أحداث بطعم المؤامرة
جريدة طنجة – سميّة أمغار ( .فضاء الأنثى. )
الأربعاء 10 يونيو 2015 – 11:11:32
يتعلق الأمر بالفيلم المشؤوم لعيوش المذكور ابن عيوش المعلوم، وكلاهما أحدثا “فتنة” حقيقية اعتبرها البعض كــارثية بالنسبة لبلد محافظ متعلق بتقاليده وأعرافه. عيوش الأب، المحسوب على تيار الفرنكوفونية بالمغرب، في مواجهة المنتصرين للغة العربية إلى جانب اللغة الأمازيغية، طلع على الأمة براي شاذ، يخص فرض اللهجة الدارجة في التعليم الأولي. أما عيوش الإبن، فقد ذهب بعيدا في استخفافه بقيم المغرب والمغاربة، حين “أنتج” فيلما أقل ما يمكن أن يقال فيه أنه خادش للحياء العام، بما تضمنه من مشاهد العري والإباحية والفجور ! ….
“العينات” الأولى التي قيل إنه وقع “تسريبها” وعرضها في أكثر من موقع إليكتروني، للإشهار، ربما، كانت فاضحة لما تضمنه الفيلم من “مشاهد” اتضح أمرها الآن بعد ما نجحت “مصانع” درب غلف، في إنتاج الفيلم وطبعه على “سيديات” وقع إقبال كبير على شرائها ، كما تم عرضها بالكامل على مواقع الإعلام الاليكتروني. وهو ما كان متوقعا.
ومعلوم أن وزارة الاتصال اتخذت قرارا صائبا بمنع عرض هذا “المسخ” في القاعات السينمائية، الأمر الذي ووجه بالكثير من الانتقاد والمعارضة، من طرف دعاة “حرية الفن والإبداع”… فأين الفن في فيلم عيوش، وأين الإبداع….هل تصوير عمليات جنسية فن وإبداع….هل إظهار المرأة المغربية في مواقع مخلة بالحياء وحاطة من الكرامة فن وإبداع؟ !….أم إن الأمر استرزاق وتجارة بجسد المرأة المغربية وبظروف المجتمع المفروضة عليها من طرف مسؤولين فشلوا في تحقيق التنمية والازدهار الاقتصادي وانخرطوا في متاهات “اللغط” السياسي الذي لا طائل يرجى منه.
ومع استمرار الجدل حول “المسخ اللي فيك”، تفجر مسخ جديد تمثل في مشاركة الأمريكية جنيفر لوبيز في حفل افتتاح مهرجان “موازين” المفروض على الشعب المغربي من جهات نافذة لم تعد خافية على العارفين بما “يجري ويدور” و “دواخل الأمور”……الأمريكية التي قيل إنها “أمنت” على مؤخرتها بما يفوق 200 مليار سنتيم، استرخصت في جمهورها المغربي ليس فقط مؤخرتها، بل أيضا كل مفاتنها من رأسها إلى أخمص قدميها وغنت ورقصت، ولم تخف عن 160 ألف مشاهد مغربي ما تختزن من مفاتن حافظت عليها بالرغم من اقترابها من سن الخمسين. ولم يكن في ذلك من فضيحة. فالمرأة أمريكية، تنتمي إلى ثقافة مغايرة وقيم مختلفة، ولا لوم عليها أن تتعرى وتبدى من جسدها ما تعتقد أنه يتناغم مع رقصها وغنائها….الفضيحة فضيحتان، الأولى يتحمل مسؤوليتها المسؤولون عن “موازين” وفي مقدمتهم رئيس الجمعية المنظمة، والثانية بث بعض المشاهد من أداء المغنية الأمريكية على قناة تلفزية عمومية لتقتحم تلك المشاهد حميمية البيوت المغربية. الأمر الذي جر على الوزير الخلفي وعلى “أقطاب” القطب الإذاعي والتلفزي المغربي متاعب جديدة، وحركت مساءلة برلمانية تخصهم في حين عبرت فعاليات من داخل “العدالة والتنمية” عن غضبها مما حصل، بالرغم من أن هذا الحزب “غير” موقفه الرافض لمهرجان موازين، أيام المعارضة، بغاية المحافظة على علاقات ود ومجاملة مع “المحيط الملكي”. هذا ما رددته بعض وسائل الإعلام الوطنية، والله أعلم.
الحلقة الثالثة في هذا المسلسل “الشيطاني” المزعج، تمثل في أداء فرقة شواذ عالمية تمت دعوتها للمشاركة في “موازين” و”السماح” لها بتمرير “رسائل” واضحة، تساند الشواذ المغاربة وتحتج على قانون تجريم المثلية والشذوذ بالمغرب.
