استجواب صحافي مع فؤاد العماري عمدة طنجة “أصبحت طنجة مرجعا بالنسبة للتجارة الشاملة وعلى إسبانيا أن تنتهز الفرصة”
جريدة طنجة – ع .كنوني ( . حوار مع عُمدة طنجة. )
الإثنين 22 يونيو 2015 – 15:31:54
• أجرى الحـوار لفــائدة مجلة “التغيير المالي” الاسبانية خوان إيميليو باليسطيروس والصور لـ خوان سانتيش ؛ نقله إلى اللغة العربية عزيز كنوني ..
حين وصلَ إلى منصب العمدة في سنة 2010، كانت طنجة مدينة منسية ، وكانت عبارة عن منصة سينماتوغرافية تذكر بروعة هذه المدينة في الماضي. وقد أصبحت اليوم المدينة المغربية الثانية ونقطة اتصال بين القارات وصارت تنظر إلى المستقبل بثقة في أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها سوف تساهم في التنمية والاستقرار الديمقراطي لبلد تربطه علاقات متميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي. فؤاد العماري هو المسؤول الرئيسي عن هذه النهضة.
جواب:
بطبيعة الحال. وهذا مثال على ذلك. حينما يريد أي شخص اقتناء شيء ما، فإنه يتوجه إلى أقرب نقطة من بيته. وفي هذه الحال، فإن أقرب نقطة بالنسبة للمغرب، هي إسبانيا. وأظن أنه من الطبيعي أن تتحول إسبانيا إلى الفاعل الاقتصادي الأول في المغرب . وتلك نتيجة للجوار الجغرافي للبلدين الذي يجعل من طنجة باب الولوج بالنسبة لأسبانيا كما أن باب المغرب للولوج إلى إسبانيا هي طنجة التي تشكل نقطة انصال بين القارتين الأوروبية والأفريقية.
ومعلوم أن مدينة طنجة تشكل نقطة عبور وأن المغرب مدرك لأهمية هذه المدينة التي جعلها في صلب مخططاته التنموية. ويمكن السفر من اسبانيا عن طريق البحر،وعبر مدينة طنجة يمكن التوجه إلى أي مدينة مغربية، باستعمال الطرق الوطنية أو الطرق السيارة أو السكك الحديدية ، و قريبا، القطار فائق السرعة الذي سيصل طنجة بالدار البيضاء . وبالاضافة إلى كل ذلك، يمكن السفر من طنجة أرضا أو جوا، إلى معظم البلدان الإفريقية.
يمكن القول إن المغرب يقوم في الوقت الراهن بتعبئة كل الوسائل التي هي في متناوله، ليمكن طنجة من لقيام بدورها على أحسن وجه انطلاقا من رؤية شمولية كنقطة استراتيجية للتواصل بين قارتين.
سؤال: خلال سنة 2013، أعطى الملك محمد السادس انطلاقة برنامج “طنجة الكبرى” وهو مشروع طموح ومتعدد القطاعات لتحقيق تنمية مندمجة ومتوازنة وشاملة لمدينة البوغاز. ماهي مضامين هذا البرنامج، وإلى أي درجة وصل التنفيذ وما هي التغييرات التي طرأت على المدينة بسبب مخطط طنجة الكبرى؟
جواب: بعد البرامج الهيكلية، التي أهمت، بالخصوص، المشاريع الكبرى للبنيات التحتية كما هي الحال بالنسبة لميناء طنجة المتوسط، والقطار الفائق السرعة والميناء الترفيهي والرياضي والمناطق الحرة الصناعية ، تم إطلاق مشروع “طنجة الكبرى” . ومدة إلإنجاز هي أربع سنوات ما بين 2013 و2017، على أن الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو تحسين ظروف عيش المواطنين.
والواقع أنه لا يمكننا السير بسرعتين ، واحدة للمشاريع الكبرىالمهيكلة والثانية لتحسين ظروف عيش السكان. ولهذه الغاية تم إطلاق مشروع طنجة الكبرى الذي يهم جميع المصالح العمومية بالمدينة ، في ما يخص الجوانب الاجتماعية والاقتصادية عبر إعادة تأهيل جميع الأسواق الموجودة بالمدينة، ، وإنشاء مناطق صناعية لفائدة الأشخاص ذوي موارد مالية محدودة لتنمية وتطوير الصناعة التقليدية، وتحسين حركة المرور بتوسيع المسالك والطرقات وإنشاء محاور تصل المناطق الصناعية على سبيل المثال، والتجمعات السكنية ، وتحسين شبكة الإنارة العمومية والنقل العمومي وأسطول سيارات الأجرة و مواقف الحافلات والسوق المركزية.
