تقرير مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة برسم سنة 2014
جريدة طنجة – م.الحراق ( .تقرير. )
الإثنين 15 يونيو 2015 – 17:06:53
وفي بداية النَدْوة ذَكر المَسْؤُولــون عن المَرْصَد بــأهَمية هَذا التَّقْريــر الــذي يَضُم العَديد من المعطيات والمعلومات التي يتوخى منها المرصد أن تكون أداة من أدوات المساعدة على اتّخـــاد القرار بالنسبة للمسؤولين، كما يعد وسيلة للمجتمع المدني للتعرف عن قرب عن أهم الإشكالات التي عرفتها طنجة خلال سنة كامل، مشيرين إلى المراحل التي قطعها انجاز هذا التقرير، انطلاقا من منهجية اعتمدها المرصد كآلية للإشتغال من أجل إنجاز هذا التقرير، حيث وقف المرصد في رصده لحالة البيئة والمآثر التاريخية برسم السنة الماضية على الطابع الحرج الذي لازال يعيشه هذا الملف، بفعل عدم تحقيق النقلة النوعية المرجوة في مجال الحكامة البيئية، حيث سجل على مستوى الغابات رغم المجهودات التي تبذل من طرف المصالح المعنية، لازالت تعاني بشكل كبير من الحرائق، والتوسع العمراني على حسابها، حيث طالب المرصد بهذا الخصوص تكثيف المراقبة للحيلولة دون الترامي على الغابة، وفيما يخص المساحات الخضراء، ورغم المجهودات التي تم بذلها لم ترق إلى مستوى طموح السكان، فمساحة 3.15 متر للفرد يعد مستوى متدنيا مقارنه بالمعدل الدولى الأدنى والذي يحدد في 10 أمتار للفرد، كما أن عملية التشجير والتي تدخل في إطار مشاريع طنجة الكبرى كانت تقابلها عمليات اجتثات أشجار أخرى، أما قطاع النظافة فقد لاحظ تقرير المرصد أنه عرف السنة الماضية نقصا في تغطية جميع تراب طنجة، ونقصا في التجهيزات، ومعانات الساكنة من المطارح وخاصة بمقاطعة مغوغة، ومن تدبير النفايات الطبية، وفيما يخص التطهير السائل لاحظ التقرير أنه لازال يشكل أضرارا وخيمة على البيئة، ذلك أن 10 بالمائة من الساكنة غير مرتبطة بشبكة التطهير السائل، وفيما يتعلق بالفياضانات طالب التقرير بضرورة تغطية بعض مقاطع الأودية.
كما تَحدّث التّْقريـــر عمَّـا تَشهدهُ سَواحـــل مدينة طنجة من احتلال للملك العمومي للشواطئ، والبناء العشوائي بمحاذاتها، ونهب واستخراج الرمال بشكل عشوائي، إضافة إلى مظاهر التلوث، وأغلب شواطئ المنطقة لاتستوفي المعايير المعترف بها، كما حدر التقرير بما أسماه بالتهديد الذي يطال المصايد سواء بالمحيط أو بالبحر المتوسط عن طريق الإنهاك البحري والصيد الانتقائي من طرف المراكب الأجنبية، والتلوث الذي يهدد البيئة البحرية، ويهدد تجددها الطبيعي، ويخل بتوازنها الأيكولوجي.
كَما أفْضَى تقرير المرصد إلى خطورة الأودية المتواجدة بوسط المدينة على البيئة كوادي السواني، وواد ليهود، وواد الجديد بمغوغة، مشددا تحفظه الكبير على غياب الوضوح، وتعليل الاختيارات التي بموجبها سيتم تغطية العديد من الشرايين الطبيعية للمدينة، كما نبه التقرير إلى مشكل الاستنزاف المستمر للمخزون المائي الباطني، وعدم تجدده، ناهيك عن خطرالتلوث بسبب الأنشطة البشرية المختلفة. كما جدد المرصد تثمينه للخيار الاستراتيجي للمغرب بتبنيه للطاقات المتجددة النظيفة، ويدعو إلى الاستثمار في البحث العلمي، وتشجيع المبادرات المبدعة، وتطوير آليات الإنتاج.
أما على مستوى ثلوث الهواء لاحظ التقرير أن السنة الماضية كانت كسابقتها من حيث تلوث الهواء بفعل دخان مقذوفات السيارات، وبعض الوحدات الصناعية، والتلوث الناتج عن المقالع، وخاصة في أنجرة وتغرمت حيث يعاني سكان هاته المناطق تلوثا بفعل الأتربة المتراكمة للمقالع.
وفيما يخص حال المآثر التاريخية ذكر التقرير باستمرار حالة الهشاشة التي تعاني منها أغلب المواقع والبنايات التاريخية بالمدينة، ويرجعها التقرير إلى عدم تصنيف أغلبها، كما سجل استمرارتدهور الوضع في موقع قلعة غيلان الأثرية بفعل الإهمال ، والإجهاز عليه، وانهيار باب البحر الأثري وقصر الباشا الريفي، والأسوار المطلة، مذكرا بتطلعات المواطنين إلى ترميمها، وترميم بناية مانيبوليو. كما تميزت السنة الماضية باكتشاف وانتشال مدافع أثرية بمنطقة الغندوري، وآثار رأس البرج البرتغالي برحبة الزرع بالمدينة القديمة، وطالب المركز بالعناية بالمآثر المكتشفة والعمل على ترميمها كما حدث مع فيلا دو فرانس، ومن أهم ما سجله المرصد من خلال التقرير لسنة 2014 التحضير لوضع تصميم التهيئة الموحد لمدينة طنجة، واختتم تقرير المرصد بتقييم الحكامة المتعلقة بالمآثر التاريخية خلال السنة الماضبة.