زوج فرنك!
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( افيلال وجوج فرانك)
الثلاثاء 29 شتنبر 2015 – 15:34:13
رشيد الطالبي العلمي الذي أخفق في إقناع التطوانيين بتجديد الثقة في “شخصه” لولاية ثانية على رأس بلدية هده المدينة ، وفضّلــُوا عليه بيجيديا “فوراسطيروا” انتدبــوهُ لتلكَ الغـــاية، استغل جلسة عامة لمجلس النواب لكي يعلن تضامنه مع “السيدة الوزيرة” ،بصفة مُباشرة و”رسمية”.
تضامُن الشخصية الثـالثـــة ” في هَرم الدَّولــــة، مــعَ شرفات أفيلال، جاء على إثر تصريحات “السيدة الوزيرة” حول مَعَــــاشات النواب والوزراء، التي وصفتها بـ “مَعــاشات زوج فرنك” ! ….
وكان طبيعيًا أن تُثير تلك التَّصريحــات جَدلاً واسعــًا على مواقع التّواصل الاجتماعي، خاصة والوزيرة “التقدمية الاشتراكية” اعتبرت في تصريحاتها للأولى، أن النقاش في موضوع تلك المعاشات نقاش شعبوي، والحال أنه نقاش “شعبي” وأن قرار تقاعد النواب على حساب جيوب المغاربة، قرار مرفوض من أصله.
وانضم أيضا إلى “القــــافلة” الثلاثية، المناصرة لشرفات أفيلال، كريم التــــاج، مدير ديوان الوزير بن عبد الله، الذي وصَف المُحتّجين على تَصريحـــــات وزيرة “زوج فرنك”، بــ “المُتَكــــالبين” و “الجهلة” و”الشعبويين”. وجاء في تدوينة كريم التاج على حسابه الفيسبوكي، “كما هي العــــادة في مثل هذه الحالات (ربما يعني حالات زلة لسان بعض الوزراء !)…..تتكالب الجهلة وأنصار الشعبوية وجيش الكتروني يوحى إليه فينخرط عن غير وعي في صراخ ينضج حقدا وعدمية وإرهابا فكريا لا مكان فيه للنقاش الحر والحق في الاختلاف”.
التـــّاج الذي يحتاج إلى تصحيح بعض معلوماته اللّغــَوية، وجّهَ أيْضــًا سِهامهُ لمُنتقِدي الوزيرة من داخل حزب التقدم والاشتراكية، وكتب في ذلك أنه يوجد “نقص كبير في التكوين أبانت عنه هذه “الواقعة”، في وسط مناضلي الحزب من الشباب” !!!…..
هذه الواقعة، تصَدّى لها أيضا، منتخب بيجيدي من طنجة،محمد خيي، البرلماني ورئيس مقاطعة بني مكادة انضم إلى جوقة المدافعين عن الوزيرة وقال بخصوص الضجة التي أثارتها حكايتها مع “زوج فرنك”، إنه لا يجد “أي مبرر “أخلاقي” لهذا القدر من الهجوم واستهداف الوزيرة”، معتبرا أن مصطلح “زوج فرنك” لا يصمد “مسوغا لكل هذا القدر من التهكم والتسفيه”.
مواقع إليكترونية ردّت على الـرّئيس البرلماني “العَـــدالاتي” بما معنــــاه أن العديد من المواطنين بطنجة “استهجنوا دفــــاعه عن وزيرة زوج فرنك” ووصفه للانتقادات الموجهة للوزيرة بـ ” التهكم والتسفيه”، معتبرين دفاعه عن الوزيرة إنما هو دفاع عن “التقاعد المريح” الذي يتشبث به جل البرلمانيين” والذي ارتفعت أصوات في جل المدن وانطلقت عرائض شعبيىة، هنا وهناك، مطالبة بإسقاطة ، خاصة والصندوق المغربي للتقاعد الذي يدبر تقاعد البرلمانيين راسلَ مُؤخرا مجلس النواب مُطـالبـــًا بـالبحــث عن حـل لتَفــــادي توقف أداء المعاشات للبرلمانيين المُتَــــقاعدين ومقترحا الــرّفـــع من مساهمة البرلمانيين والدولة نظرا لوجود “اختلالات” كبيرة بين الموارد والمصارف، خاصة والانتخابات التشريعية على الأبواب وعدد “المقعدين ” في تزايد . والحمد لله ..الذي لا يحمد على مكروه سواه !…..
