مهرجان موازين خرق جميع التوازنات .. المجتمع المغربي له قيمه
جريدة طنجة – م.سعيد اخناشر ( .مهرجان موازين. )
الجكعة 12 يونيو 2015 – 11:41:37
وقد استقبلَ الدِّين الإسلامي استقبــالاً إسلاميــًا ، أي استقبال فهم وترحيب وإدراك للمَسئوليات التي يضعها الله عزَّ وجل على الإنسان في الكون الذي أعَدّه ليُمارسَ الإنسان فيه تلك المسئوليات .
فــالله تعالى لم ينزل الإنسان لهذا الكون ليَفْعَل فيهِ ما يَشاء ويتصرف فيه كما يشاء . إن الله وَضعَ لهذا الكون قوانين وسنن تحكمه ، وبين للإنسان تلك القوانين وتلك السنن حتى لا يدعي الإنسان أنه لم يعرف ، بدأ من الإيمان بالله حيث قــال سبحانه :” وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ” .
هذا العهد الذي قطعه بَنُو آدم معَ الله ألا يحس به المسلم؟. ألا يدركه في كثير من الأحيان عندما يرتكب ذنبا أو سيئة ؟ ألا يحس أنه مدفوع إلى الرجوع إلى الله تعالى لطلب المغفرة والرحمة ؟ .
إن هذا العهد قائم في جميع النفوس رغبة أو رهبة من الله ، فمهما ادعى كثير من الناس أن الأمر بالنسبة لهم لا يصل إلى ذلك الإحساس بالعهد فإن هناك حقائق تشدهم شدا إلى الاعتراف بأن الله خالق هذا الكون وخالق هذه المخلوقات كلها .
فــإذا نَظَرُوا إلى السَّماء ألا يرون وضعها وأنّهــا دُونَ أعمدة تمسكها ، وأن التغيرات التي تحدث فيها تدل على أن هناك قدرة تديرها .
وإذا نظروا إلى الأرض إلا يرون كيفيتها ومظاهرها وكيف تؤدي دورها ، وكيف تشترك مع السماء وما بينهما في تسخير جميع وسائل الإقامة للإنسان في هذا الكون امتثالا لأمر الله تعالى :” وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الْأَرْض جَمِيعًا مِنْهُ ” .
إن هذه المَظاهر الكَوْنية لا يستطيع أي إنسان أن يُنكرها لأنها فَرضت نفسها عليه .
والسؤال الذي إذا طُرح على النَّـاس لابد أن يهزهم هزا ، وهو :” من الذي خلقكم ؟ ” لا يستطيع أي إنسان عـاقـــل أن يقول إني أوجدت نفسي بنفسي . كذلك إذا طرح سؤال ثان وهو : من أوجد هذا الكون ؟ هل يستطيع أن يجيب أي واحد أن هذا الكون وجد من تلقاء نفسه ، أو صدفة ؟ .
وسؤال آخر أكثر قوة .وهو :” هل ستموت أو ستدوم حَيّـًا ؟ . فلابد أن يكون الجواب أنه سيموت . فمن أحياك ؟ ومن سيميتك ؟ . فمهما تنكر الإنسان فالحقائق صامدة في وجهه .
والمُسْلم يعرف معرفـة تـامَّة أن الله خَلقهُ ، وهُو الّـذي أوجدَ له الكون ليعيشَ فيهِ ، وبين له المَهام المَنُوطَــة بهِ والواجبة عليه وأنّــهُ سيؤدي عليها الحِساب أمــامَ الله ، ولذلك نجد أغْلب المُسْلمين يقَدّرون الموقف الذي سيقفـونه بين يــدي الله تعالى.
والسؤال : فهل فَطِنَ المُنظّميـن لمهرَجــان مـــوازين لأوضاعهم كمسلمين ، وفي مُجتمع مسلم ؟ .
يتبع