لقاء تواصُلي بمناسبة اليوم العالمي للبيئة و التّسامح و ثَقافة السِّلم
جريدة طنجة ( .اليوم العالمي للبيئة. )
الخميس 18يونيو 2015 – 10:43:49
فالإنسان في تعامله مع الطبيعة يحتاج إلى العلم.ومن أجل بناء الإنسان السوي و المعتدل،المفتاح الذي يحتاجه هو الحب وبدون حب ليس هناك إنسانية ،ولذلك يقول الدكتور المحاضر التفكير في الغير أساسي عن طريق استعمال أدوات الإصغاء و الحوار.

ولهذه الغاية أجرى اختبار حقيقي حول مدى تطابق هذه القيم على نفسية الحاضرين حيث دعى المحاضر الجميع إلى مغادرة كراسيهم و الوقوف وجها لوجه و التجول بالقاعة هنالك شعر كل واحد بأنه أمام نفسه حيث انطبقت عليه الاية الكريمة من سورة البقرة يقول الله عز وجل “لكل وجهة هو مو ليها فاستبقوا الخيرات ” تنزيلا لهذه الآية الكريمة طلب المحاضر من الواقفين بأن يتفرقوا داخل القاعة و يصطفوا إلى فرقتين، فرقة من أهل الشمال و فرقة من أهل اليمين ، فرقة من اليساريين و فرقة من الإسلاميين،فرقة من جبالة وفرقة من العروبية،فرقة من الامازيغ وفرقة من أصل عربي، فرقة ممن يؤيدون فيلم عيوش وفرقة ممن يرفضونه.
إنه فعلا سؤال صعب على النفس و امتحان عسير يدعونا إلى استحضار مفهوم التسامح و التفكير في جعله من وسائل تجاوز أعطاب وعلل كثيرة أصابت مجتمعاتنا، موقف يجعل كل واحد منا يتساءل هل يمكن أن أعيش إنسانيتي دون حب.
وفي ضوء ما يجري اليوم من صراعات في المجتمعات العربية تتأكد حاجتنا وحاجة أسرنا وحيينا و مدرستنا وجامعتنا و ثقافتنا إلى التسامح: فضيلة عقلية و أخلاقية لا ترتبط فقط بميراث نظري تاريخي معين بل ترتبط أولا وقبل كل شيء بحاجتنا الفعلية و التاريخية لما تختزن معانيه من فضائل وقيم،ففي حاضرتنا من مظاهر الانغلاق و القهر و التعصب و الإقصاء كثيرة .
لتجاوز هذه الأزمة التي لا ترتبط فقط بالمجتمعات العربية بل هي أزمة عالمية لابد من استباق الخيرات.يقول الدكتور سيدي محمد اليملاحي الوزاني أساس السعادة بلوغ الجمال و الطيب و الخير معاني من شأنها أن تنتج الوعي الذي يؤدي إلى التغيير الذي من بين أهدافه التشارك و التضامن و التكافل،مفاهيم للوصول إلى تحقيقها لابد من المعرفة و الإرادة و التمكين. فغاية المعرفة ربط العلاقة بالطبيعة و الوجود الإنساني بهدف تحقيق التسامح الذي لا يمكن أن يتحقق بدون معرفة التي من نتائجها حب الاستطلاع و الشجاعة و الثبات و الإيداع و القدرة و التواصل و المنافســة الشريفة و المصداقية. إنها منظومة من القيم تتأكد حاجتنا وحاجة مجتمعتنا و ثقافتنا إليها.
نحن اليوم أمام مواجهة دواتنا ومواجهة الآخرين. فهل نستطيع القول في ضوء ما يجري اليوم في مجتمعنا و ثقافتنا،إنها معركة لم تعد قابلة للتأجيل .
” وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ “سورة البقرة الآية 146