صاحبة صورة «أيلان كردي»: أتمنى أن تغير صورتي مجرى الأشياء
جريدة طنجة (Le Monde)
الخميس 10 غشت 2015 – 17:28:13
أين يوجد الشاطئ حيث عثرتم على الطفل؟
على شاطئ حوكا بورنو الذي يقع على هامش منطقة «بودروم». وهو مكان ينطلق منه المهاجرون. هكذا، نتردد عليه رفقة مصورين آخرين، بالتناوب، لنرى ما يجري هناك. بالأمس، كان دوري… عندما وصلت إليه صباحا، نحو السادسة أو السابعة، كانت هناك جماعة من الباكستانيين. التحقت بهم. رأينا عن بعد شيئا جانحا على الشاطئ.
ونحن نقترب، رأينا جثة طفل. كانت هناك جثث أخرى على بعد مائة أو مائتي متر. وسرعان ما تأكدنا أنه ميت، وليس بوسعنا فعل أي شيء.
هل ترددت في التقاط الصورة؟
شعرت بالصدمة في البداية، لكني تمالكت نفسي بسرعة. قلت لنفسي إنني أستطيع أن أكون شاهدة على المأساة التي يعيشها هؤلاء الناس. كان من الضروري أن ألتقط هذه الصورة، حيث لم أتردد في ذلك. بل إني التقطت سلسلة من الصور. كنت حزينة لأن الأمر يتعلق بجثة طفل. كان من الممكن أن تكون جثة بالغ. وقد صورتهم مرات كثيرة.
الرجل الذي يحمل الطفل بين ذراعيه هو دركي يقوم بالمعاينات الأولى عندما تحصل أحداث مماثلة. وفي الصور الأولى، نرى الطفل وحده، لأن الدركي وصل إلى المكان بعد بضع دقائق.
هل أدركت أن الصورة قوية جدا عندما التقطتها أول الأمر؟
لا، أبدا. يراودني اليوم إحساس مزيج بين الحزن والرضا… فأنا راضية عن إطلاع عدد كبير من الناس على هذه الصورة، وعن شهادتي، لكني أتمنى، من جانب آخر، لو ظل هذا الطفل على قيد الحياة، وألا تجوب هذه الصورة أركان العالم.
كان أثر هذه الصورة مدويا، حيث دفه فرنسوا هولاند وأنجيلا ميركل إلى طرح اقتراحات على الاتحاد الأوربي حول استقبال اللاجئين في أوروبا.
لم أكن أتصور أن صورة ما سيكون لها هذا الأثر. أتمنى فعلا أن تساعد على تغيير مجرى الأشياء. فهؤلاء الأشخاص غادروا بلدا تسود فيه الحرب. من جانبي، أتمنى أن يتمكن الجميع من العيش في سلام في أوطانهم، وألا يجبر الناس على الفرار منها…
في رأيك، لماذا هزت هذه الصورة مشاعر الناس، مقارنة مع الصور التي نشرت من قبل حول الموضوع؟
لا أعرف. ربما أن العالم كان، في الواقع، ينتظر صورة تستطيع أن تغير الأشياء، أن تحرك الساكن. وربما أن صورتي كانت بمثابة الشرارة التي كان العالم ينتظرها. وقد ساهمت في إشعالها دون وعي مني، لأني كنت في اللحظة المناسبة في المكان المناسب.
* المصدر –«لوموند»