الإنارة العمومية نشيطة هنا بالنهار …مظلمة هناك بالليل

مُجرد القيام بجولة عبرالعديد من شوارع وأزقة المدينة، نهارًا، والتمعن في أمكنتها وفضاءاتها، فإن أول مايلفت انتباه الملاحظ، هو الإنارة العمومية، المشغّلة في عزالشمس وضوء النهار.أعمدة كثيرة، شاهدة مصابيحها على احتفال، دامت مراسمه لمدة شهور، فجعلتالنهارات “متخمة ” بالنور الاصطناعي، المنضاف إلى النور الطبيعي.

الإنارة العمومية المشغّلة في عزّ النّهَـــار، هي ليست حديث اليوم، بل سبق لهذه الجريدة أن أثارت الموضوع، وعلى منوالها، سارت منابر إعلامية أخرى، منها الورقية والإلكترونية، لكن لا شيء تغيّر، فالمصابيح لازالت تنافس بنورها السخي أشعة الشمس الذهبية، وتجعل من الشوارع والأمكنة فضاءات احتفالية، مفتوحة…إلى إشعار آخر.والغريب في الأمر، هوأن هذه الشوارع والأمكنة ليست منعزلة، بل هي تنعم بالاستراتيجية وتوجد في قلب ووسط المدينة.

أكثر من هذا، واالمُثير جدا، هو كيف أنه لم يتدخل ولو مسؤول واحد من الجهات المعنية، لإيقاف هذا النزيف الكهربائي، في الوقت الذي لايمكن التسليم بعدم رؤية جميع المسؤولين للإنارة العمومية، وهي مشغّلة بالشوارع الرئيسية، وفي عز النهار، مع أن مشكل ارتفاع فواتير الماء والكهرباء لازال يلقي بظلاله على المدينة وعلى جيوب شريحة واسعة من المواطنين الذين كانوا خاضوا، طيلة الأسابيع الماضية، سلسلة من الاحتجاجات والمسيرات، ضدا على استهداف جيوبهم.

بالمُقابل، توجد بالمدينة أزقة وشوارع، تحت جُنح الظّـــلام، حيث لم يتم علاجها بالإنارة، خاصة وأنها تساعد لصوص الليل وقطاع الطرق على فتح شهيتهم أمام تنفيد أعمالهم الإجرامية، من اعتداء وطعن وسلب ونشل، في حق ضحاياهم.وفي ذات الوقت قد تساهم في وقوع حوادث سير، بفعل الظلمة المخيمة بها.