على السيّد العمدة أن لا يهمل الشأن الثقافي بطنجة

تجمع الدلائل من حولنا على تدهور الواقع الثقافي بطنجة ، حيث أصبحت الثقافة وأنشطتها في أدنى اهتمام فئات المجتمع ونخبها، حتى غدت موازنة الثقافة ومؤسساتها هي الأدنى والأقل بين القطاعات الحكومية المختلفة، وعلى الرغم من ذلك لا يختلف اثنان على ما تمثله الثقافة من أهمية في توعية المجتمع وبناء قدرات أبنائه وتنمية مواهبهم واكتشافها.

السيد رئيس المجلس الحضري لمدينة طنجة ، مع أنه لم يمر على انتخابه الا بعضة أسابيع ، الا أن الشأن الثقافي بطنجة عاتب عليه لعدم تشجيعه و مشاركته في مختلف الأنشطة الثقافية التي تنظّم بالمدينة، محمد البشير العبلاوي قلّما نراه يدعم المجتمع المدني و الشأن الثقافي بطنجة ، فعلى سبيل المثال ، في الأسبوع المنصرم تم تنظيم الدورة التاسعة من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي ، و لا وجود للعمدة لا بالافتتاح و لا بيوم اسدال الستار، و عندما سألنا مدير المهرجان أكّد لنا أنه اتصل بالسيد العمدة أكثر من مرة دون الحصول على اجابة ، و أمثلة أخرى تثبت على أن عمدة مدينة طنجة ربما الثقافة و الفن لا يدخلان ضمن أجندته.

لكي ننهض بالشأن الثقافي أولاً يجب أن ترسخ الإرادة السياسية الهادفة إلى الارتقاء بالشأن الثقافي باعتباره من أهم مقومات الدولة المدنية الحديثة، كما يجب توفير المقومات الأساسية للنشاط الثقافي من خلال رصد الموازنات التي تمكن وزارة الثقافة وفروعها من أداء مهامها وتنفيذ مناشطها على مدار العام فضلاً عن توفير أبسط مقومات الحياة للعاملين في المجال الثقافي.
 
أضف إلى ذلك فإن إيجاد البنية الأساسية والتحتية للثقافة والإبداع والمتمثلة ببناء المراكز الثقافية المتكاملة والواسعة ، وإنشاء خشبات المسرح المتكاملة والحديثة وبناء المكتبات العامة وإعادة الروح لدور السينما وإقامة المتاحف ودور المخطوطات وبيوت الفن وتنفيذ الحملات الوطنية لجمع وتوثيق الموروث الثقافي وإقامة دورات للتدريب والتأهيل للكوادر الثقافية والإبداعية، وتكريم المبرزين من خلال المشاركات الخارجية، وخلق نوع من الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص من أجل النهوض بالمجال الثقافي والفني أشياء و مطالب تعدّ بالبعيدة عن واقع الشأن الثقافي بمدينة طنجة. 

لذلك فالأوساط الثقافية للقطاع الخاص في المملكة تطلب من السيد العبدلاوين بتقديم الدعم للهيئات والمؤسسات الثقافية ورعاية أنشطتها خاصة في ظل تضاؤل موازنة وزارة الثقافة وعجزها عن شمول كافة الأنشطة الثقافية، فالثقافة مطلب وطني يحتم على الجميع دعمه ومؤازرته بغض الطرف عن الظروف الإقتصادية التي تتطلب شد الأحزمة وتخفيض النفقات متسائلين أيمكن أن يعامل الشأن الثقافي على أنه مطلب ثانوي ترفيهي؟ وما مدى كفاية موازنة وزارة الثقافة لسد إحتياجات القطاع الذي بات يعبر عن ضمير الأمة.

السيد عمدة مدينة طنجة، الكل يعلم مدى الملفات الحساسة التي تنتظره و تنتظر أن يبث فيها ، الا أننا نتمنى أن تهتموا أكثر بالشأن الثقافي و الفني بالمدينة لكي تكونوا بالفعل وجها حيويا و فاعلا فعليا في كل قضايا المدينة و نوابكم الكرام .