الحسناءُ والغول
جريدة طنجة – سُميّة أمغار (.أقلام.)
الثلاثاء 06 أكتوبر 2015 – 09:55:00
ولكن الحسناء أحسنت حين أحسّت بحـــاجتنا إلى “الفرجة” المفتوحة، وإلى “القفطان المفتوح” ياللاّ، حتى نتفرغ لتفريغ الكبت الذي يسكننا عَبْرَ استعْمــال ألفــاظ فـاضحة، وحركات فـاضحة وإيحـاءات فــاضحة، لنستعيد “تـوازُننـــا” النَّفْسي، ونَقْطع مع المزاج السوداوي الذي يتهَدّدنــا من المَهْد إلى اللَحْد، …وطوز على القيم والمَبــادئ….مــادام للفحش رواده، وللعُهر زُبَنـــاؤه، و “للفساد” عُشاقه وممارسوه على كل المستويـــات….وعين الحسود فيها ألف عـود وعــود ! …..
الحسناء أثــارت ما أثارت من مظاهر الإعْجــاب بين المراهقين المكبوتبن، كما حركت الكثير من ردود الفعل الغاضبة، وتعرضت لكلام لا يقل فُحْشًا عن الفحش الذي مَارسته “عالمكشوف“، ولا عهرا عن العهر الذي ظهرت به في مشاهد مقززة، أرادت بها كما ادعت، محاكاة واقع الآلاف من ممتهنات الدعارة، عاملات الجنس، ولا شك أن وراء هذا “الإشفاق” المريب، مآرب أخرى فتحت شهيتها وشهية شريكها صاحب أفلام الخلاعة والانحلال والتفاهة !…..
ولكن، قد تتساءلون، ما دخل الغول في كل هذا “الهَرَج” الجنْسِي ؟
عواطفه “الانسانية” رقت لحـــال الغانية، بعد أن طوقتها الخطوب من كل ناحية، ولاحقتها لعنات الناس حيثما حلت وانتقلت، حتى اضطرت للتنكر خشية أن يلحقها غضب الناقمين. إدّاك برز الشيخ “طرزانا” عاتيا، حال بينها وبين الجموع الغاضبة، ورفع في وجه الجميع آيات التوبة وأنها دخلت “بيت الطاعة” وكفّرت عن خطإ أوقعها الشيطان لعنه الله فيه، دون أن تحتسب تبعاته في الدنيا والآخرة، وأعلن على أشهاد الملأ أنها صارت “أخته” في الله والوطن، وأنه قرر أن يتطوع لحمايتها من أي مكروه قد يصيبها بعد أن أعلنت توبتها على يده، ودعا لها بالعفو والمغفرة…..على طريقة شبيهة بطريقة أصحاب كراسي الاعتراف !…..
ولكن، سرعان ما انقلب السحر على الساحر، وطلعت “المؤمنة التائبة”، على العالم بتصريحات صحافية، في “بلاد برّة”، تكذب كل ما جاء على لسان الشيخ الزاهد في لحيته ، من باب “واعف عن اللحية” وتدعي أن كل ما ورد على لسان الشيخ من اختلاقه، بهدف “حمايتها” من عبث العابثين. وأكدت أنها لم تتب بل إنها “تمارس “إسلامها” عن طريق “الحب”، ـ بالمعنى الفرنسي ـ لا شك !…
الفقيه الجليل أخذ شجاعته بكلتا يديه وسارع إلى نشر حوار بينه وبين الحسناء الثائرة، عبر الأنتيرنيت، اتضح خلاله أن “العايلة” نادمة على ما صدر منها من مشاهد مخلة بالأدب وأنها تائبة توبة نصوحا وأنها لن تعود لمثل تلك “الفواحش” أبدا!
وكردة فعل غاضبة، طلع الشيخ الـوَقُــور بـدَوْرهِ على عالم غير مُبالٍ،…. بتصريحات جديدة نَعَتْ فيها بَطَلة الفيلم السَيّء الذِّكْـر، بـالكَذبِ وبالعُهر والفِسْق كَمــا أعلـنَ أنّـهُ “رفعَ رداء الحِمـايـــة” عنها ما دامت أنَّهـا تُــوجد في حـالِة ردّة عن التـوبـــة…والعيـاذ بالله !!!….وأنَّهــا مرّغَت سُمْعة المغرب والمغربيات في الوَحْل وأساءت إلى نساء المغْرب العَفيفـــات ، الشريفات ، الطاهرات ولم تجلُب للمغرب سوى العار والشنار !..
وخلال استجواب إذاعي، رَدَّ الشيخ عن سؤال بخصوص إمكـــانية وُجــود عـــلاقة ما ، بين “الحسناء والغول”، قال إنّـه حتّى ولو اندَثر عُنْصر النِّساء من العالم، فإنه لن يربط علاقــة مع الممثلة السينمـــائية المعنية، وحتى لو كانت كل النساء بوركينابيات أو زيمبابويات، فإنه لن يتزوج سوى بـــالبكر ولن يقبل أبدًا على المطلقة…..
فُحـولة مَرَضية !؟….
الجميل في القصة أن صاحبة المشاهد الإبـــاحية المشهورة، اعتبرت أنها “محصنة” وأن الشيخ رَماها بــالإفْـك، فـــاستحق اللعنة في الدُّنيا والآخــرة !
وفي تدوينة جديدة، حاولَ استدراك إشارته إلى نساء البوركينـافـــاسو والزيمبابوي، تلك الإشارة التي لا يمكن أن تفهم إلا أنها قدحية” بسبب اللّـون أو الخلقة، فـأكّدَ أن مُؤمنـــات هذين البلدين أشرف من “حسنائه” التي طالب بــالكف عن إثـــارتها لأن قصتها انتهت، كما أقَرَ بـأن مُقـارنة الأذواق بين الجَمــــال (هنا) والقبح (هناك) لا يمكن أن ينعت بالعُنْصريـــة وأن اختيـــار البكر للزَّواج، أمرٌ مرغُوب فيهِ “شَرْعـًا”، أما الزَّواج بـــالمطلقة ، فلا أحد رغّب في أمره، كما يمكن أن نفهم…..
ومن حَقّنا أن نتساءل، ما الذي دَفعَ الشيخ إلى رُكوب هذه السفينة، والحال أن ذاك العالم مــوبــوء و مُعـاشَرة أهله ضرب من ضروب الجُنـــون. وحتى لو حصل، بقدر من الأقدار، أفلم يكن من الأسلم التـــوقف عند “ويل للمصلين” بدلَ الوصول إلى “مواطن” لا تليق بـ “داعية إلى الله” ولو أن المسلمين كلنا دُعــــاة إلى الله وإلى دينه، كل من موقعه ووفق مستطاعه.
ثمَّ ما الدّاعي إلى إقْحــام نســـاء بلدين إفريقيين من بلدان الجوار الإفريقي، في حكايــة قحب وقبح ودعارة وفجور و….”هز ياوز !”….وتبان آخر صيحة، يلبس بين أصبعي اليد الواحدة و يــوحي بما يوحي به ، وبما صار ببــال ملايين المبحرين كل ساعة في عالم الأنترنيت….
أين المَهـابةَ والعفة والوَقــار والجلال يا رجـال الدّيـن !!! …..



