وهكذا أمكن لنا أن نصرح، في سنة 2014، أن جميع مساكن المدينة سوف تستفيد من شبكة الصرف الصحي، والماء الصالح للشرب والكهرباء.
وموازاة مع كل ذلك، يتم في هذه الأثناء استصلاح الشوارع والأحياء عبر دعم الرعاية الصحية وإنشاء تجهيزات جديدة للقرب وخلق مناطق خضراء جديدة في مختلف شوارع المدينة . كما يتم إنشاء مدارس جديدة خاصة، بالنسبة للتعليم الابتدائي التي تتبع الجماعة وتقدم خدماتها بمقابل رمزي . وتم أيضا فتح مركز رياضي متعدد الأنشطة ، على مساحة ستين هكتارا، وفي نفس الوقت، تباشر إعادة تأهيل مآثر تاريخية وبناء مساجد جديدة.
وتصل التكلفة العامة لهذا المشروع إلى حوالي سبعة ملايير درهم.. وتم لحد الآن توظيف نصف هذه الاستثمارات ،وسنصل إلى نهاية الاستثمارات المبرمجة عند نهاية سنة 2017، بحيث سيتغير جذريا مظهر هذه المدينة .
وفي نفس هذا الإطار، أطلقت المدينة مبادرة متعددة الثقافات التي تعمل، تحت يافطة “ميثاق المدينة”على جمع ممثلي مختلفالمجموعات السكانية، بهدف خلق مدينة حديثة ومنفتحة يتعايش فيها الجميع، مسيحيين ويهود ومسلمين.
سؤال :من بين المشاريع المهيكلة، يوجد مشروع تطويق المحيط. ما هو مضمون هذا المشروع؟
جواب :يوجد الكثير من المحاور والطرق، ولكن الأكثر أهمية هي الطريق التي ستصل البحرين ، المتوسط والأطلسي. هذا المحور يخرج بالقرب من المطار وسيمكن السكان من أن ينتقلوا بسهولة من أقصى غرب المدينة إلى أقصى شرقها، على طريق رئيسية طولها 30 كيلومترا وعرضها خمسون مترا تصل البحرين وتمكن من الوصول إلى كل أحياء المدينة وإلى المناطق الصناعية والسكنية.
سؤال: عاد للظهور، المشروع القديم لإنشاء نفق قاري بمضيق جبل طارق. هل إن منشأة بهذا الحجم ممكنة؟
جواب : إن الربط القاري موضوع متكرر.طرح حين كانت طنجة مدينة تقليدية، أما وقد تحولت إلى مدينة دولية ، فإنه تتم العودة إليه بإلحاح . ولكن المغرب لا يمكنه أن يتحمل بمفرده هذه المسؤولية. إننا نتحدث عن مشروع جسر كبير يفيد قارتين حتى أن المشروع وصل مؤخرا إلى منظمة الأمم المتحدة اعتبارا لأهميته وطبيعته.
وإني أوجه نداء إلى إسبانيا وعبرها إلى الاتحاد الأوروبي من أجل القيام بدور هام بغاية طرح المشروع على المجتمع الدولي وعلى المؤسسات المالية العالمية الكبرى ، أساسا، لكون هذا المشروع مفيد جدا، خاصة في الوقت الراهن حيث تفاجئنا كل يوم أعداد متنامية للوفيات في البحر.
يجب علينا أن نتحمل مسؤولياتنا وكذا الشأن بالنسبة للمؤسسات الدولية . الأمر يتعلق بمشروع شامل، لا يعني فقط مدينتين او بلدين أو قارتين، بل إنه سوف يفيد البشرية بأسرها .
