رمضان ولّى….
جريدة طنجة – عزيز گنوني (. العمود الرئيسي.)
الأربعاء 29 يوليوز 2015 – 14:02:38
الحصيلة الرَّمَضــانية لعمليات أصْحـاب السَّلامة الصحية، إيجــــابية بكل المَقـاييس من حيث حجم المنتـوجـــات المُــراقبة و “الخرجات” المنظمة والنتائج المحصلة والتي تشهد بأننا كنا، فعلا، خلال رمضان، في مأمن من الأخطار الناجمة عن سوء التغذية ومن التسممات المُرتبطة بوُصــول مـــواد غير صـالحـة إلى أمْعــائنـا الهَشّة، بعد يَوْم صِيــام في الظـــُروف التي تعلمون !…تقبَّل الله صِيـامكـم.
ذلك أنّ “جنودَ الخَفــاء” من أهل “المكتب” العتيد، شكلوا سدا منيعا أمام “تسرب” المواد الضارة بالنسبة للمستهلكين حيث إن حجم ما نجحوا في حجزه وإتلافه من المنتجات الغير صالحة للاستهلاك فاق الألفين ومائتين من الأطنان “المطننة”….
وحَتَّى تطْمَئنـــوا إلى جدّيــة عَمليات المُراقبة والحَجْز والإتْـلاف، طلـع عليْنــا بيــان رسمي “ينهي إلى علم العموم“، أن حوالي مائة طن من الألفين السالفة الذكر، كانت من التمور التي لا تدخل فيها تمور عصاباتأولاد صهيون، وهي، للتأكيد، من نوع “المجهول” المغربي الأصيل ( !)الذي يعلم الله كيف وصل إلى صحراء النقب، ليحمل “ماركة” إسرائيل أو دولة عربية مجاورة.
قضية “بيزنيس” عن طريق ما يسمى في المبادلات التجارية المغشوشة، بـ “العمليات الثلاثية”. مفهموم !
إضافة إلى التمور، تم وضع اليد على 132 طنا من الدقيق، وحين نعلم مكانة الدقيق في نظام التغذية بالنسبة للشعب، ندرك مدى خطورة الغش في هذه المادة الحيوية الهامة. ثم هناك 8 أطنان من الفواكه الجافة و24 طنا من المحضرات السكرية و 113 طنا من المشروبات و 59 طنا من المصبرات النباتية و 50 كنا من الزيوت والزبدة الرومية ، و85 طنا من اللحوم ومشتقات اللحوم وحوالي 100 طن من المنتجات السمكية و 120 طنا من مشتقات الحليب.
اللّحـــوم المُجَمّدة ومُشتَقـاتهـــا والأسماك المجمدة بمختلف أنـــواعها، شكلت خطورة كبيرة على المستهلكين خـــاصة والأسماك المجمدة أولا لمصادرها المشبوهة وأيضا لظروف تخزينها التي لا تخضع لشروط السلامة، خاصة المستوردة من الصين. وقد شاهدنا خلال حملات الدعاية للمكتب، على شاشات التليفزيون، كيف كانت الأسماك الكبيرة ملقاة على الأرض في مخازن غير مهيأة وغيرمجهزة.
رجـــال الله في مكتب السلامة الرمضاني، وقفوا موقف الجد في مراقبة الواردات من مواد الاستهلاك حيث قاموا بمراقبة مئات الأطنان من المنتجات الغذائية من أصل نباتي أو حيواني على الحدود ، سمحوا بالدخول لبعض المنتجات، ورفضوا السماح بالدخول لبعضها بعد أن اكتشفوا أنها لا تطابق المعايير المعمول بها .
وفي هذا الإطار، قام حــوالي 1500 مفتش، من المكتب بما يفوق خمسة آلاف “خرجة” ميدانية مكنت من تحرير حوالي ألف محضر تخص عينات من مواد الاستهلاك المطلوب معاينتها وتحليلها وعدد من محاضر المخالفات.
هذا جانب من عمليات المراقبة التي قام بها المكتب خلال شهر رمضان. وقد حبسنا أنفاسنا، أكثر من مرة، ونحن نشاهد لحوما في حالة متقدمة من التفسخ، مخزونة في ظروف تبعث على الغثيان، وأسماكا صينية قد يكون تم اصطيادها في مياه ملوثة بإشعاع نووي، كما ورد ذلك في بعض المقالات الصحافية، ومع ذلك فإن بعض الجزارين ومستوردي الأسماك المجمدة، يعلم الله كيف، لا يتورعون في عرض تلك المواد لاستهلاك العموم، بما يشكل ذلك من أخطار محققة على صحة وسلامة المواطنين.
وهاهو رمضان قــد ولَّى…. فهل تولي معه مراقبة المكتب، وتخفت في رجاله دينامية العمل والمراقبة والحجز والإتلاف ….وهل ستعود حليمة لعادتها القديمة، وهل ستجد اللحوم الفاسدة والأسماك المجمدة “المهلكة” والمصبرات والمجمدات سيان كان مصدرها نباتيا أو حيوانيا، طريقها إلى أمعائنا وشراييننا بما تحمل من هلاك محقق لنا ولأسرنا؟……
خـــلال الأسبوع الماضي، فجع المغرب بخبر كبد مسمومة تسببت في موت رب أسرة وتسمم باقي أفراد الأسرة…..الذين لولا ألطاف الله لكانوا جميعهم اليوم في عداد الموتى، بسبب كبد مسمومة ، كانت معروضة للبيع في سوق عمومية. لو كان بالسوق العمومية مراقب للجودة، لما حصل ما حصل، لو كان بالسوق بيطري لمراقبة اللحوم والأسقاط المعروضة، لما حصل ما حصل، لو كان لدى الباعة ضمير وطني، لما حصل ما حصل !….
وما حصل كان بسبب أن رمضان ولى….
و….وداعا، إلى رمضــان الــــقادم بحول الله، لنتفرج على “وصلات” إشهارية ، حَوْل السلامة الصحية !…
_____________
بقلم : عزيز كنوني
azizguennouni@hotmail.com