وأمام صيحات الغضب و الاستنكار ، وما راج في المواقع والمحافل والأندية من تعليقات ساخرة حول حكاية “زوج فرنك” ، وما انتجه المستملحون في الموضوع، من حكايات ونكاث حول زوج فرنك، انتهت الوزيرة إلى الرد في لوحتها الاليكترونية، بأن أعلنت “اعتذارها” عما صدر منها من قول ، قالت إنه “أخرج عن سياقه ” (وهي نفس الحجة التي يتمسك بها الوزراء والمسؤولون الكبار حين تزيغ ألسنتهم ويقعون في المحظور) !
ومع ذلك أصرت الوزيرة على أن النقاش “شعبوي” وتداركت فصرحت بأنها “ترحب بالانتقادات” على الرغم من أن بعضها وصل حد السب والتجريح في حين أن المغرب بلد ديمقراطي اختار البناء المؤسساتي وهو ما يقتضي احترام من تختارهم إرادة الشعب لتمثيله في المؤسسات المنتخبة وعلى رأسها البرلمان…. وتذهب الوزيرة التطاونية إلى أبعد من ذلك، فتعطينا درسا في الديمقراطية حتى نعلم أن البرلمانيين هم نواب الأمة، منوطة بهم مهام المساهمة في بناء الوطن والدفاع عن قضايا الشعب”وأن “أي تبخيس لدور البرلمانيين هو مس بالمؤسسات ومس بالديمقراطية”. الله، الله !!!…
الأمور أصبحت واضحة الآن بالنسبة للشعب في ما يخص مهام البرلمانيين ودورهم ، وأنهم يتقاضون معاشاتهم حلالاً طيّبــًا، بناء على اشتراكاتهم في الصندوق المعلوم….ونسيت الوزيرة أن تذكر لنا اننا نحن الشعب ندفع فوق ما يدفعه البرلمانيون، بدون وجه حق، لأنهم ليسوا موظفين مع الإدارة المغربيةـ بل منتدبين تطوعا، للاستفادة من امتيازات واسعة مادية ومعنوية، تخولها لهم صفة نائب أو مستشار بالبرلمان.
شرفات أفيلال التي دافعت عن انتمائها إلى “فئة الطبقات الاجتماعية” ( ! ) وجهت، في ختــــام تدوينتها رسالة عمود اعتذار للمغــــاربة، وكتبت أنه “إذا كانت أي عبارة استعملتها قد وَجد فيها أي كان استفــزازًا لمَشــاعرهِ، فـأنــــا أسحَبـــها وأعتذر عنها”.
يذكر أن شرفات أفيلال قد أزعجت، بل استفزت المواطنين، في برنامج تلفزي حين أعلنت أن الحديث عن معاشات البرلمانيين والوزراء حديث شعبوي وأن هذه المعاشات تساوي زوج فرنك !
ولو كانت الوزيرة الشمالية استعملت عــــبارة “زوج ريـال” لمـــا غضب منها أولئك الذين استهْجَنــوا تصريحـــاتها للأولى….
أما وقد اعتَذرت، وألغت من معجمها “الوزيري” الكلمتين الشقيتين “زوج فرنك”، فلم يبق لنا إلا أن نردد الشعار الذي رفعه، ذات يوم، رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، في وجه الفساد والمفسدين : عفى الله عما سلف” !!!…..