تجديد الثقة في محمد اليعقوبي تصديق على نجاعته و حنكته
جريدة طنجة – لمياء السلاوي (.محمد اليعقوبي.)
الاربعاء 21 أكتوبر 2015 – 12:00:27
نتيجة طبيعية لما حققه الرجل خلال توليه هذه المهام نيابة عن سلفه محمد حصاد من انجازات حتى وإن لم تكن كافية لمدينة من حجم مدينة طنجة، إلا أنها خلفت ارتياحا كبيرا من لدن ساكنة البوغاز.
تجديد الثقة في محمد اليعقوبي لم يأت بمحض الصدفة أو لسد الخصاص، بقدر ما هي رؤية استراتيجبة لجعل مدينة طنجة قطب اقتصادي قوي يمكن الرهان عليه جهويا و دوليا، ولعل مشروع طنجة الكبرى، و المشاريع التنموية الأخرى، المتمثلة في البنيات المينائية و الصناعية و اللوجيستية، التي اشرف على إطلاقها ملك البلاد دليل على ما يوليه جلالته من اهتمام خاص لهذه المدينة لتعزيز دورها كقاطرة للتنمية.
وأمام هذا التحدي كان لازما وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، و جعل المصلحة العامة فوق كل اعتبار عن التجاذبات و الصراعات، التي لا تخدم لا العباد و لا البلاد، فكان اقتراح اسم محمد اليعقوبي لهذا المنصب، القرار السليم أولا، على اعتبار ما راكمه الرجل من معرفة دقيقة بخبايا المدينة، منذ أن كان مديرا جهويا للاستثمار من جهة، و كون مساره الدراسي الذي توج بحصوله على دبلوم مهندس الدولة في الهندسة المدينة من جهة أخرى يتناغم مع المهمة الموكلة إليه، وهي جعل مدينة البوغاز واحدة من الأقطاب الاقتصادية الدولية.
حتى اللحظة الطنجاويون متفائلون بواليهم الذي أعطى إشارات عديدة على انه لم يأت ابتغاء المنصب فقط، بل جاء ليعيد قطار التنمية إلى سكّته، و تصحيح ما أفسدته السياسات المتعاقبة على تسير و تدبير شؤون المدينة، وإعادة عروس الشمال لوهجها و ريادتها، الأكيد أن مهمة الوالي ليست بالسهلة، وفي نفس الوقت هي ليست بالمستحيلة، خاصة أن العارفين بخبايا تسيير الشأن العام واعين تماما أن مناصب المسؤولية بطنجة، إما أن تذهب بك لتولي مسؤوليات اكبر في حالة نجاحك، وإما أن تضيع عليك الفرصة في الرقي في حالة فشلك.
صعوبات عدة تعترض عمل الوالي اليعقوبي الذي يبدو انه واع تماما بهذا المعطى، و بجسامة المسؤولية، لأن من المفروض في مثل هذه الظروف أن تتضافر المجهودات، كل من زاوية اختصاصاته، الشئ الذي جعله يقف على كل كبيرة و صغيرة، والإشراف المباشر و الشخصي على كل الأوراش المفتوحة بمرونة، و حسن تبصر، مما يدل على شجاعة الرجل، و سعيه الحثيث إلى إعادة توهج المدينة و إبراز جمالها، فكان التركيز على ما هو بنيوي من توسيع الطرقات، و الاهتمام بالجانب البيئي، بإنشاء مساحات خضراء سواء بالمدر الحضري أو على مستوى مداخل المدينة، من الأمور التي دشن بها اليعقوبي توليه منصب تدبير شؤون مدينة طنجة الذي يبدو أن الساكنة واثقة أن مدينتهم بين أيادي أمنة، طامعين في المزيد لأنه ليس من باب الإنصاف أن نبخل على إيقونة الشمال، المدينة التي كانت حضن المغتربيين و الهام المبدعين.
و تجدر الاشارة الى أن جلالة الملك عيّن 12 ولاة الجهات للمملكة حسب التقسيم الترابي الجديد، حيث تم تعيين محمد اليعقوبي واليا على جهة طنجة تطوان الحسيمة، ويأتي تعين اليعقوبي ليكذب كل التكهنات التي كانت تشير الى تنيقله الى جهة أخرى.