كل السُبل تـؤدي إلى رُومــا !

بينما تستعد أوروبا إلى استقبال أزيد من مليون “حراك” إفريقي قبل نهاية هذا العام، ثمانمائة منهم يرغبون في الوصول إلى ألمانيا ما دفع وزير داخلية هذا البلد إلى دق ناقوس الخطر، الأربعاء الماضي، يتزايد الضغط على الجنوب الاسباني، من طرف المتسللين الأفارقة الذين يعشعشون على طول الساحل المتوسطي المغربي، داخل الغابات والجحور، في انتظار فرصة القفز على الحواجز الأمنية عند المعابر.

وبالنسبة لهؤلاء المغامرين الجنوب صحراويين، كل الوسائل مرغوب فيها وكل السبل تؤدي إلى روما، كمت يقول المثل !.

فبعد أن جربوا حيلة “التشعبط” بالحافلات السياحية الكبيرة، والتسلل داخل شاحنات النقل الدولي، وبعد أن فشلوا في التسلل إلى العبارات وحشر أنفسهم بتواطؤ أو بدونه ، داخل صندق حقائب السيارات، وبعد أن جربوا أيضا سياسة الهجوم على الحواجز الحديدية المبرمجة والمكهربة، هاهم يلجؤون جماعات إلى الدراجات المائية، الـ جيت سكي، ليقطعوا الكيلوميترات الثلاث عشرة بغرض الوصول إلى بر “الوارديا سيفيل” الاسبانية الرهيبة !….

ولربما وجدوا من يعتبرها تجارة مربحة، فيساعد هؤلاء الراغبين في المغامرة، بأن يضع تحت تصرفهم “حافلات” الجيت سكي لينتقلوا بواسطتها إلى الجارة الشمالية، “رياضة وقديان حاجة” !..

حدث هذا فعلا، خلال الأيام القليلة الماضية، حين تمكن الحرس الوطني الاسباني في اعتقال عدد من أصحاب الدراجات المائية، وحجز مركباتهم، بالقرب من ساحل مدينة طريفة، على خلفية الاشتباه في أنهم من “مهربي” البشر . وهم يخضعون حاليا للتحقيق.كما تم توقيف عدد من الأفارقة، يشتبه في أنه تم تهريبهم من طرف أصحاب الدراجات المائية القوية، التي، قالت الصحافة الاسبانية، إنها تنطلق من ساحل طنجة.

استعمال الدراجات المائية في محاولة التسلل إلى الشواطئ الاسبانية عُملة قديمة، بل إنه تم استعمال حتى الدراجات العادية “البدالوس”للالتحاق بالشاطئ المقابل.

ولكن يبدو أن ظروف الصيف وهدوء البحر والطمع في الربح السهل، دفع بعض أصحاب الدراجات المائية إلى “استغلال الفرصة” كما دفع الأفارقة المتسللين إلى ركوب المغامرة.