سؤال: ما هي التدابير المتخذة لخلق جاذبية للاستثمار الأجنبي وما هي الامتيازات التي يمكن للمستثمرين أن يجدوها هنا ؟
جواب : إن مدينة طنجة تنتمي لبلد يتمتع بالاستقرار السياسي وبتنمية اقتصادية هامة ، فضلا على أن البلد يضمن الأمن القضائي ، وهي عناصر يطلبها كل مستثمر . ثم إن المدينة توجد على مضيق جبل طارق و على خط بحري يمر بها أزيد من 20 بالمائة من التجارة الدولية.وتحتل موقعا استراتيجيا يدعمه وجود بنيات تحتية وتجهيزات هامة في مجال المواصلات مع جميع الأسواق الكبرى بالعالم. ومن طنجة وعبرها يمكن الاتصال ببلدان الخليج العربي ومع مجموع الدول الإفريقية والأمريكية . كما أن المغرب يتوفر على اتفاقات للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية وعلى علاقات متميزة مع بلدان الخليج العربي وكذا الاتحاد الأوروبي. ثم إننا نقدم تسهيلات ضريبية هامة و مرونة إدارية واسعة ومواكبة متواصلة خلال مباشرة عملية الاستثمار . إن المستثمرين يبحثون عن فرص لتحقيق أرباح، وإن طنجة تعرض تلك الفرص.
سؤال : إذا اعتبرنا أن نزول شركات كبرى متعددة الجنسيات بمدينة طنجة كحالة شركة رونوـ نيسان والمجموعة الدنماركية مايريسك التي تعمل بميناء طنجة المتوسط، دليل على تنمية وتطور هذه المدينة فما هي الشركات الاسبانية التي راهنت على طنجة ؟
جواب : يوجد العديد من الشركات من مختلف بلدان العالم، وثقت بطنجة، ومنها شركات لصناعة السيارات والطيران والإليكترونيك، واللوجيستيك. إن الشركات الاسبانية تتمتع بحضور قوي بطنجة خاصة تلك التي تشتغل في ميدان البناء أو السياحة.
وفي حالة البلدية والمصالح البلدية ، توجد شركة اسبانية تتمتع بشهرة واسعة “ألسا” تتكلف بالنقل العمومي وشركة أخرى ، تعمل في مجال جمع النفايات والصرف الصحي . وهناك أيضا شركة معروفة في مجال الطاقات المتجددة . إن الشركات الاسبانية قوية في مختلف القطاعات غير أن حضورها لا يرقى إلى المستوى الذي نتمناه، خاصة في الوضعية الراهنة للمدينة.
سؤال : هل تريد أن تعلق على القول بأن طنجة قوة اقتصادية طموحة وأن اسبانيا يمكنها أن تستفيد من هذه الظروف. كيف ؟
جواب : أظن أن مصلحتنا الاقتصادية والمصلحة الاقتصادية للمدينة مرتبطتان بمصلحة إسبانيا، وأنا أشتغل على هذه الفكرة.ولهذه الغاية ألتقي مرارا بالسفير وبالقناصل وبعمد معظم المدن الاسبانية وأيضا برجال الأعمال.
وأظن أن على القطاع الاقتصادي الاسباني أن يقتنع بأنه في شمال المغرب توجد مدينة تعرض فرصا عديدة ومهمة، مدينة لم تعد تصدر مهاجرين سريين . و لهذه الغاية قمت بزيارة معظم المدن الاسبانية وربطت اتصالات مع ممثلين اقتصاديين ومؤسسات رسمية بهدف إقناع رجال الأعمال والمستثمرين بإمكانية استفادتهم من هذه الفرص.
إن طنجة تعتبر عاملا إيجابيا من أجل ان تتمكن مدن الجنوب الاسباني من تجاوز الأزمة الاقتصادية عبر الوجود النشيط لمؤسساتها بهده المدينة سواء بقطاع البناء ، أو السياحة أو الخدمات الصناعية. ذلك أننا في حاجة لخبرة ومهارات الإسبان.
سؤال :متى يتحقق مشروع القطار الفائق السرعة المنتظر؟
جواب : 70 بالمائة من الأشغال أنجزت وستصل الأشغال إلى نهايتها عند متم سنة 2016.
سؤال : لقد حولتَ الحاجة إلى فضيلة، ونجحتَ في أن جعلت خصومك يتحولون إلى حلفاء لك، كما هي حال بالنسبة لميناء الجزيرة الخضراء في صراعه من أجل احتضان الميناء الكبير بجنوب أوروبا. كيف أمكنك ذلك ؟
جواب : أظن أن شخصين يشتغلان في نفس القطاع ويسكنان تحت سقف واحد لا يجب أن تكون بينهما مشاكل. يجب أن نكون متكاملين ونبحث سويا عن نقط الالتقاء والاتحاد ولو لغاية أن يمكننا هذا التكامل من أن نكون حاضرين في كل أسواق العالم.
