المجدُ للمسيرة الخضراء في ذكراها الأربعين
جريدة طنجة – ع.كنوني (المسيرة الخضراء )
الثلاثاء 10 نوفمبر 2015 – 10:03:18
ولم تمنع المغرب ، مناورات خُصوم وحدته الترابية وتحَرُكـــاتهم المُريبة في كل الاتّجاهات وإغراءاتهم للدول الافريقية الفقيرة بالمـــال والعتاد ولا تهديداتهم العدوانية من مباشرة إنْجاز مشاريع تنموية عملاقة في مختلف مُدُن الصحراء التي تحولت من قلاع عسكرية للاستعمار الاسباني إلى مُدُن تُضَــاهي في عمرانها وتجهيزاتها المدنية الكبرى عَواصِم بلدان عربية وإفريقية كثيرة.
ومقابل مناورات الخصوم، أعلن المغرب سنة 2007، مُبـادَرة الحكم الذاتي في إطار الجهوية الموسعة التي أقرَّهـــا دستور 2011، تلك المبادرة التي حظيت بدعم مختلف دول المعمور التي اعتبرتها الحل السياسي الأمثل والقابل للتنفيذ، لهذا المشكل المفتعل الذي دام فوق الأربعين سنة.
وطبيعي أن ينتظرَ المغاربةُ من طنجة إلى الكويرة، أن تتمخّضَ زيارة جلالة الملك لجهة الصحراء ، في الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، بمشاريع تنموية جديدة قيلَ إنّهـاـ ستتَطلب فوق 140 مليار دولار في إطار النسخة الثانية لمبادرة التّنمية البشرية المتعلقة بجهة الصحراء والتي سوف تشكل نموذجا تنمويا متميزا بهدف إعادة توزيع الثروات في إطار الخيار الديمقراطي الذي انخرط فيها سكان الصحراء بدليل مشاركتهم القوية في الانتخابات الأخيرة التي اعتبرها الملاحظون بمثابة استفتاء تلقائي حر، ودليلا على أن الصحراويين قد أعطوا الدليل على حسمهم القاطع لمشكل الصحراء المفتعل. كما وقع الحديث عن مشروع ربط مختلف مدن الجهة بطرق سيارة، إضافة إلى مشاريع وتجهيزات اجتماعية واقتصادية من شأنها أن تدفع بنمو الجهة إلى الأمام وتشكل حافزا للاستثمار العمومي والخاص لفائدة سكان المنطقة، خاصة فئات الشباب منهم.
وقد تهيأ مُواطنونا بالصحراء للزيارة الملكية بما يليق بها من تَوقير وتعظيم كما كان الشأن بالنسبة لمُلوك الدولة العلوية الذين كانوا يتعهّدون سُكان الصحراء بالعِنـــاية والرعاية الدائمين ويتفقدون أحوالهم عبر زيارات ميدانية لصلة الرحم وتأكيد عهد البيعة التي لا زال سكان الصحراء متشبثين بها إلى اليوم، وإلى الأبد.