30 غشت 1945 ذكرى إنهـاء الاحتلال الإسباني وعـودة النّظـام الدّولـي لطنجة ثانيًا
جريدة طنجة – محمد سعيد أرباط (..)
الخميس 17 شتنبر 2015 – 12:25:02
النّظـــام الدولي لمدينة طنجة الفريد عرف تغيُرات في سنة 1928 و 1945 إلا أن جوهره الأساسي لم يتغير حيث حافظ على حياد طنجة وعدم اتّبـاعهــا لأي دولة معيّنة، وأسّست قـــوانين داخلية خــاصة بهذا النّظــام وشَرعت المساواة الاقتصادية والحُريـة التّجـارية بمنطقة طنجة وأغلب القــَرارات كانت تصدر عن المجلس التشريعي الذي يمتلك السلطة التشريعية والتنظيمية ويتكـــون من 6 مسلمين مغـاربة وثلاثة يَهــُود مغــاربة يعيينهم المندوب السُلْطـانــي، وأربعة أعضاء فرنسيين وأربعة اسبـانيين و ثلاثـــة بريطانيين وثلاثة أمريكيين، وعُضو واحد لكل من بلجيكــا وهولندا وايطاليا والبرتغـــال وثلاثة من الاتحاد السوفياتي لكن لم يتم تعيينهم لعدم اهتمام السوفيات بمدينة طنجة البعَيدة عن مَصـالحِهم.
واستمرّ النّظـام الـدّولي سَــاري المفعول إلى سنة 1940 عندما تــمّ إلغــائـــه من طرف اسبانيــا التي انتهزت فرصة انشغال فرنسا وانجلترا بالحرب العاليمة الثانية فقـامت بـــاحتلال طنجة وإخضـاعهــــا إلى منطقة نفوذها. غير أن هذا الوضع لم يستمر طويلا إذ أن القوى الأوربية خـــاصة فرنسا وانجلترا بعد الحرب العالمية أجبرتـــا اسبانيا على انهاء احتلالها لمدينة طنجة فعـــادت هذه الاخيرة إلى النظام الدولي سنة 1945 إلى غــــاية استقلال المغرب سنة َ1956 فتم الغــاء هذا النّظــام بعد الاستقلال بسنتين بصفة نهائية وعادت طنجة تحت السلطة المغربية وقــوانينها.
النّظــام الدولي الذي عرفتهُ طنْجـــة كــان نظاما دوليــًا غير مألوف في أعراف الأنظمة الدولية، شَكل سابقة تــاريخية في هذا المَجـــال، كما أعطى لمدينة طنجة طيلة فترة تطبيقه اشعاعــًا دوليا كبيرا حتى صارت طنجة هي المدينة الوحيدة في العالم التي يمكن أن تجد فيها كل الجنسيات العــــالمية، وظلت على تميّزها هذا حتى عشية الاستقلال الذي أطفــأ اشعاعها الـدولي رُويدًا رويدًا حتّى غــابت في سبات عميق لم تنهض منه بَعْد.















