حماد البدوي يقدم كتاب “سنوات الرمل” بطنجة

قال المُناضل حماد البدوي إن ما عـانـــاه فصيل الطلبة القاعديين بـــالجامعة المغربية،و كَـذا بـاقي مكـونـــات اليسار التقدمي خلال فتـرة الثمـــــانينات، لم يكن ليتم لو كانت الدولة حميدة، بحسب تعبيره،و أضاف قـائلاً إنّ الدولةَ لم تكن “سوية” في مجابَهتها لفصيل سلمي ناشط داخل الحركة الطلابية، إذ استخدمت “آليات قمعية ضَخمة و شرسة” كانت نتائجها إلحــــاق أضرار حقوقية جسيمة بمناضلي الحركة.

و كان الكاتب حَماد البدوي قد حَلَ بطنجة ، نهاية الأسبوع المنصرم، لحُضــور حفــل توقيع مذكراته “سنوات الرمل” الصــــادر عن الراصد الوطني للنشر و القراءة (رونق ).

و يروي البدوي من خلال “سنوات الرمل” رحلة هروبه من تنفيذ حكم غيابي قاس صدر في حقه لتهم تتعلق بأفعال لم يرتكبها خلال بداية التسعينات من القرن الماضي، لكن، باعتباره مناضلا قاعديا،فإن النظام، على حد تعبيره، فتح عليه أبواب الجحيم ليقرر الفرار نحو الجزائر قبل أن ينتهي به المطاف محتجزا لدى جبهة بوليساريو الانفصالية و يمضي هناك قيد الاعتقال أزيد من عقدين، ما اعتبره البدوي ثمنا لشعار رفعه القاعديون بالجامعة يصف النظام بأنه لاوطني ، لا ديموقراطي و لا شعبي.

و اعتبر المناضل السابق في الاتّحــــاد الوطني لطلبة المغرب ، المستقر حاليـا بـــإسبانيا، أنّ التجربةَ التي مرّ بهـــا امتحان عَسير في القدرة على التحدي و مواجهة العواقب الوخيمة لسياسة كانت تسعى، بحسب تعبيره، إلى ترويض الجميع.

و دَعا حماد البدوي رفــــاقه على الدّفـــاع و مواصلة النضال لتحقيق ما سَمّــــاه “مغرب النّظـــافة و الحرية” فمعركة الديموقراطية لازالت قائمة، يضيف صاحب “سنوات الرمل”، داعيا “المناضلين الديموقراطيين إلى مواصلة المعركة و الاستفادة من تجربة نضالية امتدت لأزيد من نصف قرن راكموا خلالها رصيدا قويا في الممانعة.

إلى ذلك، وجه البدوي، الذي عبر عن سعادته بالعودة لأرض الوطن، نداء للانتباه إلى الوضع الذي يعانيه الاسرى المغاربة بمخيمات الانفصاليين بتيندوف، أولئك الأسرى الذين لحق بهم ظلم فادح،فهم، يضيف البدوي، مواطنون مغاربة يستحقون المكانة الأولى في الذاكرة و الاهتمامات الوطنية.