المهرجان الوطني للفيلم بطنجة : المُؤامرَة
جريدة طنجة – عزيز كنوني (المهرجان الوطني للفيلم بطنجة )
الإثنين 02 نوفمبر 2015 – 12:48:12
“عقدة طنجة” صاحبت مسؤولي الاستقلال خلال عقود الاستقلال عبر مراحل ومخططات التنمية التي “همشت “هذه المدينة، في “شبه عقاب” فقط لأنها مدينة متميزة ولأن أهلها أصحاب ملكات ومبادرات أشاد بها جلالة الملك الراحل الحسن الثاني في خطابه التاريخي بقصر مرشان في 29 شتنبر 1965، الذي أعلن فيه عن “تدابير إنعاش طنجة” بعد “الزلزال الاقتصادي” الذي ضربها إثر إعلان وزير الاقتصاد والمالية آنذاك، في قرار متسرع ومرتجل، عن إلغاء “العهد الملكي” لطنجة، بجرة قلم، ودون الاستعداد المادي والمعنوي للمرحلة الجديدة.
هذه المقدمة، على طولها، كانت ضرورية، لفضح “المؤامرة” الدنيئة التي يبدو أن مدير المركز السينمائي المغربي، يدبرها، وهو، للتذكير، من قبيلة “الفاسي الفهري” نسبة إلى فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ، وهي بطن من بطون قريش التسع، ولعل في إصرار قبيلة الفاسي على الانتساب إلى فخدة فهر القرشية سرا من أسرار هذه القبيلة.
المؤامرة هي أن مدير المركز السينمائي المغربي محمد صارم الحق “الفاسي الفهري” “يبيت” لتحويل مهرجان طنجة الوطني للفيلم، إلى جهة أخرى أو لكي يجعل منه مهرجانا “متنقلا” لينتهي، ربما، إلى الاستقرار بمسقط رأس مدير المركز السينمائي المغربي: فاس ….والكل في فاس !!!…
وحيث أنه “لا دخان بدون نار”، فقد شاع الخبر بين مثقفي طنجة، ومفكريها، ، وعشاق السينما من أهلها، وهم كثر، ما ترك انطباعا لدى الجميع بأن “المؤامرة” مستمرة ! …
وإلا فبأي حق يتطاول الفاسي الفهري على حق مكتسب لمدينة طنجة وأهلها ؟ ألا يعلم أن مدينة طنجة كانت أول مدينة بالمغرب نظمت ، بإمكاناتها الخاصة، مهرجانا سينمائيا دوليا، هو المهرجان السينمائي للبحر الأبيض المتوسط، سنة 1968، وأعدوا للمناسبة فيلما سينمائيا طويلا، بمواردهم الخاصة صوروا معظم لقطاته في تنغير، وهو فيلم “عندما ينضج النخيل”….وتقدموا بمشروع إنشاء “مدينة السينما” بالغابة الديبلوماسية بطنجة؟….
رحم الله عبد الله الحاج ناصر والإيطالي راطو والمخرج السينمائي المشهور ،دي ماركي !…..
وبسبب تعنت وزير الأنباء السابق أحمد السنوسي الذي كان يلح في”نقل” المهرجان إلى الرباط ، نظرا للنجاح الباهر الذي حققه في نسخته الأولى، ليتحول إلى مهرجان “بوركراك” بدل البحر الأبيض المتوسط. وبالرباط “مات” المهرجان في دورته الثانية. ليبعث، بعد سنوات في تطوان، بنفس التسمية. ولن يصعب على الفاسي الفهري العثور على ملف مهرجان طنجة لسينما البحر الأبيض المتوسط في أرشيف المركز السينمائي المغربي لأنني أشرفت شخصيا على التواصل مع هذا المركز خلال إعداد وتنظيم المهرجان.
فلماذا ينتقي الفاسي الفهري من بين 63 مهرجانا سينمائيا تنظم عبر تراب المغرب، مهرجان طنجة، ليقرر نقل هذا المهرجان إلى “طرّة” أخرى أو أن يجعل منه مهرجانا متنقلا “يتلاعب به” بشكل مريب؟ وهل له الحق في اتخاذ قرار بهذا الشأن بالرغم من “الدعم” الذي يشاع أنه يتمتع به من جهة يقال إنها نافذة أو يتصل نفوذها بتنظيم المهرجانات ؟ !…ولماذا لم يتوجه بتفكيره إلى مهرجان مراكش السينمائي ليجعل منه مهرجانا متنقلا؟ ولماذا طنجة بالذات؟ إن كان يعتقد أن طنجة هي الحلقة الأضعف في أجندته التخريبية، فهو مخطئ من رأسه إلى أخمص قدميه….وسيرى !…..
ثم ما رأي والي جهة طنجة تطوان الحسيمة في هذا “الإعتداء” الشنيع على حق مكتسب لسكان مدينة طنجة، من طرف موظف بمؤسسة عمومية توجد تحت إشراف وزارة الاتصال، والحال أن هذا المكتسب يستمد شرعيته من أعلى سلطة بالبلاد، ويحظى بموافقة سيد البلاد جلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي ثبّت المهرجان الوطني للفيلم بطنجة وجعل تنظيمه سنويا وأحاطه بعنايته المولوية الكريمة. إن سكان طنجة خاصة نخبها المثقفة، ومنظماتها الأهلية، ينتظرون من السيد الوالي موقفا في مستوى غيرته على هذه المدينة وحرصه المتواصل على إسعاد سكانها وانخراطه القوي، المشهود له، في إنجاز مشاريع المخطط الملكي لطنجة الكبرى، موقفا يرد الاعتبار لطنجة ولمثقفيها وفنانيها والغيورين عليها، ويزيح المزعجين من طريقها حتى يستمر أداؤها الفكري والثقافي والعلمي، كمنارة إشعاع حضاري على ضفتي الأبيض المتوسط.
ألا يعلم صارم الحق الفهري أن المهرجان الوطني للفيلم بطنجة يحظى بعطف جلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي تفضل فوافق على تنظيم المهرجان الوطني للفيلم بطنجة على رأس كل سنة، وأن تكون مدينة طنجة مقرا دائما لهذا المهرجان، وضمن موافقة جلالته السامية، في كتاب وجهه مدير ديوان صاحب الجلالة، محمد الشرايبي إلى المدير العام السابق للمركز السينمائي المغربي الأستاذ نور الدين الصايل. ننشر هنا صورة الكتاب المولوي.
ليتأكد الفاسي الفهري أن أهالي طنجة، بجميع فئاتهم ومنظماتهم الثقافية والفنية والجمعوية، معتزون بالدعم الملكي للمهرجان الوطني للفيلم ، اعتزازهم بالمخطط الملكي لـ “طنجة الكبرى” وهم مصرون على استمرار هذا المهرجان بمدينتهم كمظهر من مظاهر العناية الملكية بهذه المدينة ورمز من رموز الهوية الثقافية والفنية لطنجة.