اعتزاز بثورة الملك والشعب وابتهاج وأمل بعيد الشباب
جريدة طنجة – ل.السلاوي ( .ثورة الملك والشعب.)
الثلاثاء 25 غشت 2015 – 10:52:51
وتعتبر ذكرى ثورة الملك والشعب أعز الذكريات الوطنية التي يفتخر بها أبناء المغرب الأوفياء، فهي ذكرى جليلة لها أثر بالغ في نفوس المغاربة الغيورين على وطنهم لأنها تؤرخ لظهور بذور كفاح الوطنين وبروز الشرارة الأولى لإعلان الثورة على المستعمر الغاشم، الذي كان يصبو إلى إذلال الشعب المغربي عن طريق قيامه بنفي ملكه بعيدا عنه بعدما رفض التنازل عن عرشه، وكان يظن أنه بفعلته الشنيعة سينسي الشعب كلمة الحرية والإنعتاق، وسيذهله عن معنى التحرر والاستقلال.
لقد كان يهدف من رواء ذلك إخماد جذوة الجهاد والنضال في هذا الوطن الصامد، والنيل من معنويات شعبه الوفي ، و خاب ظن المستعمر، وفشل في كل محاولاته من أجل ردع الثورة والمقاومة، فكانت الصلات القوية والحميمية التي جمعت بين القمة والقاعدة أبرز عوامل المجابهة والتحدي، حيث اجتاحت الثورة كل أنحاء البلاد، فتوحدت من خلالها الصفوف، وتكتلت الجهود، وتضافرت قوى التحرير التواقة إلى الحرية والانعتاق.
لقد كانت ثورة الملك والشعب انتفاضة عارمة لم تنته في الواقع إلا بعد أن تمكن الشعب المغربي المجند وراء باني الأمة الملك البطل المغفور له ،محمد الخامس، من استرجاع ما ناضل من أجله، وضحى في سبيله، وكافح بالغالي والنفيس بهدف بلوغه وهو تحرير البلاد، وإعادة سيادتها من أجل بناء وطن حر كريم ومزدهر.
إنها ذكرى جليلة وعظيمة يجب استحضارها في كل مواقفها وأبعادها، باعتبارها مرحلة حاسمة في تاريخ المغرب وتحريره واستقلاله، ولقد كان من سر نجاح تلك الثورة لتي حققت هدفها المقصود وغرضها المنشود في مدة قصيرة ذلكم الولاء والوفاء المتبادل، والإخلاص العميق، والتلاحم المتين القائم بين العرش العلوي المجيد وشعبه الوفي، والذي هو استمرار لوفاء هذا الشعب وطاعته وولائه لجميع ملوكه أباً عن جد.
ولعل من حسن المناسبة وبديع المصادفة أن تتزامن مع ذكرى ثورة الملك والشعب المجيدة “20 غشت” ذكرى وطنية أخرى سعيدة لها مكانتها الراسخة وأثرها العميق في نفوس المغاربة، إنها ذكرى عيد ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله “21 غشت”، وهي مناسبة جليلة، وذكرى وطنية مجيدة، وهما مناسبتان تحلان في يومين متواليين. لذلك، يجدر الحديث عن الثانية بمقدار ما نتحدث عن الأولى، فللأعيـاد الـوَطنية في قُلوب المَغــاربة مكانة كبيرة لأنها جميعها ترتبط بالعرش العلوي المجيد من جهة، وترتبط بالشعب المغربي من جهة أخرى.
فعيد ثورة الملك والشعب، عيد للملك والعرش، وعيد أيضا للشعب المجاهد والمناضل، وعيد الشباب عيدان: عيد ميلاد جلالة الملك، وعيد شباب المغاربة، ولا شك أن هذا الإرتباط القوي بين القمة والقاعدة من خلال الاحتفال بالأعياد الوطنية المجيدة يعتبر من خصوصيات الشعب المغربي في تلاحمه مع العرش، وهو ما يظهر من خلال فرحته الكبرى وتعبيره القوي بشكل عفوي وتلقائي عن سعادته بحلول الذكريات الوطنية الخالدة.
وذكرى عيد الشباب تدعو إلى التأمل والتفكير فيما يمكن أن يقدمه طموح ملك شاب وهمة عاهل فذ، من منجزات وعطاءات لوطنه وشعبه، وقد أبانت السنوات الفارطة من حكم جلالته عن قيادة فريدة في تاريخ العرش المغربي تميزت بتجديد ساطع، وتحديث رائع، وتغيير واسع في مختلف المجالات والأصعدة تدعو إلى التأكيد على أن معالم التجديد والتحديث المنجزة ما كان لها أن تتحقق إلا على يد من حباه الله بذكاء جميل، وحكمة بالغة، وبعد نظر واسع، وقوة في الرأي سديدة وفريدة.
إن الاحتفال بعيد الشباب المجيد احتفال بمرحلة الشباب وأهميتها، وعندما تراجع سيرة الأمير سيدي محمد يافعا وشابا، وهو اليوم لا يزال في عنفوان شبابه، نجد أنفسنا أمام سيرة نموذجية في العطاء الزاخر، والإرادة القوية، والخلق الفاضل، وهي قيم سامية رسخت لديه بفضل التربية العالية التي أرادها له المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، الذي كان يؤمن إيمانا قويا بقيمة مرحلة الشباب وأهميتها في البناء والعطاء وصنع المستقبل، ويكفي استحضار دوره رحمه الله في بزوغ ثورة الملك والشعب وانطلاقها بقوة في أرجاء الوطن الممتدة لكي نعلم أهمية مرحلة الشباب في تحرير البلاد وبنائها.
هكذا إذن تتجدد ذكرى عيد الشباب المجيد مع جلالة الملك ، محمد السادس نصره الله ، وتتجدد معها آمال الشباب وطموحاتهم التي تنسجم أتم الإنسجام مع وعود جلالته بتحقيق ظروف أفضل، وإمكانات أوسع، وآفاق أرحب لشباب المغرب الطموح الذي يسعى من خلال بحثه عن حياة أنسب، وعيش أكرم، إلى بناء وطن الغد، وتحقيق تقدمه وازدهاره، و ـبالتّشْييد والعَطـاء والتّجْديــد.