحة لكل رجل أعمال فاسد أو تاجر مقامر يبني عليها ما يشاء و يحولها الى ضيعة خاصة تحوي بهائم و حيوانات أليفة و أخرى مفترسة، ان طنجة الآن هي مرآة حقيقية لما يدور بكواليس قصر بلديتها و مبنى جهتها و مقاطعاتها ، هي تفضح المسؤولين المرتشين الذين يبيعون و يشترون في ترابها.

كفانا منكم ، تعبنا منكم ، قلوب الساكنة تنزف لما يحلّ بمدينتها ، على كل مسؤول تحمّل مسؤوليته اتجاه هذا الهدر البيّن ، لو لم تكن تربطنا بهذه المدينة علاقة روحية لن يفهمها الا أبناؤها الأبرار، لكنّا تجاهلنا هذا الاحتلال العشوائي و التدمير المستمر لمدينتنا، لكن أبناء طنجة لا يقفوا موقف المتفرج البليد ، فلا تكبوا المزيد من البنزين و نحن قناديل بجواركم .