سياحة: تقرير إداري جاف ومستفزّ ولا يقدم حلولا من لا يتقدّم يتأخّــر !
جريدة طنجة – عزيز كنوني (السياحة : تقرير إداري )
الإثنين 13يوليوز 2015 – 14:19:23
• هل تماسكت السياحة بطنجة خلال الخمسة الأشهر الأولى من السنة الجارية، أم إنها تراجعت، أو انتكست ؟…
هل الوضع الآن يدعو إلى التشاؤم ؟
تقرير المديرية الجهوية لوزارة السياحة بمدينة طنجة يجيب عن هذه التساؤلات، بالأرقام والنسب والإحصائيات ! …
الإدارة المعنية فَسّرَت هذا التراجُــع، بانخفاض 17 بالمائة، في عدد ليالي المبيت في الفنادق المصنفة، بـــالنسبة للسياح الغير مقيمين و 10 بالمائة بالنسبة للمقيمين.
السبب الثاني، حسب الوزارة المعنية، يعود إلى انخفاض الاستقطاب السياحي في الأسواق الأوروبية التقليدية، إسبانية وبرتغالية وفرنسية وبريطانية وألمانية وإيطالية وأمريكية حيث سجلت هذه الأسواق مجتمعة نقصا في أعداد السياح الوافدين وليالي المبيت تراوح بين 10 بالمائة بالنسبة للسياح الوافدين و 39 بالنسبة ليالي المبيت.
مطار ابن بطوطة الدولي، لم ينج هو الآخر من عدوى التراجع حيث انتقل من 92 ألف و 653 وافد خلال الفترة المعنية بهذه الاحصاءات إلى 82 ألف و 888 زائرا خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية، وكذا الشأن بالنسبة للولفدين عبر ميناءي المدينة حيث بلغ التراجع 14 و 11 بالمائة.
وسجلت المدينة معدل يومين بالنسبة للإقامة ونسبة 2 و 3 بالمائة بالنسبة للملء بالفنادق من نجمتين وثلاث نجوم.
وكان المعنيون بشؤون تصنيف المدن السياحية عبر العالم ومنها Trip Advisor قد جعلوا طنجة في الصف السادس بين المدن المغربية الأكثر جاذبية للسياح، حيث احتلت مراكش المرتبة الأولى متبوعة بالدار البيضاء والصويرة وفاس وأغادير.
وقال المختصون إن عدم تنويع العرض السياحي الذي ظل هو هو عبر عشرات السنين، كان أحد أسباب تراجع الطلب على طنجة، إضافة إلى غياب التجهيزات الترفيهية وضعف الإشهار السياحي وارتفاع تكلفة الإقامة مقارنة مع الدول السياحية المجاورة.
ولكن أسباب تراجع السياحة بطنجة لا تنحصر فقط في هذه الأسباب الهيكلية، حيث تغاضى المختصون عن ذكر سبب رئيسي ، يتعلق بإلغاء ربط طنجة بعواصم البلدان التي كانت أسواقها مرتبطة ولعشرات السنين بطنجة، ومنها أسواق بريطانيا وألمانيا وعدم توسيع المواصلات الجوية لتصل إلى أسواق جديدة.
ل إلى عمق المشكل حيث يبدو أن لوزارة السياحة ودراعها الترويجي، “المكتب الوطني المغربي للسياحة”، يدا في إزاحة طنجة التي كانت تتربع على عرش السياحة الوطنية ولعشرات السنين ، عن مراتبها الأمامية، بعزلها، نسبيا، عن الشبكات المحدثة، للإستقطاب السياحي عبر العالم، وإلغاء ربطها جوا بأسواقها التقليدية، بدعوى قلة الطلب وكأن “لارام” قيسارية لبيه الكتان بالتقسيط وليست إدارة سيادية في خدمة التنمية الوطنية ككل…. وإلا كيف تردون على بوليف الذي اشترط على ممثلي طنجة ومهنيي السياحة بها حين طالبوه بالرجوع عن إلغاء بعض الخطوط الجوية التي كانت تربط طنجة بعالمها الخارجي : اضمنوا لي ملء الطائرات وأنا أعيد الخطوط الموقوفة !!!…..
حبذا لو أقدم مهنيو السياحة بطنجة، وهم، بلا منازع، أقدم الممارسين لهذه المهنة النبيلة، وأكثرهم خبرة وحنكة ومهارة ومعرفة بلغات العالم، وبــأحوال الأسواق السياحية العالمية، حبذا لو نظموا “لقاء مكاشفة” في موضوع تقرير مديرية السياحة بهذه الجهة، حول النشاط السياحي بطنجة في النصف الأول من السنة الجارية، بهدف تحديد مواطن الضعف، وإبراز مواطن القوة في السياحة المحلية وما يمكن أن تستفيد منه البلاد بفضل إمكانات طنجة السياحية.
أو لم يعلن الحسن الثاني رحمه الله، بقصر مرشان، سنة 1965، وهو يتوجه لأهل طنجة يحثهم على بذل الجهود من أجل إنعاش مدينتهم التي “ضربها زلزال اقتصادي” بتعبيره تغمد الله روحه ، قائلا : إن لكم حظا كبيرا ياأهل طنجة، فـاسم مدينتكم خير دعاية لها، وكان المغرب كله يعرف باسم طنجة” (خطاب 29 شتنبر 1965).


















