عهد «الفـار ويسط »
جريدة طنجة – عزيز گنوني (.العمود الرئيسي.)
الجمعة 21 غشت 2015 – 17:53:00
ودخلنا عهد «السلاح الأسود »، بعد ما أصبح السلاح الأبيض «لعب عيال » يتحكمون فيه ب «مهارات عالية » ويقضون بواسطته «مآرب » صبيانية، وسط الأزقة والدروب الآهلة، ومظاهر «الفتوة » الشقية، والفرعنة المتحدية، في مواجهة صريحة مع المجتمع والدولة، وانقلاب على القيم والأخلاق المتوارثة، داخل وخارج الأسرة التي غيبتها هموم «القفة » وفواتير أمانديس وانحسار الأجرة، ومعارك القوت الثلاث، الخبز والزيت والسكر ) ! ( وهموم إصلاح التقاعد، والتغطية الصحية وصناديق الدعم الفارغة إلا من « خرجات » صاحب «التبوريدة ،» وأمور أخرى !…… دخلنا عهد السلاح الأسود، ليس معنى ذلك أننا نكتشفه، فهو موجود بيننا منذ القدم، ولكنه اليوم «يقتحم » علينا حميميتنا، وهدوءنا، وأمننا وسلامنا، يفاجئنا حين يفجعنا ويعيدنا دون إرادة منا، إلى زمن الخوف والسيبة، أيام كان لكل واحد منا سيفه، وشاقوره، ومكحلته، ومسدسه، للدفاع عن نفسه حيث غاب من تكفل بالدفاع عنه وتحقيق الأمن والطمأنينة العامة.
هجوم عصابة فال فلوري استنفرت المسؤولين ولم تفاجئ العموم العموم، لأن «البلية » لا تأتي دائما منفردة، ولأن الألم إذا تحدى حده، لم يعد ألما ، وهذا ما حدث مع الأمن، الذي لم «ينفلث » ما دام هناك مؤسسة أمنية «قد الدنيا » تأبى أن تقبل بفكرة الانفلات ، أمام تضخم الإجرام وتطور وسائله و »تنعور » ممارسيه وجلهم من خارج طنجة، بل إن منهم من ألقي عليه القبض في حالة تلبس، ثلاثة أيام بعد وصوله إلى طنجة التي تحالف عليها اللصوص وقطاع الطرق والمتسولون والمعتوهون من نزلاء «روضة » بويا عمر، القدامى، إضافة إلى المهاجرين المتسللين الذين «ينبطح » المسؤولون أمام استهتارهم وعجرفتهم حتى أن بعضهم رفع لافتة في حي العرفان الذي عاثوا فيه فسادا ، كتب عليها «المغاربة مجرمون …..) ! ( » اليوم نجد أنفسنا أمام أمر مخيف، يفرض علينا أن نراجع أدبياتنا فيما يخص «التضامن الأمني »، بعد أن لعلع «القرطاس » في شوارعنا، واستعمل الكوكتيل المولوطوفي، لقصف وكالة بنكية، كان ثلاثة مجرمين، إلى حد الآن، يدبرون أمر الاستيلاء على بعض أموالها المحمولة إليها عبر شاحنة متخصصة في نقل الودائع، تماما كما يحدث في البلاد المتقدمة جدا ! .
حَقيقةً إن الألطــاف الرّبــانية أسْعَفتنا حين أنقذت أرواح البعض منا وكتبت السلامة للسائق الذي تعامل مع اللصوص بكامل الثبات والمهنية، وأنقذت الأموال من سطو كاد أن يتم بطريقة احترافية شهد بها احترافيو الأمن أنفسهم.
الأمر إذن في غاية الجدية إن لم نَقُل الخُطــورة التي تستوجب الحذر الكبير. حقيقة إن المغرب محسود على ازدهاره واستقراره وأمنه ، والتفافه حول عرشه، وانخراط كل فئاته السياسية المختلفة التوجهات والمشارب، في الدفاع عن قيمه ووحدة أراضيه ، وثوابته….
فهل هذا يكفي ؟ !!!…..
عن”الانفلات الأمني”…. نُدندن
_____________
بقلم : عزيز كنوني
azizguennouni@hotmail.com


















