ممنوع …!!
جريدة طنجة – عزيز گنوني (.العمود الرئيسي.)
الإثنين 12 أكتوبـر 2015 – 15:44:38
أو بم توحي لكم هذه الصورة
أو بم تُذكركم ؟
ولو ُطلب منكم أن “تتخيلوا” حوارا بين أطراف “المعادلة” الغير متعادلة، ما ذا كنتم ستكتبون ؟
أنا أجبت، في قرارة نفسي، عن هذه التساؤلات وغيرها، ودونت بشأنها كلاما “موزونا ومقفى” لآنها تعود بنا إلى زمن “القوافي” المعلومة التي خلناها قد انمحت من “أجندات” بعض المسؤولين ومن “سلوكاتهم”، خاصة و مادة حقوق الانسان أصبحت تدرس في مختلف المعاهد والكليات، وحتى في مدارس تكوين الأمنيين بمختلف فيالقهم !
أصل الحكاية أن مجموعة من “النشطاء” الحقوقيين دعوا عبر وسائل الاتصال المعلومة، إلى وقفة احتجاجية أمام البرلمان، ضد ما اعتبروه “تقصيرا” من قبل الجهات المنظمة للحج، في حادث منى الذي أودى بحياة 27 مواطنا مغربيا حسب آخر بلاغ للخارجية المغربية .
رد فعل قوات الأمن الوطنية لم يتأخر، بل استبق الحدث، وحضرت قبل الموعد المحدد، بأعداد مناسبة، وما أن ظهرت “بوادر” المحتجين، حتى سارعت إلى نزع اللافتات التي كانوا يحملونها، وتعرض أصحابها إلى ما قالت الصحافة إنه كان دفعا وركلا وضربا و “تخسار الهضرة” بين من “قتلتهم” “الفقصة” وحرقة فراق ذويهم في تلك الظروف المأساوية ورمت بهم في “الحفر الجماعية” فريسة للثعابين الصحراوية وللعقبان والصقور والنسور وغيرها من الطيور الكاسرة الجارحة، وبين من أمروا بـ “تفريق السوق” و “تفريغها” لأسباب إدارية محضة، أهمها أن المظاهرة غير مرخص لها. وهي أسباب “وجيهة” ترتبط بدولة “الحق والقانون” وبمبدأ “من فرط كرط” !….
ولكن الأمر تعدى “الملاسنات” و الاستفزازات “المتوقعة” و “المقبولة” من الجانبين، انطلاقا من شعور كل جانب بضرورة “فعل شيء ما” في هذه “النازلة” “المحدثة” وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار !….
نار يا حبيبي نار. !…..
وحسب بعض المصادر، فإن المحتجين كانوا ينوون بعث رسائل إلى الجهة المنظمة للحج، وأيضا إلى السلطات المغربية بسبب ما تم تداوله من “تهاون” بعثة الحج، الرسمية جدا، في التعامل مع الحدث خلال ساعاته الأولى والحرجة، بالنسبة لآلاف أسر الحجاج الذين انقطعت أخبارهم عن ذويهم بقدر ما انقطعت ــ أو شحت ــ أخبار الجهة الرسمية حول حادثة “التدافع” بمشعر منى الذي ذهب ضحيته فوق الألفي شخص، ما بين قتيل وجريح و “مفقود” !…وقد اضطر هذا الوضع وزاراة الداخلية والخارجية والصحة إلى إرسال “لجنة” خاصة، عملت على استجلاء الوضع، نسبيا، ليعلم المغاربة أن “شهداءهم” انتقلوا من ثلاثة، إلى 11، ثم إلى 19 وأخيرا 27.، بينما لا زال “هناك خمسة جرحى و 11 مفقودا لن يتأخر ضمهم إلى روضة الشهداء… !
وبصرف النظر عن الجهة التي كانت معنية بـ “رسائل” الداعين إلى الوقفة الاحتجاجية، ، فإن المحتجين تلقوا “المعاملة” التي ظن بعض الأمنيين، أنهم يستحقونها، “عقابا” لهم على عدم الحصول على رخصة “الوقفة” ، والصور ومقاطع الفيديوهات شاهدة على ذلك، إذ أن خطورة ما حدث في مشعر منى، لا يغني عن “الرخصة” ولا يشفع لأي أحد في خرق القانون، ذلك أن الاحتجاج في الطريق العام، ، ولو كان هادئا، سلميا ومسالما، لابد وأن يمر خبره مسبقا، بالمكاتب المعلومة.
