هل ينجح أليكس تسيبراس؟
جريدة طنجة – عبد العلي حامي الدين ( . أقلام. )
الخميس 02 يوليو 2015 – 11:34:52
رد البنك المركزي الأوروبي بعد فشل المفاوضات جاء صادما لليونانيين: «عدم زيادة التمويل الطارئ لليونان لتمكينها من مواجهة الأزمة».
ماذا فعل تسيبراس لمواجهة الوضع؟ هل استسلم لوصفة «الإنقاذ» المفروضة وهو الذي يتوجب عليه سداد 1.6 مليار يورو لصندوق النقد الدول بشكل عاجل؟ أم يواجه خطر الفشل في سداد الديون ويجد نفسه أمام احتمال قوي للخروج من منطقة اليورو؟
لا هذا ولا ذاك..البرنامج الذي جاء بتسيبراس إلى الحُكم صادق عليه الشعب في انتخابات حُرّة ونَزيهـــة، ولذلك لابد من أخذ رأي الشعب..
قــرّر تسيبراس العودة إلى الشعب..وخطب خطـابــًا تــاريخيــًا أعلن فيه أنه أبلغ هذا القرار لرئيس فرنسا ومستشارة ألمانيا، ورئيس البنك المركزي الأوروبي، كما أرسل خطابا رسميــًا لقادة الاتحاد الأوروبي والمؤسسات المالية يطلب منهم تمديد فترة البرنامج الحالي لبضعة أيام حتى يتسنى للشعب اليوناني أخذ القرار متحررا من أي ضغوطات أو ابتزازات، كما ينص دستور البلاد والتقاليد الديمقراطية الأوروبية.
بالموازاة مع ذلك، شرعت الحكومة اليونانية في إجراءات احترازية لمواجهة نقص السيولة في الأبناك، الناجم عن قرار البنك المركزي الأوروبي يوم 27 يونيو، برفض تمديد اتفاق القرض مع اليونان، وهكذا قامت بإغلاق البنوك وسوق أثينا للأوراق المالية في اليونان لمدة أسبوع كامل، وهي المدة التي تفصل البلاد عن موعد الاستفتاء المقرر يوم 5 يوليوز.
وبررت اليونان، في مرسوم رئاسي هذا الإغلاق بـ «الحاجة العاجلة، وغير المتوقعة بشكل بالغ لحماية النظام المالي اليوناني.»
وبموجب المرسوم المذكور، لن يتمكن زبائن البنوك من سحب مبالغ أكثر من 60 يورو في اليوم الواحد في فترة الأيام الستة.
خطاب تسيبراس فاجأ الدول الأوروبية وتضمن عبارات قوية وصفت الاتفاق بـ»الابتزاز الذي يفرض علينا أن نقبل سياسة تقشف قاسية ومهينة لا تنتهي»، ويطلب من الشعب اليوناني «أن يرد بشكل حر وعزيز كما يليق بتاريخه»، مذكرا قادة الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي بأن»أوروبا وطن مشترك للشعوب، ولا يوجد بها مُلاك وضيوف»، متشبثا في الوقت نفسه بالانتماء الأوروبي معتبرا بأن «اليونان كانت وستظل جزءا لا يتجزأ من أوروبا. وأوروبا جزء لا يتجزأ من اليونان، لكن بدون ديمقراطية، ستصير أوروبا بدون هوية وبدون بوصلة».
مباشرة بعد هذا الخطاب هبَطت أسعار الأسهم في أنْحـاء آسيا في أول رَد فعل للأسواق على تَفاقُم الأزمة في اليونان، وهوت الأسعار في بورصات هونغ كونغ وسنغافورة واليابان وأستراليا والصين وكوريا الجنوبية..
التحدي اليوناني أمام مِحك الصُمود واختِبــار المــواجهة بسلاح الاستفتاء الشعبي..
فهل يفعلها أليكس تسيبراس؟
لنتـابـع تـاريخـًا جديدا لأوروبا يُكتب اليوم بِمداد الشُعــوب..
_____________
بقلم : ذ.عبد العالي حامي الدين : أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد المالك السعدي