عيد الأضحى … طقس ديني بنكهة العادات الاجتماعية
جريدة طنجة – ل.السلاوي (..)
الثلاثاء 29 شتنبر 2015 – 12:05:54
الضَّغْط الإجتماعي:
لاشك أن الله أرحم بكثير من مجتمع يجعل من المناسبات الاجتماعية فرصة “للتباهي” واستعراض المكانة الاجتماعية ,حيث تأخذ هكذا مناسبة طابعا شبه إكراهي ،بحكم ما يعتقد تداولا بأنه “واجب اجتماعي شبه مقدس” .
تزداد الكلفة سنة عن أخرى مع ارتفاع الأسعار ويزداد ارتفاع الطلب مع ارتفاع عدد السكان وعدد الأسر ,,,,,ومع ذلك لازال هناك تهافت على “كبش العيد” أو ما يوازيه من مواشي قد تختلف باختلاف القدرة المادية للأسرة وعدد أفرادها.
طقس يغلب عليه طابع الضغط والإكراه بمَعْناه الاجتِماعي :
فقليل جدا من يسمح لنفسه بالخروج من “الجماعة ” تحت الخوف من “سخرية الآخرين ” أو احتقارهم حتى ، وانتقاداتهم المختلفة لأنه تحول إلى فرصة للتباهي الاجتماعي حيث تتأكد المكانة الاجتماعية بحجم قرون كبش العيد ” وبثمنه وأيضا بمستوى الأطباق المقدمة أثناء الولائم ما بين الأسر و الأحباب.
ومن الراجح جدا بأن فئات واسعة تمارس هذا الطقس الذي هو ديني في الأصل لأسباب اجتماعية محضة ولا تطبق معه التعليمات الدينية ومنها “ضرورة التصدق بثلثه” ، علما أن الأغلبية الساحقة تذبح كبشها وقد لا يجد من يريد التصدق فعلا لمن يعطي اللحم في هكذا مناسبة.
وأيضا تحرص النساء على تخزين فائض اللحوم في الثلاجات تحسبا للأيام القادمة ،فثمن اللحم جد غالي بالنسبة للأغلبية الساحقة فالكيلو منه يوازي “يوم عمل ” بالنسبة للفئات العريضة التي تقتات في الغالب على الخضار والدجاج والقطنيات والرخيص من الفواكه ،ولا يشكل اللحم الأحمر إلا استثناء على موائدها.
لذلك يكون هذ “اٌلإقبال” المنقطع النظير على تطبيق هذا الطقس الديني فهو فرصة سنوية ، لتجاوز هذا الحرمان ، من خلال وليمة اللحوم وخصوصا الشواء التي توفرها هكذا مناسبة.
سلبيات عيد الأضحى أو ما يسمّى بالعيد الكبير:
من سلبيات هذا العيد في المُدن بالخصوص هو ركامات الأزبال والدماء و مخلفات عمليات الذبح وإيواء المواشي في أماكن لا تناسبها ، وصباح يوم العيد ينشط شباب الحي في إعداد مواقد من الخشب في زوايا الأزقة كي يزيلوا شعر الرؤوس والأرجل بالنار فيتصاعد الدخان والروائح وقد تبقى المخلفات في الشوارع.
فتتضرر البيئة المباشرة بكم الأزبال والروائح إذا لم تسارع البلديات إلى جمعها في أقرب الآجال أو يحرص السكان على تفاديها من خلال بعض الإجراءات التحسبية ، ثم إن أصحاب الشقق بالخصوص لا يجدون المكان المناسب لإيوائها أو ذبحها ، ومنهم من يتركها عند صاحبها إلى ليلة الذبح ومنهم من يذبحها عند جزار ويأتي بها مجزأة.
من المؤكد بأن إجراءات الإيواء و الذبح والغسل والتنظيف تشكل ضغطا على بعض الفئات ،التي لا تسمح لها ظروف السكن وحتى العمل بالقيام بذلك في شروط مناسبة ومريحة كما هو الأمر في البوادي وبالتالي قد نطرح التساؤل : إلى أي حد يتوافق ذبح المواشي مع الشروط السكنية في المدن ؟؟
أوليس القيام بهكذا سنة مؤكدة مع انعدام القدرة و تحت ضغط الإكراه الاجتماعي فقط نوع من تعذيب الذات والانزلاق في متاهات سوء التدبير لإمكانيات قد لا تسمح والسقوط في متاهات الاقتراض ؟؟ ، أو ليس هذا الإقبال الجماعي المحموم على ذبح هذا الكم الهائل من المواشي مس بالاحتياطي الموجود من الثروة الحيوانية وإسهام في تعميق غلاء اللحوم الحمراء طوال السنة ؟؟.
ألا يتطلب الأمر إيجاد حلول وسطى كالدعوة للتشارك في كبش واحد من طرف عائلتين أو أكثر وهكذا نكون قد طبقنا هذا الطقس وحافظنا على الثروة الحيوانية وعلى ميزانية العديد من الأسر وقدرتها على تحقيق التوازن الغذائي طوال العام ؟
ما يبدو بأن فقهاء الدين مطالبون بتوسيع الشرح لهذه الفئات التي تتعذب من أجل اقتناء الكبش بأنها سنّة حسب المقدرة.
وكل عيد وأنتمُ طيّبون وكُرَمــاء