جمعية سكان وتجار رينشاوسين للتنمية البشرية
جريدة طنجة – محمد أجناح المريني (رينشاوسين )
الجمعة 13 نوفمبر 2015 – 15:27:56
يعيش فضاء رينشاوسين الكائن بشارع إسبانيا سابقا محمد السادس حـــاليا وضعية من شأنها أن تفتح شهية هواة العقار، قصد تحويلها إلى قيسارية يعني مركب تجاري بالمفهوم الحديث، في مقابل ذالك ورد في تصريحات عدة مسؤولين محليين بان فضاءَ رينشاوسين يندرج ضمن المنشآت الثقافية المبرمج ترميمها في إطار مُخَطّط طنجة الكبرى .
وعود جميلة أدخلت السرور والفرح على سكان وتجار معلمة رينشاوسين وهي البناية المحدثة في بداية القرن الماضي والتي كان يشهد محيطها حركة ثقافية وفكرية مزدهرة تدعمها صحافة حديثة بمختلف اللغات ، وتجاوب متواصل مع الحركات الفكرية في أوروبا عبر إسبانيا وصخرة جبل طارق خاصة ، وبفضل وجود جاليات أجنبية متعددة استقرت بهذه المدينة ، ووعيا كبيرا بأهمية التعايش الإنساني داخل مجتمع متعدد غدت كلمة أجنبي فيه بدون مدلول يقول الأستاد كنون بمناسبة كتابته عن المآثر التاريخية لمدينة طنجة ، بجريدة طنجة .
هذا الفَضاء الآن أصبح هَمًا يُؤرق سكان وتجار رينشاوسين المنضوين تحت لواء جمعيتهم العتيدة ،باتت لديهم رغبة ملحة لرد الاعتبار لهذه المعلمة المصنفة ضمن الآثار التاريخية و المحافظة على ذاكرتها وأصالة معمارها المميز بخصائصها الجمالية والحضارية وكذا إعادة ترمميها وهيكلتها دون المساس بأساساتها أو محاولة هدمها من أجل إعادة بناءها .
إن مجرد احتمال وقوع هذه الكارثة أي الهدم من أجل البناء ستكون له تكلفة باهظة تتجلى في تدمير تراث ثقافي غير مادي الذي هو نتاج ثمرة لتجاوب الإنسان الطنجي مع محيطه الاجتماعي والثقافي ، إنه مجموع التقاليد والعادات والمهارات المتوارثة جيلا بعد جيل ، وهو أشكال التعبير الشفوي والمرويات الصوتية – والموسيقية – والغنائية – والأساطير – والطقوس- وفنون الطَبْخ واللّبـــاس ، كما انه يتجسد كذالك في الفضاءات الثقافية المرتبطة بكل هده النشاطات ، وهو ما يسمح باستمرارية الهوية الثقافية الشفهية والشعبية وتأكيد انتمائها إلى حضارة تاريخية متعاقبة ، ابتداء من الفنقيين إلى الأوربيين والعرب الأمازيغ المسلمين .
وكما جاء في جريدة طنجة بمناسبة حفل تنصيب السيد محمد اليعقوبي الذي عينه الملك محمد السادس وليا على جهة طنجة تطوان الحسيمة وعاملا على عمالة طنجة أصيلة، (رصد وحصر كل المواقع الثقافية والأثرية والبيئية والبنايات ذات الذاكرة المشتركة بطنجة وتأهيلها ومنع تدميرها والاستيلاء عليها).
انطلاقا من هذه الحقائق تنضم جمعية سكان وتجار رينشاوسين للتنمية البشرية إلى التوصية التي صاغها اليوم الدراسي الذي نضمته الجمعية المغربية للسياسات الثقافية ورابطة أدباء الجنوب بمدينة اكدير يوم 08 مارس 2015 ، ومن بين ابرز التوصيات التأكيد على إقرار سياسة ثقافية في مجال تدبير التراث الثقافي غير المادي ودعوة الحكومة إلى الرفع من الميزانية المخصصة لإدارة هدا الأخير وإحداث مصالح لا مركزية مختصة به وتشجيع تدوينه وجرده وترتيبه وحمايته وإدماج تدريسه ضمن المنظومة التربوية التعليمية .
هذه التوصية ضمن أخرى عنوان سياسة ثقافية واضحة لجرد وتوثيق التراث الثقافي غير المادي وتثمينه أي جعله رافدا من روافد التنمية البشرية الاقتصادية والاجتماعية ومن بين دالك معلمة رينشاوسين التاريخية والفضاءات المحيطة بها .