الأستاذة عواطف بوعمار تستنكر جرّها خارج المعهد الموسيقي بطنجة و هشام الشرادي يردّ
جريدة طنجة – ل.السلاوي (شرطي يستخدم سلاحه لتوقيف مشتبه فيه)
الخميس 19 نوفمبر 2015 – 13:57:01
عواطف بوعمار وبشهادة أساتذة المعهد الموسيقي وطلابه ، هي فنانة وأستاذة صنعت لها مكانة متميزة من خلال فعاليات كثيرة مثلت فيها مدينة طنجة أحسن تمثيل ، والتي ضحت باتمام مسيرتها الدراسية الفنية للتفرغ لطلبة المعهد وللفن عامة ، و اليوم تصاب بالصدمة بعد تلقيها خبر طردها من المعهد الموسيقي بحجة لا تلاميذ لديها. و هنا يطرح السؤال نفسه ، هل بهكذا تصرف تتم بمكافأة أستاذة أفنت شبابها حبا للفن وحبا في تلقينه للأجيال المقبلة ؟
التقينا بالأستاذة عواطف بوعمار للاستفسار عن هذا الطرد وعن تداعياته، وعما اذا كانت هنالك أيدي خفية وراء هذا القرار ، وكانت افادتها كالتالي : أنا أشتغل من أجل العطاء الفنّي ولم يهمني يوما العائد المادي ، وطوال مسيرتي المهنية بالمعهد الموسيقي لم أشعر بهذا الكم من القَهْر والظُّلم الذي أشعر به الآن والذي شعرت به منذ أن تولى الأستاذ هشام الشرادي مسؤولية ادارة المعهد ، ربما لأنني لا أرضى بالممارسات العقيمة التي ينتهجها المدير بسوء تسييره للمعهد وذلك بشهادة الطلاب وأولياء الأمور والأساتذة ، المشكل قائم دائما بين الأساتذة والمدير، المعهد يفتقر الى أدنى وسائل الاشتغال ، بدء من البناية ووصولا الى التسيير،اختلالات بالجملة وتعسفات إدارية وتربوية ممارسة من طرف مدير المؤسسة منذ التحاقه سنة 2011 ، مما أثر سلبا على المناخ التربوي والفني داخل المؤسسة وعلى تحصيل التلاميذ في المعهد الذي تدنى مستواه إلى مراتب سفلى وتراجع إشعاعه الفني بينما كان يحتل المراتب الأولى على المستوى الوطني في السابق.
و أضافت الاستاذة عواطف بوعمار، أنها لا تبتغي من هذا التظلّم الالتحاق مرة أخرى بالمعهد بقدر ما تبتغي فتح تحقيق رسمي وقانوني مع مدير المعهد للوقوف عند التجاوزات الخطيرة التي يقوم بها ، والتحقيق معه بخصوص ميزانية المعهد وكيفية صرفها ، وتعامله الحاد والجاف مع أساتذة تشهد لهم مسيرتهم المهنية بقدر تفانيهم الدائم طوال عقود من الزمن في تعليم الأجيال المتوالية وخلق نجوم المستقبل لتلميع صورة طنجة وأهل طنجة المتعطشين دائما للفن وللتراث الأصيل .
و لنكون أكثر مصداقية وموضوعية ، قمنا بزيارة لمدير المعهد الموسيقي بطنجة ، الأستاذ هشام الشرادي ، والذي أطلعنا على مذكرة وزارة الثقافة بالرباط بخصوص الأساتذة العرضييّن الذين تصل نسبتهم على الصعيد الوطني الى 84 بالمائة فيما ترجع نسبة الأساتذة الموظفين التابعين للوزارة 16 بالمائة فقط ، وتتضمن المذكرة ، قرارات وزارية صارمة بخصوص إسناد مهمة التدريس حسب الأولوية الى أساتذة ومعلمي التعليم الفني والرسميين التابعين لوزارة الثقافة مع الالتزام بعدد ساعات عملهم الأسبوعية المحددة طبقا للمرسوم
المنظم ، ثم المكلفين بالدروس الحاصلين على شواهد الجائزة الشرفية ، فالاتقان ، فالجائزة الاولى ، فمستوى الثامنة أو المتوفرين على خبرة وحنكة في مواد الموسيقى التراثية .
و أوضح الأستاذ هشام الشرادي أنه لم يقم الا بتنفيذ قرار وزاري وهذا يدخل في صميم مهمته كمدير ، فالوزارة قررت ترشيد النفقات في ما يخص الساعات الخاصة واخضاعها لتراتبية الشواهد ، وبالتالي عند دراسة عدد الأساتذة الموجودين بالمعهد وعدد التلاميذ المسجلين في صنف الطرب الأندلسي اتضح أن العرض يفوق الطلب بكثير ، مما استدعى الاستغناء عن الأستاذة عواطف بوعمار وفقا لتراتبية الشواهد التي دعت اليها الوزارة الوصية. و بخصوص كل ما قيل عن سوء تسيير المعهد منذ توليه الادارة وسوء تدبيره للأمور ، فهو يترك الأمر للمسؤولين للتقصي والتحقق من هذه الاتهامات، نافيا بشكل كلّي ما تم التلميح له من طرف بعض الأساتذة أو أولياء الأمور ، وأشاد هشام الشرادي بعطاءات عواطف بوعمار الفنية وبتاريخها المشع ، متأسفا لقرار فصلها عن المعهد لأن القرار لم يكن قرارا شخصيا.
وللاشارة فقد سبق وأن صرح وزير الثقافة في مناسبة فائتة أنّ الوزارة أقدمت منذ سنوات على خطوات عملية في اتجاه النهوض بقطاع التكوين الموسيقي، من خلال إحداث معاهد موسيقية جديدة، وتوظيف أساتذة جدد، ومضاعفة الغلاف المالي المرصود للساعات الخصوصية، والرفع من قيمة التعويض الخاص بها، ووضع نظام معلومات لتسيير وتوحيد تدبير الحصص الدراسية، والقيام بإصلاح وترميم وصيانة مجُمل المعاهد الموسيقية، ومدهّا بالتجهيزات والمعُدِاّت البيداغوجية والمعلوماتية والمكتبية والمراجع الدراسية ..
و قد سبق وتحدث السيد الوزير أيضا عن الاختلالات التي تتجلّى، بالخصوص، في قلّة عدد الأساتذة، وغَلبةَ الأساتذة الع رَ ضَي يّن العاملين بالساعات الخاصةّ على الأساتذة الرسميين العاملين في المعاهد الموسيقية، ما يطرح مشاكل عديدة على كل المستويات.
نحن بدورنا في موقع جريدة طنجة نتساءل عن مدى سلامة هذا القرار الوزاري من الناحية الانسانية ، اعتبارا لسنوات من العطاء والتفاني والتضحيات في سبيل صناعة اسم وبصمة كالتي صنعتها الأستاذة عواطف بوعمار وأساتذة آخرون ذنبهم الوحيد أنهم لم يبالوا يوما بالرتب والتراتيب ، فقد كان همهم وشغلهم الشاغل هو تعليم أجيال الغد موسيقى أصيلة تغذي روحهم وتلم عّ صورة المغرب ثقافيا وفنيا .

