إن ميناء الجزيرة الخضراء ميناء مهم جدا قام بدور كبير استفاد منه المغرب، كما أن إسبانيا يمكنها اليوم الاستفادة من ميناء طنجة المتوسط. لا يجب بتاتا أن توجد نقط نزاع بيننا لأننا جيران ويجب علينا أن نستفيد من هذه الوضعية الجغرافية لخير شعبينا.
سؤال : إن فلسفة العمل الموجهة إلى الزبائن من طرف “أ ب م طيرمينالسالجزيرة”و “أ ب م طيرمينالس طنجة” والخطوط البحرية “مايرسك”، تباشر عملها بمضيق جبل طارق وتمت مكافأتها بجائزة التميز ضمن “نافيس وورلد 2015” وتسمى هذه الاستراتيجية “هوب بارطنير شيب” وتعني أن الزبون “مايرسك لاين” يشتغل من محطتي الجانبين من أجل التخطيطللنقل عبر مضيق جبل طارق ككل، تاركا المقدرات التقليدية لجانب واحد. هل تعتقد أن باقي القطاعات يجب أن تعمل وفق هذا الاختيار؟
جواب : عادة، نحن لا نتدخل في عمل الشركات المتعددة الجنسيات كما لا نسعى للتأثير على استراتيجيتها التجارية. إن السوق الدولية تملك مقدرات قوية وتوجد حالات تتكامل فيها الشركات وأظن أن هذا التكامل يعرض فرصا جديدة نعتبرها مهمة بالنسبة إلينا ، ولهذا فإننا نحث هذه الشركات على التعاون من أجل دعم وجود مرافئنا في هذه السوق.
سؤال : تشتكي من وجود مصالح معينة لبعض البلدان التي تعمل ضد العلاقات التجارية التي تسعى طنجة إليها مع الاتحاد الأوروبي. كشريك استراتيجي. من تعني بذلك؟
جواب : نحن واعون بأن التنمية الاقتصادية للمغرب تشكل كابوسا بالنسبة لبعض الجهات، وهذا شيء مؤسف بالنسبة للعلاقات الدولية. ذلك أن المغرب بوسائل قليلة وبدون نفط، استطاع أن يبني نموذجا واعدا للتنمية، هذه التنمية التي أطلقتها الرؤية الاستراتيجية للملك محمد السادس ودعمتها الموارد البشرية الضرورية.
ومعلوم أن المواطن هو صانع الثروة وأن استثماراتنا ركزت بالأساس على تحسين ظروف عيش وعمل المواطنين. إن الخطابات السلبية لا تعنينا ونعتبر أن علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي علاقات استراتيجية وأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يوضح علاقاته مع المغرب، لأن العلاقات الاستراتيجية يجب أن تنبني على الوضوح. نحن لا نفهم أن تحدث نقاشات لا نعتبرها طبيعية كلما توجهنا للتفاوض حول الصيد أو الفلاحة ، لأنه مع وجود مشاكل بجب التفاوض.
سؤال : كيف تنظر إلى اتفاقية التبادل الحر بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، التي توجد الآن في مرحلة التفاوض؟ هل يمكن حصول اتفاقية مماثلة مع المغرب “؟
جواب : إن اتفاق التبادل الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية مهم جدا بالنسبة للمغرب وأيضا بالنسبة للشركات الأجنبية التي تعمل بالمغرب. وحينما صادق المغرب على هذا الاتفاق، لم يطلب رأي الاتحاد الأوروبي لأن الاتحاد لا يملك وصاية على المغرب. وكل طرف يبحث عن أسواق جديدة واتفاقيات جديدة لدعم وجوده الاقتصادي في العالم. نحن نحترم كل الاتفاقيات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية .وفي الحقيقة فإن هذه الاتفاقيات لا تشكل مشكلة بالنسبة إلينا ونتمنى أن يكون الأمر كذلك بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
سؤال : ألا ترى أن الحكومات يجب أن تنخرط بشكل أقوى في مواجهة المافيات التي تتحكم في الهجرة السرية ” أليست مخجلة أعداد الموتى غرقا بالبحر الأبيض المتوسط بسبب تلك المافيات والصورة المؤلمة للحدود البحرية الاسبانية؟
جواب : إن موضوع الهجرة السرية قضية عالمية ، تواكبها مآس مؤلمة وآلاف الوفيات. وحسب وكالة الأمم المتحدة للهجرة السرية، يوجد نصف مليون من المهاجرين السريين. وخلال السنة الماضية، مات 3000 مهاجر سري من بين 170 ألف, وطبيعيا يجب علينا أن نقوم باللازم لتفادي هذا الوضع.
إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتحمل مسؤولياته ومنظمة الأمم المتحدة كذلك.ثم إن الاتحاد الإفريقي الذي يتكلم في كل شيء، لا يقدم أي جواب بهذا الخصوص. وقد انتظر الاتحاد الأوروبي طويلا قبل أن يبادر إلى تصحيح وضعية المهاجرين المغاربة، بينما المغرب وفي وقت قياسي، اتخذ مبادرة تصحيح الوضعية القانونية للمهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء. إننا نرفض الصمت ورفض أن نترك بلدنا يواجه بمفرده هذه الظاهرة.
لقد أطلق الملك محمد السادس مشاريع إنمائية في إفريقيا جنوب الصحراء لآننا نعتقد أن إفريقيا بحاجة إلى شركاء حقيقيين وليس إلى مساعدات وإن الاتحاد الأوروبي يتعامل مع إفريقيا من منظور المساعدات والدعم.
إننا لا نستطيع وقف هذه الظاهرة بدون المساهمة في تنمية تلك البلدان وإن النموذج المغربي نموذج طلائعي. فالمغرب انتقل من بلد مصدر للهجرة إلى بلد مستقبل للهجرة، في الوقت الراهن.
ومعلوم أن الحدود مع إسبانيا تقدم صورا مؤسفة كما هو الشأن بالنسبة لغيرها من بلدان الجنوب الأوروبي. وإذا كنا نتأسف عما يجري هناك، ماذا يمكن أن نقول عن حالة المغرب الذي يواجه هذه الصعوبات يوميا. إن التدفق اليومي للمهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء يشكل مشكلة كبرى وقد أفصحت عن ذلك كلما اجتمعت إلى مسؤولينبالبرلمانات الأوروبية. و كنت واضحا حينما أكدت أننا نتحمل مسؤولياتنا أمام التاريخولن نتراجع عنها، ويجب أن نفكر في حلول واقعية وليس في أنصاف الحلول.
إن أوروبا لا يجب ان تفكر فقط في حماية حدودها بل وأيضا في إيجاد طرق لمعالجة الظاهرة بصورة واقعية.
سؤال :هل يشكل نزاع الصحراء عائقا أمام التنمية وهل من الممكن الوصول إلى حل عبر الحوار والتفاوض؟
جواب : إن مشكل الصحراء المغربية لم يشكل أبدا عائقا لأن المغرب في صحرائه ويعمل على تنميتها ولأن مغاربة الصحراء يساهمون بدورهم في تنمية المنطقة. إن المشكل مرتبط بمجموعة من المواطنين المغاربة تم احتجازهم بمنطقة تندوف ويتم استغلالهم ومعاملتهم بطريقة مأساوية.
و بـالرّغم من كل ذلك، نحن نومن بالحوار والتفاوضكما نثق في المؤسسات الدولية ومنظمة الأمم المتحدةبوجه خاص، من أجا مساعدتنا على تحرير المحتجزين وإنهاء مأساتهم.
سؤال : ماذا يمكن أن تقول لنا حول هجرة المقاولين الأسبان إلى طنجة ؟
جواب : إنني أستقبل يوميا بمكتبي العديد من المواطنين الأسبان، خاصة مقاولين يمثلون الشركات الصغرى والمتوسطة ممن تأثروا كثيرا بالأزمة الاقتصادية وانتقلوا إلى طنجة بحثا عن فرص عمل.
كما انه يوجد العديد من المواطنين الأسبان الذين اندمجوا بسهولة في القطاع السياحي ويشتغلون في المطاعم والفنادق والمقاهي وآخرون يعملون في القطاع الاقتصادي كقطاع البناء مثلا، حيث يوجد رؤساء أوراش أسبان يعملون لفائدة مقاولين مغاربة.
ذلك أن المواطن المغربي كان دائما قريبا من المواطن الاسباني لأننا نتقاسم نفس الثقافة وطريقة معينة للحياة . إن طنجة مدينة مليئة بالحياة كما هي الحال بمدن الجنوب الاسباني وإن الأسبان الذين يعيشون في طنجة يشعرون وكأنهم في مدنهم.