حينما يُتـاجـر عيــوش بعـاهـات المَغـاربـة
جريدة طنجة – سمية أمغار ( .فضاء الأنثى.)
الإثنين 01 يونيو 2015 – 16:46:35
• متى كـان الفُحش و الإبـاحية و الـرّذيلة و السَفالــة و الانحطـاط الخلقي إبداعًا و التّعـاطي معه حرية تعبير ؟
متى كــانت الإساءة للقيم الأخلاقية وللمرأة المغربية ولصورة المغرب العالمية عبر تركيب مشاهد سينمائية مخزية ومثيرة لممارسات جنسية مُقَـزّزة بغـايــة استثمارها تجـاريـا ، فنـّـًا “يجب تقييمه وفـق مَــعايير الإبداع” ؟… .
المَشاهد المقززة التي “تسربت” بقصد الإثارة، من فيلم عيوش الجديد “الزين اللي فيك”، حركت موجة غضب عارم‘ة على مُختَلـف المُسْتوَيــات المجتمعية، بـــاستثناء بعض “المكبوتين” ذكـورا وإنـاثــا ، اعتبــروا أن مُواجهةَ الفيلم بكل هَذه الحِدّة ، ضَرْب من ضُـــروب “الرجعية” و”التطرف الأخلاقي” وعودة بالمغرب إلى زمَن الرَّصـــاص…..
ويستدلون على نـجاح تلكَ اللّقَطــات المسرّبـة بــالإقْبــال الكثيف على مُشاهدتها في حين أن أغلبية الذين اقتربوا منها أدانوها واستنكروها واعتبروا أنها منافية لقيم الشعب المغربي وأنها مسيئة للمرأة المغربية ولصورة لمغرب، في الداخل والخارج، واعتبروا أن تلك اللقطات تشكل “عينة” إشهارية للفيلم الخزي، الذي إنما هو محاولة لاستثمار تجاري بئيس للممارسات الجنسية على حساب سمعة المرأة المغربية وتقاليد الأسر المغربية وفيه تحريض ظاهر وواضح على الدعارة وعلى الانحراف والرذيلة.
وليست هذه تجربة نبيل عيوش الأولى مع هذا النوع الرديء والبذيء من الأفلام السينمائية التي تتاجر بعاهات المجتمع المغربي، ولكنها التجربة الأكثر “وقاحة” وسفاهة وجرأة .
ثم تَصوروا أن نبيل عيوش تقدّمَ فعْلاً بطَلَب الحُصـــول على دعم المركز السينمائي المغربي لتمويل هذا الفيلم من المال العام. ولكن الطلب رفض، بسبب “هشاشة بنائه الدرامي” و “شخصياته الغير مقنعة“، حسب عضو في لجنة الدعم، بيد أنه حصل على رخصة التصوير بالمغرب، فاختار مراكش المجاهدة التي لطخ سمعتها وسمعة أهلها بالتلميحات الوقحة والساقطة التي أراد بها عيوش أن يجعل من المدينة الحمراء وكرا كبيرا للرذيلة وفضاء مفتوحا على المساءة والخطيئة. ولكن رجال المدينة تصدوا بقوة لمحاولة عيوش معتبرين أن فيلمه يخدش الحياء ويشوه تاريخ مراكش ويسيء إلى سمعتها بينما تقدمت الجمعية المغربية للدفاع عن المواطن، بدعوى قضائية ضد نبيل عيوش والممثلة لبنى أبيضار مطالبة بفتح تحقيق قضائي ضدهما معا بعد نشر مشاهد إباحية تتضمن إساءة لمدينة مراكش ونسائها بصفة خاصة والمغرب بصفة عامة . وحسب يعض المنابر الاعلامية، فقد تمت إحالة الشكاية على الشرطة القضائية من أجل البحث والتحقيق في لقطات الفيلم.
