الطريق إلى قلب زوجتك
جريدة طنجة – أم دلال ( وجعلنا بينهما مودة ورحمة)
الجمعة 11 شتنبر 2015 – 16:17:28
حثَّ الإســلام كُـلاً من الـزّوْجين على الاهتِمــام بالطَرف الآخر لكي يصبح بيت الزوجية عشا قويا حصينا لا تؤثر فيه الرياح ولو كانت عاتية ولا تزلزله العواصف ولو كانت مدمرة. الأسرة في عصرنا الحاضر تعيش في بحبوحة من العيش الكريم لكنها تفتقر إلى السعادة لان الكل يعرف حقوقه وينسى واجباته ، يعمل لنفسه دون نظر للشريك الآخر . عدم فهم الزوجين لنفسية كل منهما يسبب جفاف المشاعر..تجد الزوج يخرج الزوجة للترفيه ويوفر لها متطلباتها، ولكن من الصعب عليه أن يقول لها أنا أحبك، المرأة بطبيعتها العاطفية والحساسة تحتاج إلى سماع مفردات الحب والغزل والدلال والرومانسية والتي تشعرها في قلب الزوج، حيث تمد الحياة الزوجية بالغذاء الروحي النفسي الوجداني الذي يضمن لها الاستمرارية والبقاء كما يعزز العلاقة بينهما ويجعلها أكثر صلابة وقوة. هناك وصفة يستخدمها الزوج فتمد حبال المودة بين الشريكين، وهي عقله، ويستعين بخبرته، العقل باعتباره مصدر العواطف الحقيقية.وعن أبي سعيد الخدري (رضي اله عنه) قال : قــال رسول الله صلى عليه وسلم : ” لكل شيء دعامة ودعامة المؤمن عقله“.
وبعض الأزواج يرى أن الكلام الحلو المصفى يعرف طريقه إلى القلب دون عوائق. يبقى الحب إذا امتزج بالمشاعر الإنسانية والاحترام المتبادل، والتفاهم المشترك، والحفاظ على الخصوصية، وكتمان الأسرار، مع الاهتمام ونظافة المظهر، والحديث الصريح، هو أسرع طريق إلى قلب زوجتك. لأن المرأة تحب أن تكون مرغوبة، ومحل اهتمام، ورعاية من زوجها، والأخذ بيدها، في السراء والضراء. هناك زوجات تستهويهن الهدايا بين الحين والآخر. “تهادوا تَحـابـــوا” حيث إنها تحمل عنصر المفاجأة، وتعبير عن محبة أو تقدير أو احترام أو اعتراف بفضل، وتزيد اللحمة في البيت وتذهب الغم والهم. إن أول شيء يمكن التركيز عليه هو الصبر في بناء الحياة الزوجية، وللوصول إلى القناعات في فهم الأمور داخل الأسرة ، وكما جاء في محكم التنزيل : “إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب ” (سورة الزمر). نحن دائما نلقي العبء في نجاح الحياة الزوجية على الزوج.
و إلاَّ لما جعَل الله سبحانه “القوامة” للرجل، حيث قال تعالى في سورة النساء :”الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض” فمهما كانت المرأة مسؤولة عن توفير جو من السعادة فالرجل يقع على كاهله عبء التجديد، وذلك كمحاولة كسر الروتين الذي يعيشان فيه بالرحلات أو ترفيه أو ما إلى ذلك . والرجل وهو رب الأسرة – مطالب بتصبير نفسه أكثر من المرأة .والإحسان إليها وعدم مضايقتها. وقد علم أنها ضعيفة في خلقها.اذا حوسبت على كل شيء .عجزت عن كل شيء والمبالغة في تقويمها يقود إلى كسرها وكسرها وطلاقها .يقول المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى- صلى الله عليه وسلم- :” واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج. وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه.
فإن ذهبت تقيمه كسرته. وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا”(رواه الشيخان). وفيه دليل لما يقوله الفقهاء أو بعضهم أن حواء خلقت من ضلع آدم. وفي هذا الحديث ملاطفة النساء والإحسان إليهن.فالاعوجاج في المرأة من أصل الخلقة فلا بد من مسايرته والصبر عليه. وكراهة طلاقهن بلا سبب .فعلى الرجل أن يصرف النظر عن بعض جوانب النقص فيهن وعليه أن يتذكر جوانب الخير. وفي مثل هذا قول النبي عليه الصلاة والسلام :” لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر“(رواه مسلم). لايفرك أي : لا يبغض ولا يكره. فهو لا يدري أي أسباب الخير وموارد الصلاح. أو أن تكون شرسة الخلق أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك، والفائدة الثانية : وهي زوال الهم والغم وبقاء الصفاء والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة وحصول الراحة بين الطرفين.
يقول عز من قائل : (وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا). (سورة النساء). فكيف تدخل إلى قلب زوجتك؟ إذا كان رب البيت ثقيل الطبع سيء العشرة يغلبه حمق. ويعميه تعجل بطيء في الرضى. سريعا في الغضب. إذا دخل فكثير المن.وإذا خرج فسيء الظن وقد علم أن حسن العشرة وأسباب السعادة لا يكون إلا في اللين والبعد عن الظنون والأوهام والوساوس الشيطانية التي لا أساس لها. إن الغيرة غير محمودة قد تذهب ببعض الناس إلى سوء الظن.. يحمله على تأويل الكلام والشك في التصرفات مما ينغص العيش ويقلق البال من غير مستند صحيح.
وقال تعالى في سورة الطلاق : (ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن). كيف وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو أعظم قدوة في تعامله مع زوجاته : “خيركم خيركم لأهله.وأنا خيركم لأهلي”(حديث صحيح :رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحيه). جاء رجل إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه خلق زوجته السيء فسمع الرجل امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها، وعمر ساكت، فانصرف الرجل لما وجد هذا التطاول من زوجة عمر على عمر.
فناده عمر قائلا : ” ماحـاجتُك يـا أخي؟ ” فقـال الرّجُل : أشكو اليك استطالة زوجتي علي.فسمعت زوجتك كذلك.فقال عمر : ” لقد تحملتها لحقوق لها علي، فإنها طباخة لطعامي، خبــازة لخبزي، غسالة لثيــابي، مرضعة لولدي، وليس بواجب عليها. ويسكن قلبي بها عن الحرام. فقــال الرجل : وكذلك زوجتي. فقال عمر : “فتحملها يا أخي فإنها هي مدة يسيرة والعهد قريب”.