الفن رسالة … يا دعاة التخريب
جريدة طنجة – عبد المغيث مرون ( رسالة الفَن )
الإثنين 01 يونيو 2015 – 16:16:22
أصبحَ حـالُ بعض الفنّـانين المحسوبين على بلدنـا للأسَف، هو إنتـاج أعمـال فنيّة مُعـادية للإنْسان، تصب في نَشْر الرّذيلة و ثَقافـة الفـاحشة التي أصبَحت مُنتشرة في الأوساط الاجتمـاعية لأسباب يعرفهـا و يعلمهـا الجَميــع.
يكفي ما نَراهُ في شوارعنا من تسكُع و مُوبقـات غريبة و هَجينة على ثقـافتنا الأصيلة و قيمنـــا الراسخة، بدلَ ما نُعـالــج هذه الظواهر بشكل عقلاني و نعطْي الصـورة الحقيقية التي ينبغي أن تتـربّـى عليها النــاشِئة ، نُساهم في بَث و تصـويــر مشاهد فــاضحة كـأنّنــا نعطيها الشرعية بدَعْوى أن هذا واقـع معــاش.
نتفق جميعا على أن الانحراف الخطير الذي أصاب المجتمع هو حصيلة الاستدراج التي وقعت فيه الدولة، والتي فتحت الباب على مصرعيه للأفلام المصرية كنموذجا بداية الثمانيات وأصبح المغاربة مولوعون بتصرفات بعض الفنانين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
وبعدها الأفلام المكسيكية والأفلام التركية … الى أن وصلت الوقاحة الى الأفلام المدبلجة ثم الى ما لا ندري ما يخطط له…
القائمون على الفن في بلادنا، لا يدركون أن الفن رسالة انسانية نبيلة تهدف إلى السمو بالإنسان والرقي بأحاسيسه تجاه الحب والخير والجمال، بل كل ما يطمحون إليه هو أعمال تجني لهم الربح والمال ولو على حساب ألم الشعب، لذى لا نستغرب من أعمال تجار الذمم.
الأعمال الفنية الصادقة هي التي تدعو إلى ضرورة الكشف عن المجرمين أعداء الإنسان والحض على التصدي لشرورهم ومقاومتها، وكراهية الشر والدعوة إلى محاربته .
هكذا تكون رسالة الفن وهكذا تكون وظيفة الوعي السياسي، المنبه على المخاطر المحدقة بالإنسان والداعي إلى محاربة قوى البغي والعدوان التي قد تتمثل في محتل يغتصب حقوق الغير ويبسط عليه هيمنته.
فالفن رسالة وأخلاق، والسينما فضاء لبث القيم وترسيخها في المجتمع، الناشئة تحتاج إلى من يوجهها ويعلمها الفضائل والمكارم لتتربى عليها، وتعتقد جازمة أنها هي الأصل في الحياة، وما دونها هو استثناء ينبغي الترفع عنه مهما كانت الظروف.
فدعاة الميوعة يعملون جاهدين على إذكاء أفكارهم المسمومة، والتي تفسد الأخلاق وتضيع الحياء، فكيف للأسرة الواحدة المجتمعة على مائدة واحدة تشاهد أفلام تخدش الحياء وتسمع ألفاظ نابية ساقطة تعكر صفوة الاجتماع.
إنّهـا الـوقـاحة بـامتيـاز ، المَغـاربة مُحـافظـون و مـؤمنون بـأن حُريّـة التّعْبير هي أن تحترمَ أذْواقهم و مَشـاعرهم ولا تعـتدي على حُرمَتهم.


















