كبار السّن بالمغرب حالة مأساوية
جريدة طنجة – سُميّة أمغار (أقلام)
الجمعة 11 شتنبر 2015 – 19:35:26
المجلس اهتدى إلى الاعتراف بأن هذه الفئة، من الشعب المغربي، تَعيشُ حـالــة “إقْصــاء وتَهْميش” تـامين في ظل غياب سياسة عمومية في مجال حماية الأشخاص المسنين، وقصور في الخدمات الموجهة لها.
وضعية شيوخ الوطن، تعتبر كــارثية على كل المستويات، وهي تعبر عن تحولات عميقة ومؤلمة في المجتمع المغربي أودت إلى ضعف الوازع الديني الذي يدعو إلى التراحم والتكافل والتعاطف داخل الأسرة الواحدة وداخل المجتمع ككل.
وضعية شيوخ الوطن تعتبر اليوم كارثية على كل المستويات وهي تعبر عن تحولات عميقة ومؤلمة في المجتمع المغربي أفضت إلى ضعف الوازع الديني الذي يدعو إلى التراحم والتكافل والتعاطف داخل الأسرة الواحدة وداخل المجتمع ككل.
خبراء مجلس البركة يلاحظون أن التكفل بالمسنين يطرح “إشكالية” اجتماعية بالرغم من أن الإسلام يحض على حماية الأصول. وبالتالي فلابد من إيجاد حلول بديلة. تحمي أفراد المجتمع من مشكل الإرهاق المادي والمعنوي الذي يتسبب فيه التكفل بالأقارب المسنين.
و بــالتّـالي، فإن مجلس البركة يعتبر أنه أصبح ضَرُوريــًا التّفْكير في سِيـاسة عُمــومية تَحْتَرِمُ إنْسانية المُسنّيــن وحُقــوقهم و تَصُــونُ كَرامتهم وترتكز، من منظور المجلس، على فضاءات وأنماط العيش والاستقلالية والحماية الاجتماعية، في إطار سياسة عمومية تتجه لفئة المسنين بوجه خاص الذين تتزايد أعدادهم بوتيرة ثلاث مرات أسرع من تزايد عدد السكان، حيث ناهز عدد المسنين بالمغرب الذين تجاوزت أعمارهم الستين سنة، العـــام الجاري، 10 بالمائة من عدد سكان المغرب وهذه النسبة مرشحة لتصل إلى ربع سكان المغرب، بعد 25 سنة.
ويُشَكّـل عدَد المُسنــات نحو 52 بالمائة من تعداد المسنين بالمغرب فيما يمثل المسنون نسبة 48 بالمائة.
هؤلاء المسنون يعانون ، خــارج إشكالية التكفل، وكمواطنين، لهم على الدولة حقوق ثابتة، من مشاكل الفقر والهشاشة والأمراض المزمنة، وعدم استفادتهم من الرعاية الصحية، سواء من تُصرف له معاشات هزيلة أ من لا يتوفرون على معاشات بالمرة، وهم الأكثر عددا والأخطر حالا ! ….
وأمامَ هذا الوَضْع المُؤلم، يطرح باستمرار مشكل التكفل العائلي، الذي بدأ يضعف ويغيب لينمحي من الوجود كما ينمحي العطف والحنان من القلوب. بل إننا بدأنا نقف على حالات “رمي” الأصول بمؤسسات اجتماعية جلها لا يتوفر على البنيات الأساسية الضرورية التي تستجيب لحاجيات المسنين ولا على أطر مهيأة للعناية بهم، كما أن هذه المراكز تستقبل خليطا من المسنين، منهم المعاقون والمرضى النفسيون والعقليون ما يخلق ظروفا صعبة بالنسبة للمسنين تضاف إلى ظروف العزلة والوحدة التي يعيشونها، بعد حياة مليئة بالنشاط والحركة.
و بـالرّغــم من حملة بسيمة الحقاوي التي أطقت نسختها الثانية، في فاتح أكتوبر العام الماضي بالرباط، تحت شعار “الناس لكبار، كنز فكل دار” وذلك تزامنا مع اليوم العالمي للمسنين، فإن أوضاع “الناس لكبار” لم تزدد إلا ضعفا وهشاشة وإهمالا .
المنظمة الديمقراطية للشغل أكدت في تقرير حول الموضوع، أن المسنين بالمغرب يعيشون في ظروف إنسانية واجتماعية وإنسانية واقتصادية مأساوية للغاية، بسبب سياسة النسيان والاعمال والتهميش التي يتبناها المسؤولون اتجاه هذه الشريحة من المغاربة.
والواقع أن فوق الثلاثة ملايين من “الناس لكبار” يوجدون خارج الرعاية الاجتماعية وأنهم لم يشكلوا، قط، أولوية من أولويات الحكومات المتعاقبة على المغرب منذ الاستقلال، خارج الشعارات الرنانة والوعود الفارغة.
و النّـاظر اليَوْم إلى ظُــروف هَذه الشَريحأأة من المواطنين المغاربة لا يمكنه إلا أن يتألم لحالهم، سواء من ولجوا منهم ما يسمى بـ “مراكز الإيواء” أو مراكز الإذلال، أو من احتفظوا بحريتهم “ضدا على الداء والأعداء” وهم يصارعون الحياة التي قست عليهم بعد أن هان العظم منهم، وخارت قواهم وتنكر لهم أقرب الأقرباء إليهم…..في تنطر للقيم المجتمعية والدينية التي تدعونا إلى البر بالوالدين حيث نزلت في موضوعه العديد من الآيات الكريمة، في العديد من سور كتاب الله العزيز، منها سورة البقرة، والأنعام وإبراهيم والإسراء ومريم والعرفان والعنكبوت ولقمان والصافات والأحقاف ونوح وسور أخرى، حتى أن الله سبحانه وتعالى قرن الإحسان إلى الوالدين بعبادته جل جلاله. كما وردت عن النبي الأكرم أحاديث عديدة، تدعو للبر بالوالدين، والعناية بكبار السن . قال صلى الله عليه وسلم، ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا”. وقال: هل أنبئكم بأكبر الكبائر، قالوا بلى يارسول الله، قال :”الشرك بالله وعقوق الوالدين وقول الزور”.
فكيف بالبَعض يَعْرض عن والديه وَهْمــًا في خريف العمر بعد جُهد بذَلاه في تربية الأبناء أ ورعايتهم والعناية بهم !
كان الله لهم !…..