معرض الكتاب بطنجة بين صراخ الأطفال و صهيل الخيول

في إطار برنامج المعارض الجهوية للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة بمختلف الجهات، نظمت المندوبية الإقليمية للوزارة بطنجة ، بدعم من مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات، المعرض الجهوي للكتاب والقراءة في دورته الخامسة تحت شعار” التحفيز على القراءة مسؤولية الأسرة أيضا” وذلك من 22 إلى 28 يونيو 2015 بحدائق عين قطيوط بمدينة طنجة ، نظمت هذه الدورة بتنسيق ودعم من عمالة طنجة أصيلة، والجماعة الحضرية لطنجة، ومقاطعة طنجة المدينة، ومقاطعة الشرف السواني، وجمعية منتدى الفكر والثقافة والإبداع بطنجة، والمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية لنساء ورجال التعليم. وشركة Alia concept.

حدائق عين قطيوط ، التي و بشهادة الأغلبية من الذين زاروا المعرض ، لم تكن مناسبة على الاطلاق لتنظيم مثل هذه التظاهرة ، نساء بكل مكان بالحديقة ، يتبادلن الحديث و ما يجلب معه من نميمة ، و أطفال يلعبون بكل الأركان ، حتى أمام الأماكن المخصصة للمعرض ، خيول و اكشاك متنقلة للحلوى و العصائر ، بقايا الأطعمة بكل الزوايا ، صراخ و صهيل ، موسيقى صارخة و القليل ممن يتجولون أتوا خصيصا لحضور فعاليات المعرض ، معرض خال تقريبا من الكتب ، و الكتب المعروضة للبيع أو للتصفح فقط ، قليلة جدا ، بالكاد يبلغ مجموعها 15 او 20 كتابا بكل رواق ، معرض أقل ما يمكن أن يقال عنه انه دون المستوى و عار على طنجة .

و بالنسبة للدعم الذي تم تقديمه للمعرض ، فلم يتم لمسه بجودة العرض و لا المعرض ، حتى الامسيات الشعرية التي كانت مبرمجة كانت ناقصة و أحيانا كانت تلغى ، فعلى سبيل المثال ، الشاعرة فاطمة الزهراء بنيس ، التي كان من المفترض ان تشارك باليوم الثاني ، تفاجأت من خلال اتصال هاتفي خاص بها ، يسألها عن مشاركتها و عن موعد وصولها لطنجة ، الا انها لم تكن على علم من الأساس بالمشاركة ، بالتالي لم تحضر .

سلبيات عديدة رافقت هذه الدورة ، و بقي لنا أن نعرف من المسؤول الرئيسي عن هذا الفشل الذريع ، الذي اثبت من جديد ، أن الحفل الثقافي و العالم الأدبي في احتضار تام ، خصوصا بهذه المدينة التي كانت بعهد مضى محور كل الثقافات.