وأخيرًا ..مسجد القصبة يَفتتح أبوابه من جديد ..

يُعتَبر مسجد القصبة أو “جامع القصبة” أحـد المَعـالـم العَتيدة بطنجـة ، و هـو مَـأثَـرَة تـَـاريخية ، بَنـاها الباشا علي أحمد الريفي في عهد السُلطان المغربي المولى إسماعيل العلوي ، حيث اعتبر آنذاك مُلحَقـة أساسية لقصر و متحف “القصبة” ، وقـد ضَـمّ “جـامـع القَصَبـة” جميع ميزات الهندسة الإسلامية في العصر الوسيط ؛ و الّـذي أسّست مَعالمـه بموازاة مع تَشْييد قصر البـاشا آنذاك ، إبَّـانَ تعيينهِ حـاكمـًا لمُجمل المنطقة الشمالية ، وقد انطلق تشيّيـد هـاتـه المَعـالـم، أواخـِر القرن السابـع عشر، سنة 1686م إلـى ان استكملت في حُدود عام 1741م ؛ و تَمَّ تَحْصينه بسُور داخلي، قبل أن يُشْرع في بناء سُور يحُيط بالمَدينة كلّها .

هَكذا ، وقــد رَحَبَّ سُكـان حي القصبة باسترجاع بيت الله ، الّـذي تـاقَت نُفـوس المُصلّين إلى رحـابـهِ الزكيّـة ، و الذي صـادفَ قُــرْبَ حُلــول شهر رَمـضان المُعَظَّـم .

فمن خـلال الصُــوَر المُـرْفَقـــة ، بَدا المسجدُ في حُلّـةٍ أبْهـَـى ممّـا كـاَن عليه سابقًـا ، حيثُ زُيّنت رِحـابـه بثرَيـا كبيرة مُضيئة ، و أخشاب بـأشكال هندسية ، لَفّت أعمدة و قـوائم المسجد بنقـوش فـريـدة ومتناسقةِ ، و زَرابي مُنبسَطة ، ذات نسيج نـاعـم و رسم بَهيِّ ، ممّـا أضفى عليهِ رونقًـا و جمـاليةً ، تُسعدُ قلوب اشتاقت لسجدة في رحـابـه ، و تُبْهـجُ أرواحـًا لازمتهُ سنين طويلة.