المفرد بصيغة الجمع … المهدي المنجرة في ذكراه الأولى
جريدة طنجة – لمياء السلاوي ( .المهدي المنجرة. )
الثلاثـاء 16يونيو 2015 – 10:27:35
هو من اعتبر الخلق و الابداع العنصرين الاكثر تأثيرا بالمجتمع للانتقال به نحو المعرفة و الرقي ، و بأن حب الله يسمو على جميع أنواع الحب الأخرى ، إذا ما اقترن بحب العلم و المعرفة ، بينما يقتل حب السلطة كل اشكال الحب .
تكريسه جزءا كبيرا من حياته للدراسات المستقبلية ، و أمله أن تحظى هذه الدراسات بالأهمية التي تستوجبها بالنسبة لمغرب الغد، من العلامات إلى أدت به إلى طرح تغيير الرؤى فيما يخص نموذج التنمية علما أن المغرب، كباقي دول العالم الثالث، قد مر بمرحلة التقليد، حيث حاول تقليد الآخر و نسخ تجاربه لبلوغ النتائج المرجوة. و قد تم اعتماد هذا المسار بحسن نية و ارتكازا على درجة من الوعي. إلا أنه اليوم، يبدو أن المغرب في حاجة ماسة، أكثر من أي وقت مضى، إلى نموذج مغاير للنموذج المعتمد، أي نموذج يكون مؤسسا على عوامل داخلية، و معطيات و قيم اجتماعية و ثقافية خاصة به و اعتمادا على الاستجابة لحاجيات المجتمع كما هي معبر عنها ديمقراطيا .
هو المفرد بصيغة الجمع ، هو المؤدي لضريبة مواقفه وآرائه التي جعلته في الكثير من الأحيان، مغضوبا عليه من طرف الدوائر الرسمية بالمغرب، وكان عدد من الطلاب والباحثين والأساتذة الجامعيين من محبي الراحل، قد أطلقوا في مواقع التواصل الاجتماعي دعوة تحت اسم “معا من أجل تكريم الدّكتور المهدي المنجرة بالمغرب” واختير يوم ثالث عشر يونيو يوما عالميا للاحتفاء بالمنجرة، ودعت هذه المجموعة فك الحظر والمنع وإزالة التهميش الذي يطاله نتيجة مواقفه الوطنية، وكان قد أعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس في برقية التعزية إلى أسرة الفقيد بوفاته عن حزنه بفقدان المغرب لأحد رجالات الفكر والمناضلين المخلصين عن حقوق الإنسان والمساهمين في تكوين الأجيال المغربية التي تتلمذت على يديه .
هكذا رحل عالم الاقتصاد والسياسة المهدي المنجرة وهو يضحك على العالم الذي تركه وراء ظهره قائلا للجميع … إن التغيير لايصنع الخرافات والتنبؤات الكاذبة، وبلسان حال المنجرة نستعيد مقولته التي أكدت أكثر من مرة أن المستقبل الذي نريد أن نذهب إليه بسرعة وتفاؤل علينا أن نقدره بالعلم . فالمهدي الذي سهر الليالي وقرأ أمهات الكتب عاش متمردا ثوريا و رحل عنا شامخا أبيا…