تحرير الميناء المتوسطي من قبضة مافيا التهريب… أولوية وطنية
جريدة طنجة – محمد العمراني (. الميناء المتوسطي .)
الأربعـاء 22 يوليوز 2015 – 10:38:37
هناك حقيقة واضحـة للعَيـــان، ويستحيل حجبها بالغِرْبـــالْ…
الميناء المتوسطي صار اليــــوم تحت قبضة المهربين، سواء أولئك المتخصصين في “تصدير” المخدرات نحو الخــــارج، أو مافيا “استيراد” السلع المُهَرّبـــة، و فَضيحة حَجْــــز 8 أطنان من الثوب المُهَـــرّب، لا زال حبرهــــا لم يجف بعــد…
تتذكرون الهـالــة الإعلامية التي رافقت افتتاح الميناء المتوسطي، والتي بشرتنا بكونه سيشكل سدا منيعا في وجه مافيا التهريب الدولي…
لقد تم التطبيل كثيرا لأساليب المراقبة المتبعة داخل المينـــاء، ولجدوى الكاميرات المبْتـوتــــة في كل مكان، لمتابعة كل صغيرة وكبيرة داخل الميناء…
لكن الحقيقة الفـــاقعة، هي أن الميناء المتوسطي صار اليوم أحد أكثر الممرات آمانا لكبار المهربين…
هل نبالغ القول إن اعتبرنا أن هذا المركب المينائي الضخم، قد سقط بين أيدي مافيا التهريب، التي أضحت تصول وتجول فيه، وكأنها المتحكمة في جميع دواليبه…
بالقطع لا…
لنراجع الكميات الهائلة من المُخدرات التي عَبَرت الميناء دون أن تنجح سلاسل المُراقبة الموضوعة بـــالميناء من “كشفها”…
أو لنقل.. “لم تُرِدْ كشفها”…
كم هي أطنان السلع المُهَرّبـــة التي دَخلت البلاد عبر ذات المينـــــاء، دون أن تؤدي واجبات التعشير، مع ما يتكبده الاقتصاد الوطني من خسائر فادحة؟…
هل من الطبيعي أن يحدث ما يحدث بأحد أهم المعابر الحدودية للملكة؟…
هل من المقبول أن يتم التعاطي عند كل فضيحة ببرودة تثير أكثر من سؤال، وكأن الأمر عادي جدا؟…
هل من المعقول أن يتم الاكتفاء بتقديم أكباش فداء، لا ناقة لهم ولا جمل، وتبقى الحيتان الكبيرة حرة طليقة؟..
إلى متى ستظل صورة المغرب مستهدفة بالكثير من التشويش، كلما أعلنت إسبانيا، بغير قليل من الافتخار الممزوج بالاستخفاف، عن حجزها للمخدرات العابرة لهذا الميناء؟…
ما من شك في أن الفساد قد استشرى في مفاصل الإدارات المشرفة على تدبير شؤون الميناء، كل شيء أصبح خاضعا لمنطق الدفع المسبق، وعندما يصير حراس المعابر الحدودية في متناول مافيا التهريب، فالخراب قادم لا محالة…
اليوم صارَ من اليسير تـــأمين الطريق لتصدير أطنان المخدرات، مثلما صار من السهل إدخال حاويات محملة بشتى أنواع البضائع والسلع المهربة، دون إخضاعها للمراقبة الجمركية، ومــادام كل شيئ بثمنه، مــا المانع غدا من إدخال الرشاشات، وربما حتى الدبابات دون أن ترصدها الأعين التي يفترض أن لا تنام.
يبدو أن الدّولةَ التقطَت الرّسالة مع اكتشاف مــئات الأطْنـــان من السلع المنتهية الصلاحية، والتي كانت معدة لترويجها بأسواق المملكة، وكل هاته السلع دخلت عبر موانئ المملكة، دون أن ترصدها أعين الرقيب…
مثلما يبدو كذلك أن المــاسكين بالعقل الأمني للمملكة، قد حسموا قرارهم في ضرورة وضع حد لكل هذا الاختراق الموجود بمعابر البلــد…
و لذلك… فـــالوُصـول إلى جميع المتورطين الحقيقيين في فضيحة عبور 48 طن، يبقى المدخل الحقيقي لتصحيح وضع صار وشيك الانهيــار.
الدولة اليوم، أمام كل التحديات الأمنية التي تجابهها، لا خيار لها إلا تحرير هذا المركب المينائي واسترجاعه من قبضة مافيا التهريب الدولي العابرة للحدود…