حتَّى مَطْلع الفَجْر ..
جريدة طنجة – ع. كنوني (.ليلة القدر. )
الثلاثاء 21 يوليوز 2015 -11:34:58
• أحيى الشعب المغربي مساء الأثنين الماضي، في جو من الخشوع والابتهال، ليلة القدر المباركة، التي أنزل الله فيها القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وفضلها على ألف شهر من شهور الأزمان والأكوان، وذلك لقضاء الليلة في بيوت الله، قياما و تعَبُّدًا وَطلبًـا للرضَى والغُفْران.
وبعد صلاتي العشاء والتراويح، تسلم المقرئ الطفل عبد الحميد أكزوم من ايمينتانوت ، الفائز بالرتبة الأولى لجائزة محمد السادس الوطنية في حفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله، الجائزة من يدي جلالة الملك. إثر ذلك، ألقى الأستاذ عبد الله بن إدريس أبو بكر ميغا عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية سابقا وعضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية للنيجر، بين يدي جلالة الملك، كلمة باسم العلماء المشاركين في الدروس الحسنية الرمضانية لعام 1436 ، أعرب فيها عن شكرهم الجزيل وامتنانهم الكبير لجلالة الملك على تشريفهم بالمشاركة في هذه الدروس، وقال إن الدروس الحسنية أصبحت اليوم، وبإجماع أهل العلم والفكر ، مدرسة رمضانية فريدة تضيئ الطريق للسائرين وتنير الدرب أمام الملايين الذين يتلهفون إلى متابعتها، ويتشوقون إلى النهل منها.
بعد كلمة الأستاذ ميغا، تم ختم صحيح البخاري من طرف العلامة القاضي برهون بعد سرد “حديث الختم” من طرف الفقيه محمد مشان رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة مقاطعات الفداء- مرس السلطان.
إثر ذلك سلم أمير المؤمنين جائزة محمد السادس لـ “أهل القرآن” وجائزة محمد السادس ل “أهل الحديث”، للفائزين بهما على التوالي، السيدين محمد الجيلاني رئيس المجلس العلمي المحلي لأوسرد، وعبد الله المستغفر إمام وخطيب المسجد الكبير وواعظ بــالمجلس العلمي المحلي لعمالة إنزكان- آيت ملول.
كما سلم جلالة الملك، حفظه الله، جائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية بفروعها الثلاثة، للسيد مبارك الموذن عن كتاب مسجد “الفتح” بالحي المحمدي بالدار البيضاء (جائزة منهجية التلقين)، والسيد أحمد إسماعيلي عن كتاب “الكلاكلة” بأرفود (جائزة المردودية)، والسيد الطيب الجيدي عن الكتاب التابع للمدرسة العتيقة لجماعة إمسوان بعمالة أكادير- إداوتنان (جائزة التسيير).
وفي ختام هذا الحفل الديني المهيب، رفعت أكف الضراعة إلى المولى عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين ، وينصره نصرًا مُبَيّنـًا يُعز بهِ الإسلام والمسلمين.
كما توجه الحاضرون بالدعاء إلى العلي جلت قدرته بأن يمطر شآبيب رحمته ورضوانه على فقيدي العروبة والإسلام جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويكرم مثواهما ويطيب ثراهما.
مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة
و تَميّزت الاحتِفــالات الدينية بليلة القدر المباركة، بحفل الإعلان عن إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تهدف إلى توحيد جهود العلماء المسلمين، في المغرب ،وباقي الدول الإفريقية، من أجل التعريف بقيم الإسلام المتسامح ونشرها وتعزيزها. وقد تم تعيين اليد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، رئيسا منتدبا لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تحت ارئاسة الفعلية لجلالت الملك.
وقال السيد التوفيق إن علاقة إحداث هذه المؤسسة باهتمامات الحاضر والمستقبل ، تتمثل في أمرين مشهودين، أولهما انتظارات معبر عنها رسميا من جانب بلدان إفريقية، وتتجلى على الخصوص في الطلبات الموجهة إلى جلالة الملك ، بخصوص تكوين الأئمة والمرشدات اقتناعـًا، أما العنصر الثاني فيتعلق “بتشوف العلماء الأفارقة الصادر عن وفائهم لأسلافهم الذين تنتهي معظم أسانيدهم في العلم ومن جهته قال الشيخ إن هذه المؤسسة تجمع بين العلماء الأفارقة مغاربة وغيرهم قياما بواجب الدعوة إلى الله تبارك وتعالى اقتداء بــأسلافنا الأوائل الذين نشروا الإسلام بصفائه ونقائه في ربوع القارة السمراء بالأخلاق الفاضلة والقيم التي جاء الإسلام لنشرها لإسعاد البشرية جمعاء.
وقال إن المغرب له الفضل في نشر القيم الإسلامية ، تجمعه مع كل الدول الإفريقية العقيدة والمذهب والمنهج السني في التصوف والسلوك “فنحن جميعا أشاعرة ومالكية “لذلك فإنّنـا نَعْتبر النِّداء إلى هذه المؤسسة عملاً جاء في وقته”.