حملة ضدّ إقـامـات “مشبـوهــة”

كما الشأن بمختلف جهات ومدن المغرب، تحرك مؤخرا في طنجة، “نشاط” دعارة “راقية”، بإقامات سكنية، خاصة على الكورنيش، بطلاتها فتيات هربن من جحيم الأسرة ولهيب الفقر والفاقة والحاجة، والتجأن إلى طنجة “الكبيرة” بمشاريعها المتنوعة، وصناعتها المزدهرة، وملاهيها المتعددة، وفرص “قنص” المتوافرة بها، الأمر الذي وفر لهن فسحة أمل في نوع من العيش ولو بلا عفة ولا كرامة، …عيش بمعنى الموت !

وتحقيقا لراحة بعض السكان المتضررين من هذا “النشاط” المزعج، بما يرافقه من “تأثيرات جانبية”، قامت مصالح الأمن المختصة ب “حملة” تمشيطية جديدة، أوقفت خلالها عددا من “الممارسين والممارسات” يكون قد تم تقديمهم إلى النيابة العامة بتهمة “الفساد”، في غيبة مخططات “الإصلاح” الموعود الذي لو تم لتقلصت فرص الفساد ، ولو أن أقسى عقوبات الكون، لن تستطيع القضاء على أقدم مهن الإنسانية .

وكان من أهداف هذه العملية الأمنية حماية الأخلاق العامة والحيلولة دون انتشار تلك “الأوكار” لما تشكله من خطر بليغ على المجتمع ، خاصة بعد تدمير عدد من ملاهي الكورنيش في إطار إعادة تهيئة الشاطئ البلدي و “تسريح” العديد من “العاملات” بتلك الملاهي.

على أي، فإن هذه الظاهرة لا يجب أن تحجب عَنــّا ظــاهرة أخرى أكبر خطرا وأبلغ أثَرًا على المجتمع وهي ظاهرة الفقر والهَشـاشــة والبطـالـة والمـــَرض، والتفكك الأسري و”سراب” حماية المرأة والطفل بالرغم من وجود ترسانة قانونية “تتحدث” عن ذلك، وغياب سياسة اجتماعية شاملة تراعي مختلف جوانب الأخطار المحدقة بالإنسان، خاصة النساء والفتيات والأطفال…