الغلاء و الغش و التبذير …. الثلاثي الرمضاني
جريدة طنجة ( .مستلزمات رمضانية. )
الثلاثاء 30 يونيو 2015 – 11:49:41
تلتهم القفة الرمضانية ميزانية الطنجاوي ، اذ يناهز معدل انفاق الأسر على الأكل أكثر من نصفدخلها الشهري ، بالرغم من أنه في رمضان من المفترض ان يتقلص الاستهلاك بتراجع عدد الوجبات، لكن الواقع مختلف تماما فالمشتريات تتضاعف بدعوى أن العين تأكل اكثر من البطن..
ثلاثي يؤرق المستهلك ويأتي على مداخيله في رمضان، غلاء الاسعار والغش والتبذير، هذا ما لاحظناه من خلال جولة في عدد من الاسواق بطنجة، ذلك ان المستهلك مازال يعاني من الارتفاع المستمر للأسعار دون حسيب او رقيب ، ولاعزاء لأصحاب الدخل المتوسط والمحدود، خاصة أسعار المواد الأساسية التي تستهلك بشكل كبير في هذا الشهر على وجه الخصوص .
“مدينة البحرين و السمك غلاؤه لا يطاق ” ، هذا ما ردده مواطن طنجي بسيط ، بسوق ” السواني ” حين قمنا بتفقد السمك المعروض و أسعاره التي وجدنا انها خيالية بالنسبة لبعض الانواع ، طنجة التي تطل على البحر الأبيض المتوسط و المحيط الأطلسي لا يتبقى لساكنتها غير الأسماك التي لا تصلح للتصدير ، و بأثمنة تعجز جل الاسر على دفعها ، فعندما اصبح “السردين ” و الذي يعتبر من أرخص أنواع السمك ، يصل ثمنه برمضان الى 35 و 40 درهم ، فلقد بات اقتناؤه مجمدا من المحلات التجارية أوفر ، و بحور طنجة تعج به للأسف ، و كل هذا و المسؤولون مغيبون ، ربما لانهم غير معنيين بالأمر ، فكيف يحسون بالمواطن البسيط ، و هم بأغلب الحالات لا يعرفون حتى أسعار السلع لأنها تصلهم دون عناء و أحيانا دون دفع درهم واحد ، و هذا ما يدخل في باب الاكراميات التي اعتادوا عليها .
هنالك أيضا الغش في القطاع الغذائي ، فقد شهد ارتفاعا غير مسبوق في السنوات الاخيرة ، ومن المفارقات انه يرتفع في شهر الصيام ، وقد تمّ في هذا الإطار تسجيل عدة ظواهر مخلّة بالصحّة، وإتلاف أطنان من الاغذية الفاسدة سواء في طنجة أو في باقي المدن المغربية ، ويرى المختصون أن أسباب استفحال هذه الظاهرة تعود بالأساس الى الرغبة في الربح السريع ، دون الأخذ بعين الاعتبار تأثير ذلك على صحّة المستهلك، إضافة الى الاكتفاء بعقوبات مالية لا تردع المخالفين عن اعادة ارتكاب نفس الجرم للإثراء السريع ، اذ لا تتجاوز أقصى عقوبة بعض الدريهمات كغرامة . وهو ما يجعلهم يتمادون دون ردع.
أليس من العيب أن تقوم بعض الدول الأوروبية بخفض أسعارها للمسلمين في شهر رمضان ونحن نفعل عكسها؟ من أين يأتي المواطن بالمادة وهو يواجه الأشهر العجاف التي تلتهم جيوبه بدءاً من رمضان، ثم العيد وملابسه ومتطلباته، ثم العودة إلى المدارس وما يتبعها من مشتريات ومصروفات مدرسية؟
فوضى السوق تتطلب من الوزارة المختصة المزيد من القوانين الملزمة بعدم رفع الأسعار، وتفاوتها من محل إلى آخر ومن سوق إلى سوق. و أيضا على المسؤولين أخذ الحيطة و الحذر فيما يخص سلامةالمواطنين ،فظاهرة الغش تكاد ان تكون السبب الرئيسي في معظم الامراض الخبيثة التي بات يعاني منها المواطن .