حي العرفان هل هي بداية النهاية ؟ !
جريدة طنجة – عزيز كنوني ( . إخلاء الأفارقة من احتلالهم لمنازل غيرهم. )
الإثنين 06 يوليو 2015 – 14:07:25
أوضاع مأسوية كهذه لم تكن لتحدث دون أن تزرع في الحي أجواء مرعبة من الخوف والتوجس، خاصة عندما ينقل الأفارقة المتسللون مجونهم إلى الشارع ويحتلون الساحات والفضاءات العمومية ليباشروا طقوسهم القبلية من رقص وغناء و”طمطام” وما يصحب كل ذلك من فوضى وضوضاء وجلبة وصراخ….. يحدث كل هذا الصخب ووالي الحال يعلم، أومن المفروض فيه أن يعلم، ووالي الأمن يعلم، وليس له الحق في أن لا يعلم، ورجال السلطة المحلية يعلمون، بالتأكيد، وحتى مستشارو المقاطعة بعلمون……ومع ذلك ظل القرار “معطلا”…. لماذا ؟
هم يعلمون، ونحن أيضا نعلم !
وقد كتبنا، وكتب غيرنا عن هذا “المنكر” الصــارخ، دون أن تتحرك الهمم، أو أن يسارع المؤتمنون على سلامة المواطنين وأمنهم وسعادتهم، إلى التحرك من أجل “تحرير” حي العرفان من “قبضة” المهاجرين الأفارقة المتسللين المحتلين…. وقد خصصنا افتتاحية العدد الأخير من هذه الجريدة لموضوع “حي العرفان للمرة الألف”….ذكرنا بمعاناة سكان هذا الحي مع الأفارقة ومع السلطات الإقليمية التي تبنت موقفا من هذه القضية يصعب أن لا يوصف بالتواطؤ “الإيجابي”….اعتبارا لــ “حساسية” الموضوع ولتزامنه مع انخراط المغرب في سياسة إفريقية هادفة ، عبر “الأبواب المفتوحة”… ولكن الأمر يتعلق، في حالة حي العرفان، بحقوق دستورية، الحكومة “ملزمة” بحمايتها وصيانتها ، وليس عليها في ذلك من حرج. فالحق حق ، وحين يسكت أهل الحق عن الباطل، يتوهم أهل الباطل أنهم على حق !!! وهو ما حصل بحي العرفان، رغم استغاثة السكان ومطالبتهم ، طويلا، بالحماية والسكينة والأمن والأمان !..
وفجأة، وعلى الطريقة “المرعية” في تعامل الحكومة مع “الرعية” ) ! ) ، طلع علينا بلاغ الداخلية، عززه بلاغ الولاية، يُمْهل مُحْتلي الشُقَق من الأفارقة المتسللين، أربعا وعشرين ساعة قبل “النُــزول” الحاسم من أجل إخلاء المساكن المحتلة وإجلاء المحتلين إلى “طيرات” أخرى في انتظار أن تتكرر حالة العرفان، أو لعل الله يحدث في ذلك أمرا ! .
وصبيحة الأربعاء، نزلت القوات العمومية بكل ثقلها في الحي وشرعت في إجلاء الأفارقة عن الشقق التي احتلوها ونهبوها واستولوا على ما بها من أثاث، ولم يحدث ما يشوش على العملية الأمنية، لأن الأفارقة اقتنعوا في النهاية بأن لا مفر من “المغادرة ” إن طوعا أو كرها، وتوجهوا إلى الحافلات الست عشرة الموضوعة تحت تصرفهم لتنقلهم إلى مدن أخرى لم يفصح عنها بكامل الوضوح.
وهكذا تكون العملية الأمنية، حسب بيان الداخلية والولاية، قد أسفرت عن إجلاء حوالي أربعمائة شخص وعن “تحرير” 85 شقة، تركت في حالة يرثى لها كما عثر بداخلها على قوارب مطاطية ومجادف واكسيسوارات تستعمل في عمليات “الحريك”….
عملية “تحرير” حي العرفان وقع تتبعها من طرف وفد ديبلوماسي إفريقي، انتقل إلى طنجة واستقبل من الوالي كما انتقل إلى الحي المذكور وأدلى ناطق باسمه، سفير السينغال، أحمدو سو، بتصريح اعترف فيه بأن احتلال ملك الغير وضع يصعب قبوله وأن الأفارقة المحتلين انتهكوا حق الملكية الخاصة للمغاربة وكان ضروريا إعادة الحق لأهله.
كما عبّرَ عن ارتيـــاح الوفد الدبلوماسي الإفريقي للظروف الآمنة التي مرت فيها عملية الإخلاء من طرف السلطات المغربية التي أعرب لها عن شكر الوفد لما تحلت به من صبر وحكمة وكفاءة .
من جانبهم، عبر سكان الحي عبر بلاغ للجمعيات التي تمثلهم، عن ارتياحهم لإجلاء الأفارقة المحتلين لمساكن الغير بالحي، مؤكدين أن لا مشاكل لهم مع الأفارقة الذين يقيمون بالحي، بصفة قانونية ، بل إن هؤلاء كانوا في مقدمة من أدانوا احتلال شقق المغاربة بدون وجه حق ونوهوا بتدخل رجال السلطة المغاربة.
المشكل الآن مشكلان: الأول من يعوض أصحاب الشقق التي نُهبت أمتعتهم داخل شققهم التي احتلها أفارقة جنوب الصحراء وأحدثوا فيها فسادا، والثاني هو أنه لا يوجد ما يمنع “عودة” المهاجرين الأفارقة للحي، إذا لم توفر وزارة الداخلية الإمكانيات الكافية لحِمـــاية هذا الحي الذي تتربص به جموع من الأفــــارقة توجد الآن في محيطة ولا تنتظر إلا الفرصة السانحة للانقضاض عليه.
نتمنى أن لا نعود لهذا الموضوع من جديد.