بنكيران بين الزّوجة والخَليلة !
جريدة طنجة – سُميّة أمغار (.فضاء الانثى.)
الثلاثاء 03 نوفمبر 2015 – 17:30:24
إذ كل منا يتذكر تصريحات رئيس الحكومة وأمين عام العدالة والتنمية، تحت قبة البرلمان بخصوص المرأة التي لا تسعد بها الدنيا ولا يستنير بها الكون، إلا إذا اعتكفت بالمطبخ و “استكانت” في الفراش، وأظهرت علامات الرضى والقبول بكل ما يصدر من السي السيد، !…
“قفشات” بنكيران بشأن المرأة لا تعد ولا تحصى، وقد تعرضنا وتعرض غيرنا للبعض منها في نوع من التنديد بأسلوب رئيس الحكومة في التعاطي مع قضايا المرأة.
وهاهو اليوم يعود إلى موضوع المرأة، بعد هدنة لم تدم طويلا. هذه المرة، خلال لقاء مع فريقيه بمجلسي النواب والمستشارين، حيث توقف طويلا عند المرأة، مقسما النساء إلى “رخيصات” و “مكلفات”…..أما الرخيصات فهن الزوجات الطائعات المسالمات القانعات المومنات بالقدر خيره وشره، وأما المكلفات فهن “الخليلات” الصاحبات المدللات الفاسدات المفسدات المبتزات .
ولم يفهم الكثيرون ممن حضر سبب إثارة “الزعيم” الإسلامي موضوع الزوجات والصاحبات ليتضح فيما بعد أن بنكيران جعل موضوع المرأة مدخلا للتنويه بـ “أخلاق” مريديه في علاقاتهم بالنساء، وبسلوكهم الذي صار محط تنويه عام في المغرب، ونضيف من جهتنا، وفي العالم العربي والإسلامي قاطبة !!! …..
ومن حسنات ومزايا المريدين أنهم لا يتزوجون بأكثر من ثلاثة، ولا يوجد ما يمنعهم من الوصول إلى أربعة، ما دام الله فتح عليهم، حين أوصلتهم أصوات المغرورين بالشعارات إلى حيث هم، ليحصلوا على رواتب بالملايين بعد أن كان سقف طموحاتهم يتراوح بين سبعة آلاف و عشرة آلاف درهم بشهادة رئيسهم، …..فاستبدلوا موتورات الروليكس بالبي إيم دابليو، والشقق الرخيصة بالفيلات “الهرهورية”، زادهم الله نعمة وسعة، وزادنا صبرا وقدرة على التحمل …..
ونصح بنكيران أهل زاوية المصباح بأن يتزوجوا في الحالات القصوى، زوجتين، يكونان مبعث فرح بالنسبة لـ “الأخ”، ولكنه أضحك القاعة عندما قال إنه بلغ إلى علمه وجود من تزوج ثلاثا من بين الإخوان….وكل الأفكار توجهت إلى هذا “الأخ” الذي يتربع على كرسي وزاري هام ، ولا حرج !!!…
وفي محاولة لجبر خواطر مناضلي مصباحه، قال بنكيران لرفاقه، إنكم أناس تقاة، أهل عفة وورع، إذ أنكم “لم تفعلوا لا عجائب ولا غرائب”… ولم تشربوا خمرا، لا الغالي منها ولا الرخيص، وكل ما عندكم زوجة لأن الزوجة “رخيصة” وغير مكلفة، أما الصاحبة فهي دائما مكلفة، و “تريد أن تأخذ منك كل شيء”…..
وبلسان المجرب ، المطلع على غالب الأحوال، كما يكتب العدول عند توثيق الشهادات ، ألح بنكيران على فكرة أن المرأة الزوجة لا تكلف كثيرا، بل إنها تحافظ على أموال زوجها وترعى بيتها وأولادها… أما الصاحبات….والعياد بالله…..
وزاد فأطنب في التنويه بمريديه الذين وصفهم بأنهم من “جنس” آخر، مختلف عن الجنس الذي ينتمي إليه “الآخرون” ، لآنهم أدخلوا الفرح والسرور على المغاربة حين وصلوا إلى مناصب المسؤوليات في التدبير، ولأنهم يبعثون بأبنائهم للدراسة مع أبناء المغاربة في المدارس العمومية.
وهو ما فعله بنكيران نفسه فيما يخص تمدرس أبنائه !!!…
وبلغ بنكيران قمة الثناء على أتباعه حين استشهد بقول صاحب خمارة، أثنى بدوره على “مستشاري حزب العدالة والتنمية” في مدينة من المدن، لكونهم “لا يشربون الخمر” ولا يأخذون أموالا من البارات، وأضاف ما معناه أن باعة الخمر سيشعرون بالراحة مع المسيرين (للشأن المحلي)…..
ولكن بنكيران لم يذكر لمستشاريه أين ومتى جرى حواره مع صاحب بار حول جديتهم واستقامتهم.
ليس مستغربا، إذا، أن يتحدث بنكيران بهذا النوع الهجن عن المرأة، فلقد تعودنا على “قفشاته ” المثيرة أحيانا والمستفزة، أحيانا أخرى.
ولكن المستغرب أن يختار زعيم حزب العدالة والتنمية اجتماعا “سياسيا” مع منتخبي حزبه بالبرلمان، ليس من أجل إعدادهم لتحديات الفترة القادمة، ولو أنها ستدور داخل “الوقت الضائع”، ولكن من أجل الحديث عن المرأة بين زوجة بـ “بلاش”، “براطا”، وصاحبة “مكلفة”، بمتطلباتها التي لا تتوقف. فهل كان الرئيس يتحدث من موقع المجرب، أم على ذمة رواة تقاة عايشوا الزوجة والصاحبة وخرجوا بالانطباع الذي انتهى إليه الرئيس الأمين……
هذا أمر لا يهم.
المهم أن أتباع العدالة والتنمية، بشهادة الزعيم الأمين، قوم صلحاء، ينتمون لجنس غير الذي ننتمي نحن إليه، جنس رصين ، عاقل، حسن السلوك، لا يلتفت إلى مثل تلك “القاذورات” و”الموبقات”، وبالتالي فهم في غير حاجة لنصح أو تحذير، فيما يخص الصاحبات الملعونات اللائي يمتلكن سطوة شيطانية وقوة خارقة على إتلاف القلوب والعقول و…..الجيوب، ومن دخل سوقهن “المطيار”، يفقد معا، الفضل والرأسمال، كما قال المجذوب رحمه الله !!!..إنهم “يكتفون” بثانية أو بثالثة، في حالة وزارية يتيمة، ولا يقربون عالم الصاحبات والخليلات، مخافة الذنوب والمعاصي الموصلة إلى جهنم وبئس القرار، ولا “يضربون الطاسة” في الحانات والبارات والمواخر، خشية الوقوع في المحذور من الذنوب والزلات، وأين ما حلوا وارتحلوا يتبعهم حمد وثناء المواطنين لصلاحهم واستقامتهم وتفانيهم في خدمة الصالح العام…..
ألم يكن بنكيران على صواب فيما وصف به أتباعه الخلصاء ؟ . !!! …..