حرب بلا هوادة ضد اللغة العربية
جريدة طنجة – مصطفى البقالي الطاهري ( اللغة العربية )
الجمعة 25 شتنبر 2015 – 12:27:00
الاستقلال هو أن تكون لغتكم الرسمية مستقلة في بلدكم كلغتنا الفرنسية التي لم نخلق لها ضرة وهي المسيطرة في كل مجالات حياتنا هذا هو الاستقلال ، أما أنتم فيكفينا وجود حزب سري فرنكفوني لا لون له سوى الإيمان والإخلاص لهبل باريس الذي بواسطته يريد مسخكم وتحويلكم إلى عبيد تسجدون وتركعون له وقبلتكم باريس عوض مكة منتظرين منه الخطة النهائية للقضاء على لغتكم والانفصال عن الأمة العربية ليحتضنكم كضيوف مشوهين لا لون لكم ، فقط يقبلكم كعبيد للفرانكفونية ليس إلا ..
إن الدستور المغربي الذي صوت عليه الشعب ينص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية ويطالب بالعمل على حمايتها وتطويرها وتنمية استعمالها ..
و المجلس الأعلى للتربية والتعليم يجعل العربية لغة التمدرس الأساس مع إمكانية اعتماد الفرنسية أو الانجليزية لتدريس بعض المجزوءات داخل المادة الواحدة .. بالرغم من الدستور وبالرغم من المجلس الأعلى للتربية والتعليم فإن هناك خطة مدبرة لتدمير اللغة العربية تطبيقا لتعاليم هبل باريس الذي قال لهم : “ استعملوا ورقة الدارجة “ ، ففعلوا هادفا من ذلك ضرب لغة القرآن وتمزيق الوطن العربي .. لكن هاته الورقة فشلت لأنه لا يمكن التدريس بهذه الدارجة ، فقبعوا واكتفوا بأن تنشر في الشوارع على شكل إعلانات و الدولة الحارسة على تطبيق الدستور تتفرج ولا تنبس بكلمة واحدة ..
كما قال لهم : عليكم بالمحيط الذي يجب أن يكون مفرنسا ويعني بالمحيط ، المحيط الاجتماعي أي ما يحيط بالإنسان من مظاهر المنشآت والمؤسسات والبنيات وغيرها ، وفعلا لما تتجول في شوارعنا لا تتصور أنك في المغرب المستقل بل في مقاطعة فرنسية متخلفة ملطخة بلغة حملها إلينا الاستعمار الفرنسي البغيض ، ولما تسأل البعض لماذا هذا ؟ يقول لك إن شركة الإعلانات تقول لنا إن العربية لم تعد صالحة” للدعاية “ ..
و قال لهم أيضا :
“ هنيئا لكم على إخلاصكم فيما يخص الإدارة فإن أغلبها ما زال تحت هيمنتنا إذ لغتها الرسمية هي الفرنسية رغم أن نسبة الأمية فيكم تثير الانتباه ورغم أن دستوركم يجعل العربية لغة رسمية .. أمام هذه الحيثيات فإن أمثال وزير التربية الوطنية لا تفاجئنا ولا تفاجئنا مذكرته التعسفية ..
لو أن وزيرا في فرنسا الاستعمارية صرح أنه لا يعرف الفرنسية ، فماذا عسى يمكن أن يحدث فيها ؟ يمكن أن يكون هناك رد فعل يتجاوز ما حدث أخيرا في فرنسا.. لكن في بلدي لم يحدث أي شيء بل إن صاحبنا ظل مبتهجا ومفتخرا بما صرح به لأنه مؤيد ومعزز ومكرم .. بل إنه تجرأ على إصدار مذكرة ضدا على الدستور و ضدا على المجلس الأعلى للتربية و التعليم ولصالح المعبود هبل باريس يحث فيها على فرنسة المواد العلمية في السنة القادمة ومن لم يعجبه هذا فليشرب من البحر .. هنا نتساءل : “ أين الدولة ، أين الحكومة ، أين رئيسها الذي يعلم أن العربية : لغة محمد الرسولﷺ و لغة القرآن ولغة الحضارة ولغة الجبر والرياضيات والفيزياء والكيمياء والطب ولغة أمة من المحيط إلى الخليج وما بعد الخليج ؟ .. أين خطباء المساجد الذين يرون أن لغة قرآنهم تحطم وتحارب يوميا بلا هوادة ، إنهم سيحاسبون يوم القيامة على هذه الحرب وهذا الإهمال ولن يفلت منهم أحد لأنها جريمة كانت ضد لغة محمد ) ص ( ولغة أهل الجنة .. على الحكومة وعلى الأحزاب وعلى المجتمع المدني المطالبة بإلغاء مذكرة الوزير الذي صرح أنه لا يعرف لغته والمطالبة بإخراج للوجود أكاديمية محمد السادس للغة العربية كما أخرجت للوجود معاهد أخرى ..
لو كانت في المغرب ديمقراطية حقيقية ما تجرأ صاحب الدارجة ولا صاحب مذكرة الشؤم القيام بما فعلا .. و لكن لما كانت عندنا ديمقراطية ( قلة النية ) فلنتوقع أكثر من هذا ..
إلّا أنّ الشعبَ المغربي لن يسمح لهؤلاء الذين يسبحون ضد التيار ولا بد من يوم يستيقظون فيه من الاستلاب ومن عقدة النقص وعقدة الأجنبي ويعلمون وقتئذ أنهم كانوا مخطئين وكانوا ينفذون بوعي أو بدونه أجندة معبودهم هبل باريس .
_____ __ _
مصطفى البقالي الطاهري : (الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية- فرع طنجة -)