الرخصة، ولا شيء غير الرخصة، لمن أراد أن يتظاهر أو يحتج، وقوفا أو قعودا، أو بأي شكل من أشكال الاحتجاج. القانون، هو القانون، ولا يمكن التساهل معه، حتى حين تعلق الأمر بالرد “الصارم” على مملكة السويد التي لا تخفى “مشاكلنا ” معها، هذه الأيام،…..
لا، معذرة، منذ ثلاثين عاما أو تزيد أو تنقص قليلا، بحسب الوزير مزوار الذي “تفصّح” في حديث تلفزي أخير، حين أخبر أنه اجتمع مرات عديدة بنظيرته السويدية، خلال الدورة السبعين لمنظمة الأمم المتحدة، وأقنعها بوجاهة القضية الوطنية ودفع بها إلي استصدار بيانات تنفي كل ما قيل في السابق بخصوص موقف بلادها من هذه القضية. ….بعد ثلاثين عاما !
تلك قضية أخرى قد نعود أليها في ملف عن الدبلوماسية المغربية و “محاينها”……
وقد علم المغاربة أن “تصرف” بعض رجال الأمن ضد المحتجين بباب البرلمان، كان “عنيفا” “زيادة عن اللزوم” ( ! )…..كما هو موثق بالصوت والصورة، من طرف “الفيسبوكيين” الذين أصبحوا يشكلون “سلطة مراقبة” حقيقية ، لسلوك المسؤولين….من أجل فضح مختلف مظاهر الشطط والفساد والتعفن الإداري، إن وجد، والاعتداء على حقوق الانسان….
ولهذا، بادرت السلطات الأمنية العليا إلى الأمر بفتح تحقيق بخصوص تعامل بعض الأمنيين ، بالركل والضرب والسب، ضد المتظاهرين ــ أو من كانوا ينوون التظاهر بباب البرلمان ــ، على إثر فاجعة مشعر منى.
وهذا أمر إيجابي جدا، وينم عن تتبع المسؤولين الكبار عن الأمن الوطني لردود الفعل الغاضبة، على مستوى الشارع، لتصرفات بعض الأمنيين الذين لم ” يتأقلموا” بعد مع الوضع الديمقراطي الجديد الذي يعيشه المغرب والمفاهيم الجديدة للسلطة بعد إقرار دستور 2011.
وإلى جانب ذلك، تقدم فريق حزب العدالة والتنمية، بالبرلمان، بطلب عقد اجتماع للجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الاسلامية، والمغاربة المقيمين بالخارج، يحضره وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، لمناقشة ظروف أداء الحجاج المغاربة لمناسك الحج هذا العام وكذا ظروف عودتهم إلى المغرب.
ومعلوم أن العديد من الحجاج المغاربة كانوا قد نظموا بالسعودية مظاهرة رفعوا خلالها العلم الوطني وأطلقوا شعارات تندد بظروف الإقامة التي خصصت لهم وتقاعس لجنة الحج عن القيام بواجبها نحوهم، خاصة بعد كارثة “التدافع” التي كان عدد من المواطنين ينوون التظاهر ضد الجهة المتسببة في تلك الفاجعة، وكان نصيبهم الركل والضرب من طرف رجال الأمن، في الظروف التي صارت معلومة لدي الجميع، بفضل الإعلام.
أعتقد أن كثيرا من المسؤولين لم يفهموا بعدُ أن “الضغط يولد الانفجار” وأن ما تكسبه عبر الحوار والكلام الطيب، لا تستطيعه بالعنف والإكراه والتحكم.
وعلى أي فالمغاربة ، عموما، أناس طيبون، مسالمون ،متسامحون…..والله أعلم ! …
نتائجُ بطعم “الخيانة”
_____________
بقلم : عزيز كنوني
azizguennouni@hotmail.com