فرقة “برسيرو” المعروف عن أعضائها أنهم مثليون ومدافعون عن الشذوذ الجنسي عبر العالم، وعن حقوقهم في “التزاوج” ظهرت على إحدى منصات “موازين” بالرباط، لتؤدي وصلات موسيقية وغنائية، اتضح أنها حملة ضد القوانين المغربية المجرمة للشذوذ الجنسي.
الكيتاريست “ستيفان أوسلاند” بدا عاريا نصفه الأعلى، وهو يستعمل قيثارة تحمل علم المثليين بينما رسم على ظهره رقم 489 وعليه علامة تشطيب، في إشارة إلى المطالبة بإلغاء الفصل 489 من القانون الجنائي المغربي الذي يجرم المثلية والشذوذ الجنسي.
من المسؤول عن دعوة هذه الفرقة الموسيقية لـ “موازين” الرباط، والسماح لها بالظهور بالمظهر الذي كانت عليه. والحال أنها تقاضت ملايين الدراهم مقابل “مشاركتها” في مهرجان “إيقاعات العالم” “المثلي”.
نعم من المسؤول عن هذا “التحدي” السافر للمغرب وللقوانين المغربية من طرف أجانب تمت دعوتهم من طرف جمعية مغربية “جمعية مغرب الثقافات”….
والطامة الكبرى أن محطة تلفزية أخرى، وهي “ميدي آن تيفي” قامت ببث سهرة “المثليين” في تحد جديد للمغاربة. فهل تم ذلك بمباركة أو ب ‘وصاية” من جمعية “مغرب الثقافات” ؟
أموركثيرة تحتاج لتوضيح من إدارة المهرجان ورئيس جمعية “مغرب الثقافات” !…..
أما الحلقة الختامية فتمثلت في “شو” خاطف قامت به “ناشطتان” من منظمة “فيمن” السيئة الذكر، الأكرانية، تسللتا إلى ساحة مسجد حسان التاريخي، إمعانا في إهانتنا، وكعادة “ناشطات ” هذه الحركة الشاذة، كشفتا عن صدريهما وانخرطتا في تبادل القبل قبل أن يتسللا خارج الساحة، بعد أن تم تصويرهما وبث مشاهد من “عرضهما” المستفز.
وقد تمكنت السلطات المغربية من توقيفهما وطردهما خارج أرض الوطن، مع قرار منع دخولهما مجددا للمغرب. وبالرغم من أن السلطات الأمنية تعاملت مع “المهرجتين” بمنتهى اللطف، لقطع الطريق أمام مناهضي المغرب بفرنسا وأوروبا بوجه عام، فإنهما أطلقتا، بمجرد وصولهما إلى باريس، جملة من الاتهامات في حق المغرب ومسؤوليه، من قبيل أن المغرب دولة بوليسية، وأن الصحافة تتعرض لمضايقات، وأنهما لو كانتا مغربيتين لتم إيداعهما السجن. وهو ما يستحقانه وما كان يجب فعله !….
وخلال يوم الإثنين، أوقفت مصالح الدرك بضواحي مراكش، أفراد أسرة فرنسية من أصول إيطالية بتهمة التبشير بالديانة المسيحية، بمنتجع سياحي وتم حجز العديد من الكتب التبشيرية وطبعات الإنجيل كانت بحوزتهم. وتبين أن الأسرة تقيم بمقاطعة جيليز حيث يقضي أفرادها فترات تطول وتقصر قبل مغادرة المدينة على أساس العودة إليها لاحقا، وتم الاستماع إلي أفراد الأسرة بمحضر ليتم إخلاء سبيل الجميع في ما بعد.
تزامن هذه الأحداث على حدتها وما تحمله من تحديات، يوحي بأن الأمر يتعلق ب “مؤامرة” على المغرب واستقراره والدينامية التي تطبع خطواته نحو التنمية والتقدم، حيث يبدو أنه تم “اختراق” موازين بعلم مسؤوليه أو بدونه، لتمرير رسائل مستفزة تستهدف قيم المغاربة ومعتقداتهم وتقاليدهم، وتخدش الحياء العام ، وتفتح الباب أمام تطورات أخرى مجهولة العواقب إذا لم تتخذ الإجراءات الضرورة الحازمة للوقوف في وجه تيارات الهدم الوطنية والأجنبية التي قد تتحالف لزعزعة أمن المغاربة الروحي والمدني ، وقد يندرج فيلم عيوش وموازين الرباط في هذه الخانة. !!!! …….