عبد الحميد أبرشان رئيس مجلس عمالة طنجة ـ أصيلة في حوار مع “جريدة طنجة”
جريدة طنجة – حوار خـاص (.عبد الحميد أبرشان.)
الإثنين 05 أكتوبر 2015 – 17:11:42
وقد أبرزَ أبرشان في بداية حديثهِ أهمية الاختصاصات الجديدة التي منحها دستور 2011 لمجالس العمالات،ومنها حصول رؤساء هذه المجالس على صفة الآمر بالصرف، الذي كان موكولا إلى العمال أو الولاة وهو أمر بالغ الأهمية، إذ يشكل امتيازا حقيقيا بالنسبة للمجالس الجماعية، يصب في مصلحة الجماعة ويؤكد التوجه الديمقراطي للمغرب. ويقطع مع التجادبات وقد حرص الدستور الجديد على توضيح اختصاصات كل من الجانبين، ووضع أمر التدبير المالي بيد مجالس الجماعات.
وحول سؤال يتعلق بمجال تدخلات مجلس العمالة في المجالين الحضري والقروي، أوضح أبرشان، أن عمالة طنجة أصيلة تتشكل من ثلاث جماعات حضرية وتسع جماعات قروية، توجد في صلب اهتمامات المجلس، بهدف تنميتها على أسس علمية وبرامج محددة واضحة، ترتكز بالأساس على تثبيت سكان البادية في قراهم، بعد توفير البنيات الأساسية للعالم القروي. فخلال السنوات الست الماضية، يقول، استطعنا برمجة 4.5 ملايير سنتيم لفائدة العالم القروي، ومن خلالها استطعنا أن ننجز العديد من المسالك الطرقية ربطنا من خلاله العديد من القرى بالدواوير، حيث تمكنا من بناء ثلاث مدارس جماعاتية، مع الفضاءات المخصصة للمرافق المصاحبة، من مساكن للمدرسين ومطاعم وتوفير النقل المدرسي وتحسين حالة المسالك.
وأضاف أن مجلس عمالة طنجة أصيلة عازم على الاستمرار في نفس هذا المسعى، خلال الولاية الحالية، بهدف الإسراع بتنمية البادية وفق ما ورد في الخطاب الملكي لشهر غشت الماضي، والذي ركزفيه جلالة الملك على ضرورة تنمية العالم القروي، بوجه خاص.
وفي هذا الصدَد أشار أبرشان إلى أن القرى التّسع التي تتَشكّـل منها عمالة طنجة أصيلة يوجد معظمها بجوار المناطق الحضرية، وأنها تسير في طريق أن يتم استيعابها كليا داخل تلك المناطق، وأعطى مثالا بمنطقة العوامة، التي زحف عليها العمران، بينما تتوفر الجماعة على 3500 هكتار ستخصص لتهيئة منطقة صناعية تساهم ، قريبا، في تحويل الجماعة القروية إلى منطقة حضرية بامتياز.
وعن المَشاريع المستقبلية التي يسعى المجلس إلى انجازها خلال السنوات الست المقبلة، ذكر أبرشان بأنه يتوفر على مخطط يتعلق بدعم بعد الجماعات القروية ذات التوجهات السياحية،مثل جماعة بريش والساحل الشمالي بما يزخر به من شواطئ رائعة، يمكن أن تساهم في تحويل الجماعة إلى منطقة سياسية أخاذة. كما أنه يمكن إنجاز مناطق صناعية في جهات أخرى من الإقليم بهدف إيجاد فرص الشغل للسكان خاصة في جماعة اثنين سيدي اليماني وحجر النحل. وأشار رئيس مجلس العمالة إلى أنه سيعمل على تقديم الدعم لمدينة أصيلة لمواصلة إنجاز مشاريعها السياحية الهامة بتعاون مع مجلس بلدية هذه المدينة.
وعن كيفية الحُصـول على المَـوارد المـالية لإنْجـازِ هذهِ المَشاريــع المُسْتقبلية بالإقليم أوضح عبد الحميد أبرشان، أن ميزانية عمالة طنجة أصيلة تأتي من الضريبة على القيمة المضافة والتي تبلغ حوالي 54 مليون درهم، مبرزا بأنه من المرتقب حصول العمالة على زيادة في مجموع الاعتمادات خلال شهر أكتوبر الجاري على أن 70 بالمائة من الميزانية، تصرف للموظفين. أما الباقي، الذي لا يتعدى 7 ملايير، فيتم برمجته في مشاريع العالم القروي.