و معلوم أن وزارة الاتصال أصدرت بلاغــًا أعلنت فيه رفض الحكومة الترخيص لعرض فيلم “الزين اللي فيك” في القاعات السينمائية المغربية بسبب إساءته لقيم المجتمع المغربي ولما تضمنه من مس خطير وصريح بالمرأة المغربية وبصورة المغرب بصفة عامة.
و بمُوازَاة مع ذلك، تمَّ إنْشاء صفحة على الفيسبوك بعنوان “كلنا ضد الفيلم الاباحي للمخرج نبيل عيوش” من أجل تعبئة الرأي العام ضد هذا الفيلم.
ومع كل هَذه الضَجّـة التي أحْدَثَتْهــا اللّقَطـــات التي سربـوهـــا عن قصد، كما يبدو، فـــإن عيوش أعرب عن استيائه لقرار المنع الذي أصاب إنتاجه الأخير، وصرح أنه لا يفهم معنى هذا المنع نافيا أن يكون فيلمه تضمن مشاهد إباحية. ( ! )……
في حين تبنى بعض “المتطرفين” موقفا معاديا لقرار منع عرض هذا الفيلم، بدعوى أن القرار “يقيد حرية التعبير والإبداع” وأنه يجب “رفع الوصاية على الجمهور” !!!…..
ومن المؤسف أن تنبري القيادية في حزب الاصالة والمعاصرة ، و رئيسة بيت الحكمة، خديجة الرويسي، التي لا تخفى صِـراعـاتهـــا ضد حكومة بنكيران، كما هو الشأن بالنسبة لكل قيادات هذا الحزب المعارض، للدفاع عن عيوش معتبرة أن ما يتعرض له فيلم “الزين اللي فيك” يشبه الهيستيريا الجماعية التي تحرض على العنف والحقد والكراهية وأن الأعمال الفنية ــ حاشاكم ــ يتم تقييمها وفق معايير الإبداع ـ حاشاكم مرة أخرى ــ وليس من منطلقات أخلاقية بحتة !…
فأين تقف خديجة الرويسي على “أعمل فنية” وعلى “إبداع”، في حوارات بطلات الفيلم وتلميحاتهن اللفظية ومجونهن ودعارتهن ؟ وحين يدعي عيوش أنه إنما أراد “تعرية وضع قائم” فإنه يتعلل فقط بهذه المقولة الكاذبة، لآن “الوضع معرى بطبيعته”، وليس لدى المغرب ما يخفيه في هذا المجال. فالدعارة موجودة في المغرب كما هي موجودة في العالم أجمع، وهي في المغرب دعارة “معاشية”،وأسبابها غير خافية، منها الجهل والفقر والإكراهات المجتمعية، وعجز الدولة الحديثة على خلق الثروة وتوزيعها توزيعا عادلا، ولكل واحدة من “الممارسات” للعمل الجنسي قصتها ومشاكلها وقضاياها الحياتية ، ومنها ما ارتبط بالحياة الزوجية حيث تشكل المرأة الحلقة الضعيفة أمام جبروت الأزواج، حين تجد امرأة شابة نفسها وحيدة في مواجهة متطلبات أسرة من أطفال صغار بعد اختفاء الزوج المعيل….ولا أظن أنه توجد من تفتح فخذيها لأول راغب في الممارسة الجنسية، من باب الرغبة أو المتعة !!! …. “قبح الله الاضطرار ! …
ومع ذلك فالسلطات تحاول الحد من سلبيات الدعارة، وقد نشرت وزارة الصحة هذا الأسبوع دراسة مستفيضة عن واقع ممتهنات الجنس في المغرب وظروف “اشتغالهن” . ومضمون هذه الدراسة يوحي بأن الدولة مهتمة بالموضوع، وتسعى لوضع تصور لحلول مستقبلية. وبالتالي فموضوع الدعارة لم يعد من الطابوهات المسكوت عنها بل أصبحت قضية رأي عام ولم يعد لعيوش ولا لأمثاله أن “يتاجروا” بعاهات المغرب وبتمويل من الخــارج !!!!…….
_____ __ _
مواضيع ذات صلة : “رسالة من إمرأة مغربية إلى عيوش”