زيارة جلالة الملك لطنجة وفّرت لهذه المدينة منجزات هيكلية هامة كلية الطب والصيدلة والمستشفى الجامعي في طور الانجاز “نداء طنجة” أعطى لعاصمة البوغاز إشعاعا دوليا وتألقا عالميا
جريدة طنجة – عزيز كنوني (..)
الإثنين 05 أكتوبر 2015 – 17:31:54
سوق بني مكادة الكبير
ويعكس هذا المشروع الاجتماعي والاقتصادي، الذي رصد له غلاف مالي بقيمة 38,6 مليون درهم، حرص جلالة الملك على الاستجابة لمطالب سكان طنجة، وحاجياتهم. وتسهيل سبل العيش بالنسبة لجميع رعاياه الأوفياء. والحال أن جلالة الملك ، في التفاتة كريمة من جلالته إلى هذا الحي الكبير، الذي ظل “مهمشا” عقودا طويلة، من طرف السلطات المحلية والمجالس المنتحبة، المتعاقبة منذ الاستقلال، قرر، حفظه الله، إعادة الهيكلة لمختلف أحياء هذا الحي وتجهيزه بالمرافق الإدارية والاجتماعية، الكفيلة بالدفع به نحو إدماجه كليا في النسيج المجتمعي للمدينة، وتوفير شروط العلم والمعرفة والشغل والصحة لسكانه، شيبا وشبابا وفتح باب الأمل في وجوههم.
وسيمكن سوق “بني مكادة”، الجديد من تحسين ظروف عمل التجاركما سيساعد على القضاء على التجوال التجاري بتمكين الباعة المتجولين من فرصة الاستقرار، والقضاء على الأكواخ العشوائية التي تستعمل كمتاجر للعاملين في السوق، وإضفاء رونق جديد على السوق الذي سيرقى إلى مصاف الأسواق الحضرية بامتياز.
وقد تمَّ إنْجــاز الشَّطر الأول من السوق على مساحة 6772 متر مربع2، ببناء 275 محلا تجاريا مخصصا لبيع المواد الغذائية، والمنتوجات المحلية والفواكه والخضر، والسمك واللحوم، ومنتوجات النسيج، ومحلات أخري لعرض مواد مختلفة، وعلى فضاء للعمال المياومين، ومرآبين وساحة عمومية.
أما الشطر الثــاني الذي أعطى جلالة الملك انطلاقة بداية أشغال إنجازه، فإنه يقع على مساحة 6600 متر مربع، ويشتمل على 351 محلا تجاريا، وسوق للسمك وآخر للحوم، وغرفة مبردة ومقهى، باستثمار إجمالي يناهز 35,7 مليون درهم. وسوف يكون المشروع جاهزا إن شاء الله داخل أجل 12 شهرا.
و كـان جَلالة الملك نصره الله قد أشرف، يوم الأربعاء 23 شتنبر الماضي بمقاطعة بني مكادة كذلك، على تدشين مركز تربوي للتعليم الأولي، أنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باستثمار إجمالي قدره 5ر6 مليون درهم. ويندرج هذا المشروع المركز التربوي الذي كان جلالته قد أعطى انطلاقة أشغال إنجازه في مارس 2014، ضمن مخطط واسع يشمل إحداث 23 مركزا تربويا للتعليم الأولي (8ر20 مليون درهم)، وذلك على مستوى مقاطعات مدينة طنجة الأربع: بني مكادة ، وطنجة المدينة، ومغوغة والسواني .ومن بين أهداف هذا المشروع الهام ، توفير تعليم أولي لأطفال الأسر المعوزة المنحدرة من الأحياء المستهدفة، والقضاء على الأمية، إلى جانب تعميم التعليم الأولي. وإلى الآن، تم بناء 12 مركزا من مجموع المراكز المبرمجة، في حين توجد 9 مراكز في طور الإنجاز، بينما سيتم إطلاق أشغال إنجاز المركزين الأخيرين خلال شهر أكتوبرالجاري.
المركز الاستشفائي
وفي إطار إنجاز مشروع كلية الطب بطنجة، الذي تم الإعلان عنه رسميا، السنة الماضية، أشرف جلالة الملك على إعطاء انطلاقة أشغال بناء مستشفى جامعي، بالجماعة الحضرية اجزناية رصدت له اعتمادات مالية بقيمة مليارين و 33 مليون درهم. وسيمتد المركز الاستشفائي الجامعي على مساحة 23 هكتارا، بالقرب من مستشفى الأنكولوجيا الذي يوجد في طور الانجاز،بجانب كلية الطب والصيدلة.
وسيوفر المستشفى أحدث وسائل العلاج وأكثرها تطورا،حيث يمكن من مواجهة الحاجيات المتنامة لسكان الجهة في مجال الصحة والوقاية والعلاج.
“نداء طنجة” من أجل حماية المناخ
وتميز مقام جلالة الملك الأخير بطنجة، بإطلاق جلالته رفقة الرئيس الفرنسي لـ ‘نداء طنجة” ، من أجل مبادرة تضامنية قوية لفائدة المناخ، تهدف بالأساس إلى حث المجتمع الدولي على إيجاد إجابات مناسبة وناجعة لإشكالية التغير المناخي. ويعد «نداء طنجة»، بمَثــابة نـاقـــوس للخطر، للدفع بجميع بلدان العالم إلى العمل، وبسرعة، بشكل تضامني وقوي لمواجهة التغيرات المناخية.
القطار فائق السرعة
كما أن جلالة الملك قام رفقة الرئيس الفرنسي بتدشين ورشة صيانة القطار فائق السرعة، التي تم إنجازها باستثمار فاق 640 مليون درهم،ويرتبط هذا المشروع بمجموعة من المشاريع المتعلقة بالبنيات التحتية والهيكلية على خط طنجة البيضاء مرورا بالقنيطرة والرباط، في المراحل الأولى.
وهكذا، وككل زيارة ملكية لأي ناحية من نواحي المغرب، حملت زيارة طنجة الأخيرة لسكان هذه المدينة جملة أخرى من مشاريع النماء والتطور، الهادفة إلى الارتقاء بهذه المدينة إلى مصاف العواصم الكبرى على ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
وكفى طنجة فخرا وشرفا أن اختارها جلالة الملك عاصمة للاحتفال بعيد ميلاد جلالته الثاني والخمسين.