ويُضيف أبرشان، من جهة أخرى، إلى وُجـود دَعْم من وزارة الداخلية بقيمة 21 مليون درهم،وإلى موارد صندوق التنمية القروية التابع لوزارة التجهيز، وهو خاص بإنجاز الطرق الإقليمية. كماأنه سيسعى للاستفادة من ميزانية الجهة حيث أنه سيعمل على لقاء قريب مع رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، لدراسة إمكانية استفادة مجلس العمالة من دعم الجهة، بغاية استكمال إنجاز الطرق بالإقليم حيث يتوفر المجلس على دراسة بقيمة 200 مليون درهم، وأكد أن مجلس عمالة طنجة أصيلة لم يستفد قط لا من مجلس الجهة ولا من وكالة تنمية الأقاليم الشمالية،وأشار بهذا الصدد أنه سيجتمع قؤيبا بمدير هذه الوكالة الذي أعرب عن استعداده للاسهام في تحقيق بهض مشاريع العمالة التي تدخل في نطاق اختصاصاته، انطلاقا من فكرة أن لاتنمية لمدينة طنجة دون تنمية محيطها عبر تجهيز القرى المجاورة وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
وعن سؤال حول التشكيلة الحالية للمكتب التي تضم ألوانا سياسية عدة، ومدي تأثير ذلك على السير العادي لمكتب المجلس، أبرز رئيس مجلس العمالة، أن الأمر يشترط قدرة القيادة على ضبط الأمور بحكمة وتبصر، وبإشراك الجميع في الرأي والعمل، في جو من الشفافية والوضوح، “وهذا هو مانهجته في السابق”،يقول، حيث أن باب مكتب رئيس المجلس كان مفتوحا في وجه الجميع،الأمر الذي حقق للأعضاء جوا من العمل يطبعه الانسجام والتعاون. وهو نفس الجو الذي طبع علاقات المجلس مع السلطات الإقليمية ، ما مكن المجلس من إنجاز مختلف المشاريع المدرجة في مخطط طنجة الكبرى،وفق الجدول الزمني المخصص لها، في حين لا تتعدى نسبة إنجاز المشاريع الموكولة إلى الجماعة الحضرية، نسبة 10 بالمائة. وعبر أبرشان عن يقينه بأن السنوات المقبلة ستكون خيار من سابقاتها، وهذه أول تجربة في إطار الدستور الجديد الذي أوكل للجماعات ذورا أساسيا في تحقيق التنمية وخلق الثروة الوطنية.
ولم تفته الإشادة بتعاون الوالي الحالي، محمد اليعقوبي، المعروف بجديته وحزمه وأخلاقه وقدرته الخارقة على العمل المتواصل، واستعداده الدائم للحوار مع المنتخبين في كل ما يتصل بالشأن العام المحلي، الأمر الذي جعل منه المحرك الأساس لكل مشاريع التنمية التي تشهدها المدينة والإقليم وأقاليم الجهة، ، مؤكدا أن طنجة محظوظة بوجود السيد اليعقوبي على رأس جهتها لما يتسم به من روح المواطنة الحقة، ومن شجاعة وإقدام في تدليل الصعوبات والعقبات، معتبرا أن وجود السيد اليعقوبي على رأس جهة طنجة تطوان خير ضمانة لبلورة مشاريع النماء والتطور لمختلف جماعات إقليم طنجة.
وكان آخر سؤال حولالاستعدادات لتنظيم دربي طنجة تطوان الذي سيجري يومه السبت بالملعب الكبير بطنجة، أشار عبد الحميد أبرشان بصفته أيضا رئيس فريق اتحاد طنجة لكرة القدم بأن عشاق كرة القدم بطنجة كانوا ينتظرون هذا الدربي الذي غاب زهاء تسع سنوات، وأن يوم السبت سيكون عرسا رياضيا بامتياز، وخاصة في ملعب كبير كملعب طنجة، تغزو الفرجة رقعة الملعب وكل مدرجاته بين صفوف المتفرجين، وأكد أنه على يقين بأن الجمهور سيكون في الموعد ليبين لمحبي كرة القدم بأن طنجة قادرة على تنظيم هذا العرس الرياضي، موجها في نفس الوقت نداء إلى جمهور مدينة طنجة، أن يعطي المثال على الروح الرياضية التي يتميز بها، والتي برزت بوجه خاص، خلال مقابة كاس العرش بين اتحاد طنجة وأولمبيك اخريبكة، ورغم الهزيمة فقد شجع الفريق الخربكي بروح رياضية عالية . وأكد أبرشان بأن دربي طنجة تطوان سيكون من أحسن الدربيات على الصعيد الوطني وسوف ينقل على قناتي الرياضية وبين سبور كما سيحضره رئيس اتلتطكو دي مدريد. وأكد أبرشان ثقته في جمهور طنجة، الذي أعطى للبطولة نكهة وقيمة وتسويقا للبطولة الوطنية. ذلك أن الجامعة المغربية لكرة القدم تعتبر أن جمهور مدينة طنجة من أحسن الجماهير المغربية.
عزيز كنوني ومصطفى الحراق