في إطار “المعرض الوطني الثاني للإبداع والكتاب” بطنجة
جريدة طنجة – متابعة ( “المعرض الوطني الثاني للإبداع والكتاب”)
الخميس 17 شتنبر 2015 – 10:17:35
وقد تحدّثَ الأستـــاذ إبـــراهيم الشعبي في ورقته عن الواقع المقلق والمخيف (الإرهاب) الناتج عن الأمية والتخلف المعرفي والعقائدي، مؤكدا على تراجع منسوب القراءة على مستوى الصحف اليومية رغم استمرارية دعم الدولة لها، مشيرا إلى دور الإعلام في تنمية الشأن الثقافي، كاشفا عن بعض البرامج (مشارف، صدى الإبداع، في ضيافة المكتبة بالقناة الرابعة) التي تهتم بالكتاب المغربي وغيرها من البرامج التي توقفت، مؤكدا على أن تنمية القراءة بالمغرب يحتاج إلى إرادة سياسية قوية لتخلق قارئا وناشرا لنصل إلى مجتمع القراءة والمعرفة، مقترحا استعداده لدعم إنجاز دراسة لمعرفة منسوب القراءة على المستوى الجهوي.
وفي السياق نفسه، تساءل الأستاذ العربي المصباحي عن الوضعية التي تحتلها الثقافة في سياسة الدولة المغربية، والتصور الثقافي والمجالي المغربي لرفع وتنمية القراءة والنشر داخل الوطن؟ مشيرا إلى الواقع الكارثي لمؤشرات القراءة في المغرب بشكل خاص -معدل القراءة لا يتعدى سبع دقائق في السنة- ناهيك عن الاختلالات التي تعرفها عمليتي النشر والتوزيع، كما ربط أزمة الكتاب بالأزمة الثقافية، مقترحا وضع مقاربة تشاركية لكافة الأطراف المعنية بما فيهم الفاعل السياسي على مستوى البرلمان وعلى مستوى الجماعة المحلية.
وأشار الأستاذ رشيد شباري في ورقته إلى صعوبة تحديد مؤشرات القراءة ما دامت تغيب عنا منهجية رصينة تستطيع تحديد نسبة القراءة بشكل أقرب إلى الواقع، ما يجعلنا نعتمد فقط على بعض المؤشرات التي يمكن بواسطتها معالجة هذه الإشكالية، التي يمكن اختزالها في المحاور التالية: 1ـ نسبة مبيعات الكتب، 2ـ
الاستمارات، 3ـ أنماط السلوك الاجتماعي، وقد نبّهَ إلى أنّـهُ يصعب القول بعدم امتلاك سياسة ثقافية بل بالعكس فقد أكد أن الدولة تعمل وفق رؤية سياسية ممنهجة ومتعددة الاتجاهات، من المدرسة إلى الإعلام تستهدف العقل بتكريس السطحية والسذاجة وتغييب الحس النقدي ومحاصرة الفكر المتنور، ليخلص في الأخير إلى أن رهان الرفع من مستوى القراءة يستدعي تدخل كل الأطراف ذات الصلة كالتعليم والأسرة والثقافة والإعلام والمجتمع المدني.